بعد أن أصدرت محكمة الاستئناف بمراكش حكمها اليوم، والقاضي بـ20 سنة سجنا في حق أحد مغتصبي خديجة السويدي، التي انتحرت حرقا احتجاجا على إطلاق سراح مغتصبيها الستة، حاور موقع “الأول” والدتها السيدة فاطنة فرح وحاول معرفة كيف تلقت هذا الحكم.
هل يمكن أن تحدثينا عن خديجة، من هي، كيف عاشت وكيف كانت علاقتها بك وبأسرتها؟
ابنتي خديجة فتاة حنونة، كانت بمثابة صديقتي وأختي و أمي كذلك، كان قلبها كبير، ومحبة للحياة وكانت تقول لي أنها تريد أن تعيش حرة، بعد وفاة أبيها سنة 2006 خلال حادث سير تحملت مسؤولية الأسرة التي تتكون من أربع بنات بالإضافة إلى خديجة، منهن إثنتان متزوجتان، واشتغلت عدة مهن من أجل تربية أبنائي ومنهم خديجة التي قررت ترك الدراسة في القسم الخامس ابتدائي، لقد أرادت ترك المنزل لأنها تبحث عن الإستقلالية لتعيش بمفردها هكذا كانت تقول لي دائما.
تركت خديجة بيت الأسرة بمراكش وأين ذهبت وكيف عاشت بعيدة عنك وعن أسرتها، وهل كانت على اتصال بك؟
اكترت غرفة بحي إفريقيا بمدينة بنجرير، واشتغلت في عدة مهن، نادلة بمقهى، بائعة خبز  وغيرها من المهن، “بنتي تكرفسات بزاف”. كانت تتصل بي دائما كنت أترجاها للعودة إلى المنزل لكنها كانت تقول لي: “أمي أنا لا أستطيع العودة إلى المنزل الآن.”
احكي لنا تفاصيل حادث اغتصابها وماذا وقع بالضبط ؟
حسب ماروت لي ابنتي وذلك مسجل في محاضر السلطات، فقد تم استدراج ابنتي بالقوة من قبل 8 أشخاص إلى منطقة اسمها “نزالة لعظم” تقع بضواحي مدينة بنجرير، حيث قاموا بالتناوب على اغتصابها بشكل وحشي و تصوير فيديوهات توثق جريمتهم. بعد ذلك قامت خديجة بالتوجه عند مصالح الدرك لوضع شكاية في الموضوع ليتم تحرير محضر لها، وقامت عناصر الدرك بالاتصال بي لتوقيع المحضر لأن ابنتي كانت لا تزال قاصرا في سن 17، وبالتالي فأنا المسؤولة القانونية عنها.
بعد ذلك سنفاجأ بإطلاق سراح مغتصبي ابنتي وكانت الصدمة كبيرة، لكن ليس هذا هو الدافع الأساسي لإقدام ابنتي على الانتحار حرقا، لقد هددوها بالفيديوهات، التي صوروها وقاموا بتعذيبها نفسيا مما دفعها إلى الانتحار، وأنا أيضا لم أسلم من ذلك حيث قامت بعض أسر مغتصبي ابنتي خديجة بالاتصال بي عبر الهاتف للتشفي بعد إطلاق سراحهم قالوا لي: “حنا ولادنا رجال خرجوا ونتي بنتك غير امرأة لي جا يضحك عليها” ، لقد احتقرونا لأننا نساء.
هل أنت راضية على حكم المحكمة بعشرين سنة على أحد المتهمين في قضية اغتصاب ابنتك؟
خديجة لم تأخذ حقها لا في حياتها ولا بعد موتها، إن هذا الحكم “قليل” بحجم المعاناة التي عانت ابنتي ونحن معها. من سيعيد لي ابنتي التي ماتت؟، هم سيخرجون بعد هذه الأحكام ويستطيعون رؤية أسرهم أنا فقدت ابنتي التي ماتت “محكورة”، هل سأستطيع رؤيتها من جديد؟ لقد رحلت عني دون رجعة وأنا الآن في حالة نفسية صعبة وأرى صورها في كل مكان.
كيف تلقيت مساندة عدد كبير من المغاربة الذين تضامنوا مع ابنتك؟
لقد تلقيت تضامنا كبيرا مع قضية ابنتي وأنا أشكر الجميع، كما أشكر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وباقي الجمعيات التي ساندتني أنا وابنتي خديجة، وأنا اطلب من المسؤولين أن يساعدوني في أخذ حق خديجة، التي ماتت مظلومة، كما أني سأواصل التحرك في كل الاتجاهات إلى أن يعود حقنا وترتاح ابنتي في قبرها.

التعليقات على والدة خديجة: المغتصبون سيرون عائلاتهم بعد 20 سنة أما أنا فلن أراها أبدا مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

النيابة العامة تأمر بتعميق البحث مع عبد الله بوصوف وسعيد الفكاك والتهم خطيرة 

كشف مصدر مطلع لموقع “الأول”، أن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالدار البيض…