عمر طالب
أعادت قضية إقدام السلطات التونسية على ترحيل الأمير مولاي هشام يوم 8 شتنبر المضي، ساعات قليلة بعد وصوله إلى بلاد الياسمين للمشاركة في ندوة كانت ستعقد في إطار منتدى تنظمه “جامعة ستانفورد” الأميركية لتدراس موضوع انتقال السلطة في تونس بعد “الربيع العربي” في العام 2011، قصة الأمير إلى الواجهة. فمولاي هشام؛ حفيد محمد الخامس وابن عم الملك محمد السادس، والرقم الثالث للصعود إلى العرش العلوي بعد مولاي الحسن ومولاي رشيد، كان ولايزال يعتبر ذلك الأمير الاستثنائي الذي لم تعرف الأسرة الحاكمة في المغرب أميرا مثله، ولعل مساره وقصته مع القصر وعمه الحسن الثاني وابن عمه محمد السادس؛ كفيلان لكي يتأكد للقارئ بأن مولاي هشام “أمير لا مثيل له” .
أمير يكتب مذكراته !
أواخر سنة 2013 : عدة جرائد تتداول خبرا يتحدث عن عزم أمير علوي إصدار مذكراته، يبدو الخبر صادما منذ الوهلة الأولى؛ لكن وما إن تبين أن هذا الأمير ما هو إلا الأمير مولاي هشام، حتى أصبح الخبر مزلزلا !
لقد أحدث الخبر الذي نشرته “لونزفيل أوبسيرفاتور” عن عزم مولاي هشام إصدار مذكراته حالة ترقب في الأوساط السياسية والإعلامية في المغرب، فالجميع يعرف جيدا من يكون مولاي هشام؛ ذلك الأمير الذي لا يشبه باقي أمراء الأسرة الملكية، الذي أراد أن يكون “أميرا ليس كباقي الأمراء” ؛ الشيء الذي كلفه الكثير من المتاعب، منذ أن تقرر إبعاده عن القصر الملكي أياما قليلة بعد دفن عمه الحسن الثاني..
اقرأ أيضا: وأخيرا.. السلطات المغربية تخرج عن صمتها بخصوص طرد مولاي هشام من تونس
وإذا كانت الصحافة الوطنية والدولية قد دأبت على إطلاق لقب “الأمير الأحمر” على مولاي هشام، فإن هذا الأخير حسم الأمر لما أصدر مذكراته، مطلع أبريل 2014، عندما اختار لها عنوان “مولاي هشام العلوي؛ سيرة أمير مبعد” .
فور صدور الكتاب في المكتبات الفرنسية، صدر كذلك على الإنترنت وجرى تداوله على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي، وبعد قراءة الكتاب، كان هناك شبه إجماع على أن الكتاب عادي جدا؛ ففي الوقت الذي توقع الجميع أن يوميات الأمير ستكون بمثابة “قنبلة”، تبين أنها لم تكن إلا تكرارا لما سبق أن نشر وما ثم تداوله، لكنها تميزت بالتطرق إلى حكايات جد ممتعة جرت داخل القصر على مدار خمسين سنة من العلاقات العائلية؛ من الطفولة إلى العلاقة بين مولاي هشام ووالده الأمير مولاي عبد الله، وعلاقة هذا الأخير بأخيه الملك الحسن الثاني، وقوفا عند العلاقة بمحمد السادس الذي كان وليا للعهد آنذاك، وصولا إلى “القطيعة” مع الملك الجديد واختيار “المنفى” الأمريكي.. لكن كل هذه الأشياء، كانت جد بسيطة من الناحية السياسية، ولم تحدث أي جدل في الصالونات أو خلف جدار المشور السعيد..
مع الملكية؛ لكن ضد المخزن :
“لم يسبق لي أن كنت شيوعا ولا اشتراكيا، بل أنا لست من روافض النظام الملكي.. لست جمهوريا ولست ملكيا بالمطلق.. وأنا مستعد أن أضرب صفحا عن الملكية إذا اقتنعت أنها لم تعد صالحة للمغاربة..لقد تبين بعد الربيع العربي أن الملكية نافعة للمغرب، ولكن يجب أن يتم تفكيك المخزن..” بهذه العبارات استهل الأمير كتاب مذكراته، وذلك من خلال “عقد ثقة” توجه به إلى جميع المغاربة “بدون تمييز”؛ ليضع حدا لكل الغموض الذي كان يلف مواقفه من نظام الحكم في المغرب؛ فالأمير لطالما كان ضحية “هجمات ممنهجة” من قبل بعض الجهات وكذا بعض وسائل الإعلام، كان الهدف من خلالها تصوير مولاي هشام كـ”عدو للملكية يسعى إلى إسقاط النظام وإشعال الفتنة”!
