عضو بالمجلس الأعلى للتعليم مصابة بـ”كورونا” تروي شهادة صادمة عن ظروف استشفاء مرضى “كوفيد 19” بسيدي يحيى الغرب

شهادة صادمة أخرى تضاف إلى سجل قصص الإهمال التي حكاها أكثر من مواطن أثبتت التحاليل إصابته بفيروس “كورونا” بالمغرب ويخضع للعلاج في الوحدات الصحية المخصصة لذلك. فقد أكدت التيجانية فرتات عضو المجلس الأعلى للتعليم والمديرة السابقة لأكاديمية التربية والتعليم بجهة الرباط، أن مقامها بالمستشفى الميداني سيدي يحيى الغرب المخصص لاستقبال حاملي “كوفيد 19″ لم يكن طيبا بتاتا.

وروت التيجانية فرتات في تدوينة نشرتها على حسابها الشخصي بـ”فيسبوك” أنها نقلت يوم الثلاثاء الفائت إلى المستشفى الميداني سيدي يحيى الغرب، إثر تأكد إصابتها بالفيروس التاجي، وبعد أن شاع خبر مرضها تلقت اتصالات هاتفية من مسؤولين بوزارتي الداخلية والصحة تضمنت تساؤلات عن وضعيتها الصحية، وهي الخطوة التي لقيت استحسانا من لدنها واستقبلتها بارتياح بالغ.

وبمجرد أن وطأت قدماها المستشفى المذكور، أثار انتباهها وجود احتجاجات المرضى بسبب غياب الأطر الصحية وطلبهم مقابلة المسؤول عن المستشفى، معلقة: “بحكم أنني مسؤولة سابقة، فهذا المنظر مألوف عندي. علي أن أسمع وأرى بنفسي قبل إصدار أي حكم”.

التأكد من صدقية دواعي احتجاجات المرضى لم يسغرق وقتا طويلا، فقد وقفت المسؤولة المذكورة بنفسها عند حجم الوضعية المزرية التي يتخبط فيها مرضى “كوفيد 19”. تقول التيجانية إن المستشفى لا يقدم أي علاج أو مراقبة طبية أو حتى قياس للحرارة، وأن الخدمات المقدمة لا تتجاوز الأكل والشرب فقط، مشددة على أن مرضى السكري أمثالها، لا يوجد من يهتم بوضعيتهم الخاصة.

وأشارت المتحدثة إلى أن جناح النساء والرجال المفروض أن يكون منفصلين عن بعضهما البعض، لا تفصل الأروقة سوى ممرات فقط، بل الأكثر من ذلك، تضيف التيجانية: “الرجال يمرون من الجناح المخصص للنساء من أجل الذهاب إلى المرافق الصحية دون حرج”.

واعتبرت فرتات أن الوضع هناك أشبه بالجحيم، موردة أن الأضواء والهواتف تمنع من الخلود للنوم، والنساء الجالسات أو اللاتي تفترشن الأرض يشتكين طوال الوقت.

وتابعت: “خلال يومين لم نر ظل طبيب أو ممرضة، كل هؤلاء الشابات والعجائز القلقون ينتظرن الدواء المعجزة منذ أربعة أيام وبعضهن منذ خمسة أيام. لا يوجد تفسير ولا معلومات تتسرب، ولا مسؤول يتفقد، لا أحد للتحدث معه.. الجميع يتملكه الخوف من العدوى، لكن يتعين على الطبيب أن يحمي نفسه من أجل الوصول إلى المريض