محمد أيت بو*
تستقبلك روائح “الغبار” والأكباش.. لتذكرك بطبيعة وأجواء البوادي المغربية.. هنا سوق مفتوح لبيع أضاحي العيد خصصته سلطات الدار البيضاء أنفا.. ساحة المعرض الدولي قبالة مسجد الحسن الثاني، لـ”الكسابة” لعرض منتوجهم من الأغنام والماعز كبديل لـ”الكراجات” والدكاكين بالأحياء الشعبية بعد قرار وزارة الداخلية بمنعها.
داخل السوق، تصطف بشكل منظم نقط بيع الأغنام، يقف بجانب كل نقطة “كسابة” بلباسهم التقليدي وقبعات قش صفراء تحجب عنهم حر الشمس وبابتسامات خفيفة يستقبلون العائلات البيضاوية القادمة من مختلف الأحياء لاقتناء أضحية العيد، محاولين اقناعها بجودة سلعتهم “هاد الخير عالف غا بالشعير والذرة”.
“كُلّها وجهدو”
لا حديث بين الزوار في ممرات السوق ونقط البيع إلا عن مواصفات “الحولي” الممتاز، والأسعار المعروضة، وتقديم النصائح لبعضهم البعض حول أجود الخرفان المتواجدة بالمعرض.
“بابا بغينا حولي صردي مول القرون”، بهذه العبارة خاطب شاب في العشرينيات من عمره والده المسن المنهمك في تفقد الأكباش المعروضة، ليرد عليه كساب بابتسامة خفيفة وبلكنة بدوية “كلشي موجود أولدي انتما وجهدكم”.
الحديث عن أسعار الأضاحي وجودتها بين الزوار، دفعنا لنوجه السؤال لحميد المتحدر من البروج بني مسكين، رجل في أواخر عقده الرابع، بشاربه الكث يقف لاستقبال الزوار بالمعرض مرتديا حذاءً مطاطيا، فقال “أجود أنواع الخرفان هي “الصردي” يتميز بلونه الأبيض مع سواد في العينين والفم والأذنين بالإضافة إلى منتهى الأرجل”، موضحا، أن هذه الفصيلة تتواجد “بالتحديد في مناطق البروج بإقليم سطات وقلعة السراغنة، هضاب قصبة تادلة، واد زم، إضافة إلى مناطق بني ملال والفقيه بن صالح، ويصل ثمنها إلى حدود 6 آلاف درهم”.
إلى جانب ذلك، يوضح حميد ” توجد نوعية أخرى هي “البركَي” وتنحدر هذه السلالة من منطقة تمحضيت وخنيفرة وزاوية الشيخ وبني خيران، ويكون ثمنها منخفضا مقارنة مع “الصردي”، وأضاف بابتسامة خفيفة “المهم كلشي غيعيد كاين حولي المسكين وحولي المرفح”.
“ردود فعل إيجابية”
بعد أن التقطت نادية، سيدة في عقدها الثالث صورا للأكباش المعروضة، هاتفت زوجها من أجل استشارته بالقول، لقد أرسلت لك صوره “بحال هداك لي شرينا داك العام أسي محمد”، وصرحت لـ”الأول”، “كنا نشتري من “الكراجات”، لكن هذه السنة علمنا بوجود هذا السوق وفضلت القدوم إليه لاقتناء الأضحية”، موضحة، أن “التنظيم هنا محكم والسلطات موجودة، لذلك تأخذ راحتك في اقتناء ما تريد دون خوف من “الشمتة””.
سعيد هو الآخر، مصحوبا بأبنائه وزوجته يتفقد السلع المعروضة، قال لـ”الأول”: “الحمد لله الأمور هنا منظمة بشكل كبير، تتفقد الأكباش مع العائلة دون خوف من السرقة أو “الشناقة” الذين كانت تعج بهم “الكراجات” بالأحياء الشعبية والأسواق خارج مدينة الدار البيضاء”.
وأضاف سعيد، “كل الأكباش هنا مرقمة بحلقة صفراء مميزة، كما لاحظت أيضا وجود وحدات بيطرية للمراقبة الصحية، ورجال الأمن أعتقد أنني سأقتني ما يلزمني هنا وأنا مرتاح”.
“اعتقاد خاطئ”
ينتشر اعتقاد خاطئ لدى الزوار الذين استقى موقع “الأول” أقوالهم، بأن الحلقة أو “الطانكة” الصفراء المثبتة على أذن الأكباش المعروضة للبيع، هي علامة على جودتها وصحتها، غير أن عبد الغني عزي، رئيس مصلحة المنتوجات الحيوانية بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أوضح في وقت سابق أن “الحلقة الصفراء المميزة لا علاقة لها بالجودة بل لها علاقة بالترقيم لتتبع مسار الخروف وتثبيت الملكية وحماية المستهلك للقيام بالإجراءات اللازمة”.
*صحافي متدرب
الكرملين ينفي صحة تقارير إعلامية تركية عن حياة الأسد وزوجته بموسكو
نفى الكرملين يوم الاثنين صحة تقارير نشرتها وسائل إعلام تركية تشير إلى أن أسماء الأسد، زوجة…