وحتى قبل إصدار مذكراته؛ فقد كان مولاي هشام واضحا في هذا الباب، ولطالما أكد أنه ليس ضد النظام الملكي في المغرب، وأن “أمله” هو أن يكون له دور إيجابي في الرقي بالبلاد، والمساهمة في إطلاق انتقال ديموقراطي حقيقي في مملكة ابن عمه. “أريد أن تتقدم بلادي إلى الأمام، أن تتطور، وأنا أعتزم المشاركة. أنا واع بموقفي ومن ثم “بالفوضى” التي أستطيع إثارتها، ولكن كذلك بالمساهمة الإيجابية التي يمكنني أن آتي بها. لقد كنت نشيطا في زمن حكم الراحل الحسن الثاني، أما الآن؛ فسأكون أكثر من ذلك في عهد يعرف نفسه كعهد للإنفتاح وترسيخ دولة القانون.” (لوجورنال -2001) .
لقد بقي الأمير “متفائلا” على الرغم من أنه أصبح “أميرا منبوذا” في القصر الملكي؛ تفاؤل سرعان ما سينتهي عندما سيقرر الأمير في يناير 2002 مغادرة المملكة في اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية للاستقرار هناك رفقة أسرته الصغيرة.
لم يستطع الأمير أن “يتعايش” مع واقعه، فكونك أمير؛ أمير مغربي بالخصوص، يفرض عليك العديد من “القيود”، قيود لم يتقبل مولاي هشام أن يفرضها على نفسه، ومن يدري؛ فقد تكون “التربية الأميركية” التي تلقاها ابن مولاي عبد الله هي التي أدت إلى هذه النتيجة !
“إننا في القصر نعيش وسط فقاعة، إنه تشويه رهيب للواقع.. بل يمكن أن يؤدي إلى الخراب ! لو كنت قد أردت تثبيت مكانتي كأمير، ما كنت لأترك مكاني بجوار الراحل الحسن الثاني” (تيل كيل- 2004)
وفاة الحسن الثاني.. نهاية العلاقة مع القصر
في مساء 22 يوليوز 1999، كان مولاي هشام متواجدا في باريس لما وصله خبر إدخال عمه الحسن الثاني إلى قسم العناية المركزة. أراد الأمير أن يعود في الحين إلى المغرب، إلا أن الحسن الثاني؛ أمسك السماعة من يد الطبيب ليقول له “لا تسرع، انتظر، غدا تأتي” . في اليوم الموالي، سيرن هاتف الأمير الذي كان يتناول وجبة الغداء مع السياسي اللبناني غسان سلامة من جديد، هذه المرة؛ كان ولي العهد سيدي محمد هو المتصل، الذي سيخبره بأن الحسن الثاني مريض جدا وبأنهم “بصدد إنقاذه”، وأن عليه الحضور فورا إلى الرباط، وبأنه أخبره هو والوزير الأول آنذاك عبد الرحمن اليوسفي فقط “لأسباب سياسية”
حل مولاي هشام بالقصر الملكي بالرباط في حدود السابعة والنصف مساءا، “وفهمت بمجرد وصولي أن الحسن الثاني قد توفي” ، لكن وبمجرد وصوله، سيفاجئ الأمير بحادث غريب؛ ففي تلك اللحظات، ستعرف ردهات القصر حدوث أمر غريب تمثل في “اعتقال” البصري بإحدى قاعات القصر!
“لفت انتباهي حدث غريب: رأيت اثنين من عناصر الدرك في فرقة حراس الملك المقربين يمسكون إدريس البصري في أحد المكاتب ويهددونه على بعد أمتار قليلة من الجنرالين عروب وبنسليمان، وسمعت البصري يصيح: “أوقفوا هذا الاستفزاز! على رسلكم إني وزير الداخلية! ” فاستفسرت الجنرال عروب، فأجبني إنه إجراء وقائي، فأشرت إلى أن هذه الطريقة سيئة للغاية، وأن وسائل الإعلام العالمية في حالة ترقب وإن علمت بالخبر ستعطي صورة بائسة عن الملكية. مات الملك الذي كان يحمي البصري؛ وهاهو وزير الداخلية يتلقى الضربات بعدما أسرف في تسديديها، فسبحان مبدل الأحوال”.
