كشفت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة أن مستشفى ابن سينا بالرباط، يعيش أزمة ووضعية كارثية خانقة بسبب عجز وانهيار أقسام العناية المركزة تحت الضغط وقلة الأسرة المجهزة بأجهزة التنفس الاصطناعي ومادة الأوكسجين.
وسجلت الشبكة في بلاغ لها، توصل “الأول” بنسخة منه، ارتفاعا في نسبة وفيات “كوفيد 19” بالمستشفى لعدة عوامل، منها ما يعود إلى الحالة الصحية المتدهورة والمتقدمة للمريض وأخرى مرتبط بالنقص الملحوظ في التجهيزات الطبية والبيوطبية خاصة منها أجهزة التنفس الاصطناعي والنقص الحاد في مادة الأوكسجين وضعف ضغط هذه الأخيرة، حيث يظل دون مستوى الضغط المناسب للحالة الصحية للمريض بالرغم من المجهودات اليومية التي يقوم بها الفريق البيوطبي بمصلحة الصيانة للرفع من مستوى هذا الضغط.
وأكد بلاغ الشبكة أن مستشفى ابن سينا بالرباط “يعيش على حافة الانهيار بسبب التدبير السيئ والمرتجل والقرارات المرتبكة خاصة بعد إصابة العاملين وإغلاق عدة مصالح وتكديس المرضى بالمستعجلات وتداخل مهام رؤساء المصالح وعدم احترام الهياكل التنظيمية واعتماد إملاءات أفقية وغياب التنسيق و المقاربة التشاركية مع الفرقاء الاجتماعيين، إضافة إلى غياب إدارة المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا التي أبانت عن عجزها وضعف أدائها وعدم قدرتها على مواجهة تحديات كوفيد_19”.
وتقول الشبكة إن إدارة المستشفى “ظلت لسنوات تهتم فقط بالصفقات العمومية وصرفت على إثرها أموالا ضخمة دون نتائج ملموسة، على سبيل الذكر لا للحصر مشروع أو صفقة منظومة معلوميات المستشفيات ( SIH)، كما تفتقر إلى مخطط استشفائي جامعي حقيقي يستجيب إلى اكرهات وتحديات المرحلة ويجيب على متطلبات وحاجيات المصابين في التكفل والرعاية الصحية والتدخل العلاجي السريع”.
تبعا لذلك، دعت الشبكة وزارة الصحة إلى اعتماد القيود الصارمة في توقيف الاستهتار بصحة المواطينين بالمركز الاستشفاىي الجامعي ابن سينا، من أجل تحسين الرعاية الصحية للخاضعين للعلاج داخل المستشفيات التابعة له والحد من نسبة الوفيات مع الحرص على سلامة و حماية المهنيين.
كما تطالب بإنشاء وحدات العناية الفائقة وأجنحة متخصصة لتقديم العلاج والمراقبة الحثيثة للمرضى الذين يعانون من مرض كوفيد-19 بتخصيص طابقين كاملين لاستقبالهم والتكفل بالحالات الخطيرة بوحدات الانعاش والعناية الفائقة تكون مجهزة بأجهزة التنفس الاصطناعي الكافية و مدها بمادة الأوكسجين يكون ضغطها مناسبا لحالتهم الصحية، اإلى جانب تخصيص أجنحة أخرى للمصابين بألامراض الخطيرة والاعتناء بهم في أجزاء أخرى من المستشفى بعيدا عن حالات فيروس “كورونا” حفاظا عن سلامتهم مع تحفيز العاملين و مدهم بكل الوسائل الضرورية للعلاج و الوقاية.
ودعت الشبكة أيضا إلى الإسراع بفتح مستشفى تمارة الجديد، المتوفر على 250 سرير وتجهيزات طبية كلفت خزينة الدولة أزيد من 40 مليار دون تشغيله، وتحويله مرحليا إلى مستشفى خاص لعلاج المرضى المصابين بفيروس “كورونا” المستجد.
كما طالبت وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة بتخصيص ميزانية خاصة لقطاع الصحة من أجل اقتناء تجهيزات التنفس الاصطناعي والأدوية ذات الطبيعة الاستعجالية لمرضى “كوفيد -19″، علاوة على وضع استراتيجية محكمة و معقلنة للحد من تفشي وانتشار فيروس “كورونا” داخل المستشفيات التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، لحماية المهنيين من اطباء و ممرضين و اداريين و تقليص نسبة الإصابات والوفيات في صفوفهم.