الحديث هنا على لسان الأمير- عن واقعة احتجاز وزير داخلية الحسن الثاني في القصر قبيل انطلاق مراسيم تنصيب الملك الجديد، فلطالما تناقلت الصحافة هذه القصة التي كشفها الصحافي علي عمار بالتفصيل سنة 2009 في كتابه الممنوع “محمد السادس سوء الفهم الكبير” ، والتي تأكدت بالفعل لما تحدث عنها مولاي هشام في مذكراته.
في العاشرة والنصف، التلفزة الوطنية تربط الاتصال المباشر بالقصر لنقل مراسيم تنصيب للملك الجديد وتوقيع عقد البيعة الذي يجدد الولاء بين المحكومين والحكام، حيث يظهر ولي العهد سيدي محمد، الذي سيحمل بعد لحظات اسم “محمد السادس”، مرتديا الجلباب الأبيض والطروبش الأحمر؛ جالسا على الكرسي الذي كان يجلس عليه والده، وإلى جانبه كل من شقيقه الأمير مولاي رشيد، والأمير مولاي هشام الذي “خرق” العادة وارتدى البذلة الفرنسية، خلافا لباقي الشخصيات الرسمية التي كانت ترتدي اللباس المخزني (للإشارة حتى شقيقه الأمير مولاي اسماعيل كان يرتدي البدلة الفرنسية كما يظهر في الصور، إلا أنه لا أحد أشار إلى ذلك ولم يتم التطرق أبدا لهذا التفصيل) ، ولعل ما طبع تلك اللحظة الفارقة في تاريخ المملكة؛ هو أن نص عقد البيعة وقع بقلم مولاي هشام الذي سيطرد لاحقا من القصر! بعدما انتبه إلى أنه لم يكن أحد من البروتوكول والحاضرين يتوفر على قلم.
غداة جنازة الحسن الثاني التاريخية، ستعرف علاقة الأمير بمحمد السادس منعطفا جديدا سيعجل بالقطيعة، وذلك بعدما أصر مولاي هشام على مفاتحة الملك الجديد، بحضور أفراد الأسرة الملكية، في مواضيع شائكة تهم مستقبل المملكة.
“..أعلم أنه من واجبي أمام التاريخ والمغاربة أن أطلع ابن عمي على ما يدور في خلدي، فعزمت على الوفاء بهذا الالتزام، على الرغم من أن فرص تحسين علاقتي مع محمد السادس بعد وفاة والده تكاد تكون منعدمة.. غداة يوم الجنازة؛ استجمعت شجاعتي وذهبت للقاء محمد السادس في القصر لأصارحه برأيي في النظام الملكي، والمخزن، وحول الجيش والتناوب، بحضور وجهاء القصر والأسرة. خلال حديث عفوي، قلت له إن ثروة العائلة المالكة يجب أن تعود إلى الأمة، وناشدته ألا يعطي أية ضمانات لجنرالات الجيش، وألا يعقد اجتماعاته في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، ألا يكفي أن تكون شمال أفريقيا كلها محكومة من طرف العسكريين؟ كما طلبت منه تنحية إدريس البصري برفق، وأخيرا ألححت عليه لأجل تعزيز انفتاح النظام على اليسار. لم يجبني محمد السادس وظهر كأنه لا يدري ما يقول، وتجنب أن أكلمه على انفراد، وتكفل الوجهاء الحاضرون بتقويض كل طروحاتي واقتراحاتي بقوة، مع احترام اللياقة. هكذا إذن تحدث مولاي هشام عن اللحظة التي قرر خلالها أن يفتح قلبه لابن عمه الملك، والتي للأسف؛ جعلت منه أميرا غير مرغوب فيه، إذ بعد مرور ثمان وأربعين ساعة عن هذا اللقاء؛ أبلغه مدير البروتوكول الملكي آنذاك، عبد الحق المريني (الناطق الرسمي الحالي باسم القصر)، الذي كان مرفوقا بمولاي عبد الله (ابن الأميرة فاطمة الزهراء عمة الملك) أن محمد السادس يفضل عدم حضوره مجددا إلى القصر، إلا إذا كان مدعوا، قبل أن يتدخل مولاي عبد الله مقاطعا المريني: “اخرس؛ إن حديثك لطيف أكثر من اللزوم. مولاي أنت مزعج، فالزم بيتك! فحرصت على ألا أشبه هؤلاء الذي أتوا لإهانتي”(مذكرات مولاي هشام).
أمير في البلقان!
في أوائل العام 2000، وأمام حاجته الماسة إلى تجربة جديدة مختلفة تماما عن تجاربه السابقة، تقدم مولاي هشام بطلب للعمل مع هيئة الأمم المتحدة. سيطلب الأمير موعدا مع كوفي عنان، الأمين العام للأمم المتحدة، الذي استقبله رغم مساعي سفير المغرب لدى الأمم المتحدة نسف مشروعه، إلا أنه حسب أقوال الأمير تلقى تعليمات من الملك محمد السادس من قبيل “دعه يمضي حيث يشاء وليتركنا وشأننا”.
هكذا إذن أصبح مولاي هشام مستشارا للشؤون المجتمعية غير الألبانية لدى برنار كوشنير، ممثل الأمم المتحدة في كوسوفو، مقابل الامتثال لشرط كوفي عنان المتمثل في أن تكون كل تحركات الأمير تحت مواكبة خمسة حراس شخصيين، لأن كونه شخصية مسلمة، قد يجعل منه هدفا رئيسيا للاغتيال من طرف ميلوسيفيتش وجنوده.
لقد كان مولاي هشام، هو العربي المسلم الوحيد ضمن مستشاري كوشنير في تلك المنطقة البلقانية المدمرة بالحروب والكراهية؛ إلا أن المثير، هو أنه قد تم تكليف هذا الأمير الشاب، بملف حقوق الإنسان والأقليات في الوقت الذي تعتبر هذه الحقوق مهضومة في المنطقة العربية، التي ينتمي إليها هذا الأخير! لكن، لا مجال للشك في الإرادة الديمقراطية لمولاي هشام؛ وهو الذي كان قد نشر مقالا مثيرا سنة 1996 على صفحات “لوموند ديبلوماتيك” ، حيث دعا من خلاله الزعماء العرب -بمن فيهم عمه الراحل الحسن الثاني- ، إلى إرساء دعائم الديمقراطية ومفهوم المواطنة، إضافة إلى إقرار سلسلة من الإصلاحات السياسية والدستورية.
لكن ذهاب الأمير إلى البلقان سيثير تساؤلات عدة في الصالونات المغربية، خاصة لدى “الأنتليجينسيا الليبرالية”: لما نترك شخصا مثله يحظى بمصداقية في الداخل والخارج يذهب إلى كوسوفو؛ في حين أن بلاده في حاجة ماسة إليه؟ البعض قال إنه يرفض أن يشتغل داخل وسط يتغلغل فيه رموز “المخزن” الذين يتولون مسؤوليات كبيرة في مناصب حساسة داخل الدولة..
في بريشتينا؛ كان الجميع يناديه “أمير المغرب” على الرغم من أنه لم يذهب إلى كوسوفو بصفته الأميرية، بل باعتباره ناشطا في مجال حقوق الإنسان من أجل المساهمة في بناء الديمقراطية في هذه المنطقة التي استنزفت بفعل الهمجية اليوغوسلافية لقوات ميلوسيفيتش. لقد تأقلم حفيد محمد الخامس بسهولة مع “حياته الجديدة” ، بعيدا عن أي امتياز؛ إذ أنه لم يكن يتوفر لا على ماء ساخن، ولا كهرباء، بل إنه كان يشتغل مقابل دولار رمزي، وبالتالي؛ فإنه يكون بذلك قد كسر تلك الصورة النمطية المكونة عن الأمراء العرب.
عندما سئل برنار كوشنير عن رأيه حول الأمير؛ فإن هذا الأخير أجاب قائلا: “رغم أن عددا من زملائي حدثوني بطريقة إيجابية عن مولاي هشام، كانت لدي تحفظات في بادئ الأمر؛ بسبب ما يحكى حول عدد من الأمراء العرب.. لكنه وبمجرد ما بدأ العمل معنا، اكتشفت أنني أمام مناضل مقتنع تماما بحقوق الإنسان؛ وليس أمام أمير!”
مولاي هشام والقصر.. كرونولوجيا “القطيعة”
-بداية 2000 : عندما أرسلت القناة الأولى طاقما صحافيا لتغطية أنشطة المغرب بكوسوفو؛ كانت تعطى تعليمات -حسب ما راج آنذاك- لعدم الاقتراب من الأمير مولاي هشام، حتى لا تظهر صورة هذا الأخير في نشرة الأخبار.
-نونبر 2000 : ستقترح الراحلة مليكة ملاك، مقدمة برنامج “في الواجهة” استضافة الأمير كضيف للشهر؛ إلا أن اقتراحها هذا قوبل بالرفض.
-أكتوبر 2001 : ستتفجر قضية مثيرة تمثلت في اختطاف سائق الأمير واقتياده إلى مكان خال والضغط عليه حتى يؤكد أن مولاي هشام على علاقة ببعض ضباط الجيش في إطار أهداف مشبوهة، الشيء الذي سيدفع الأمير إلى توجيه أصابع الاتهام إلى حميدو لعنيكري الذي كان مديرا للمخابرات آنذاك. ولقد تم تشكيل لجنة للتحقيق في الموضوع من طرف وزير الداخلية إدريس جطو الذي اتصل به الأمير لتوضيح الأمور؛ لكن نتائج ذلك التحقيق لن ترى النور أبدا..
-نونبر 2001 : سميرة سيطايل، مديرة الأخبار في دوزيم ستتهم الأمير بتهديديها! وستصدر القناة لاحقا بلاغا ناريا يهاجم ابن عم الملك.
بعد ذلك ستتثير قضية “الجمرة الخبيثة” جدلا كبيرا، خصوصا بعدما تم الحكم على هشام القادري، صديق الأمير، بثمانية أشهر حبسا. القصة كلها كانت تدور حول مزحة أبطالها الأمير وصديقيه، استعمل خلالها مسحوقا أبيض على أساس أنه الجمرة الخبيثة!
-نونبر 2005 : لأول مرة بعد “طرده” من القصر، سيتم استدعاء الأمير لحضور احتفالات الذكرى الذهبية لمرور نصف قرن على عودة جده محمد الخامس وحصول المملكة على الاستقلال؛ هذه المرة، ستتم معاملة مولاي هشام باعتباره “أميرا” إلى جانب باقي الأمراء، ولن تعمد التلفزة إلى تجنبه.
بهذه المناسبة؛ سيتم التقاط صورة تذكارية تجمع كل أفراد الأسرة العلوية ستنفرد “باري ماتش” بنشرها، لكن مولاي هشام ليس موجودا في الصورة العائلية.
شتنبر 2009 : سيعود مولاي هشام هذه المرة إلى القصر الملكي لحضور حفل زفاف أخيه الأمير مولاي اسماعيل، سيتم التقاط صورة للملك رفقة باقي أفراد الأسرة ستنشر لاحقا على صدر “لوماتان”. غاب الأمير عن الصورة الرسمية الملكية، لكنه حضر في صورة ثانية جمعته رفقة أخيه وأخته الأميرة للا زينب ووالدتهم الأميرة لمياء الصلح وبعض المقربين، مشهد يؤكد بالملموس أن لا شيء تغير في علاقة الأمير بالقصر.
-أكتوبر 2012: لأول مرة في تاريخ القضاء المغربي، يحضر أحد أفراد العائلة الملكية بنفسه لجلسة في إحدى محاكم المملكة. فبعد التلميح باتهامه باستفادته من ملايير خارج إطار القانون؛ سيقرر مولاي هشام مقاضاة القيادي الاتحادي عبد الهادي خيرات، الذي سيعتذر للأمير فيما بعد.
-أبريل 2014 : في سابقة جديدة ينفرد بها مولاي هشام، سيصدر هذا الأخير كتاب مذكراته الذي يلخص فيه تفاصيل خمسين سنة من العلاقات العائلية وموقفه من الملكية. لن يثير كتاب الأمير جدلا في مملكة ابن عمه لأنه لم يتضمن “أسرار دولة” ؛ وهي الأسرار التي أكد الأمير لاحقا في قناة فرانس24 أنه يتوفر عنها لكنه لن يكشف عنها نظرا لحساسيتها.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…