كشف عبد الرحمان اليوسفي في مذكراته التي من المرتقب أن تنشر في الثامن من مارس المقبل، عن تفاصيل مادار بينه وبين الملك محمد السادس، خلال الفترة التي عقبت الإنتخابات التشريعية لسنة 2002، وذلك بخصوص إعفاءه من مهامه كوزير أول أنذاك وتعيين ادريس جطو مكانه الشيء الذي اعتبره العديد من الاتحاديين والمتتبعبن “خروج عن المنهجية الديمقراطية”، وذلك بعدم تعين الوزير الأولى من الحزب الذي فاز بالإنتخابات التشريعية، وجاء في مذكرات اليوسفي مايلي:

“يوم الأربعاء 9 أكتوبر 2002 ترأس صاحب الجلالة محمد السادس مجلسا وزاريا بمدينة مراكش، وكان أخر مجلس وزاري لحكومة التناوب التوافقي.

بعد ذلك المجلس استقبلني جلالته، وأثنى على المجهودات التي بذلتها خلال الفترة الزمنية التي قضيتها على رأس الوزارة الأولى، سواءا في عهد والده الملك المرحوم الحسن الثاني أو خلال العهد الجديد، بالرغم من الحالة الصحية التي لم تحل دون انجاز العديد من المشارع الكبرى التي شهدها المغرب خلال هذه الفترة.

وأضاف جلالته قائلا: وفي العديد من المرات عبرت عن رغبتك في اعفائك من هذه المسؤولية، نظرا لظروفك الصحية، وقد قررت تعيين ادريس جطو على رأس الوزارة الأولى”.

شكرت جلالته على تلبية هذه الرغبة، وعبرت له أن الدستور الحالي  “1996”، يمنحه حق تعيين من يشاء كوزير أول، ولكن المنهجية الديمقراطية تقضي بتعيين الوزير الأول، من الحزب الذي احتل المرتبة الأولى في عدد المقاعد البرلمانية، كما أصفرت عنها الإنتخابات التشريعية الأخيرة وهو حزب الاتحاد.

لقد استمر حبل التواصل بيننا ولايزال، إلى غاية كتابة هذه المذكرات، حتى عندما قدمت استقالة الإعتزال نهائيا من الحزب والنشاط السياسي، حيث بعث لي جلالته برسالة شخصية عبر فيها عن مشاعره اتجاه ما أسديته لبلادي طيلة مساري السياسي.

كما كان يستدعيني كلما سمحت الظروف للمشاركة في أفراح العائلة الملكية، أو بعض اللقاءات الرسمية أو مع بعض الرؤساء أو الأصدقاء المشتركين، وفي بعض الحالات مع عائلتن الصغيرة.

كما عرض علي القيام ببعض المهام من حين لآخر، وكان يلح أن لا يكون لي أي حرج في قبول هذه المهام أو الاعتذار عنها، كما حدث مثلا في نهاية سنة 2003 عندما عرض علي تحمل رئاسة هيئة الإنصاف والمصالحة، وأنه يترك لي الرد بما يريحني.

كان حضوره الشخصي لتدشين الشارع الذي يحمل اسمي بمدينة طنجة مسقط رأسي، وهي الإلتفاتة التي جاءت في إطار إحياء الذكرى السابعة عشر لعيد العرش يوم 30 يليوز 2016، حدثا غير مسبوق في تاريخ المغرب وترك أثره بليغا في نفسي وأنا ممنون لجلالته على تلك المبادرة السامية”.

التعليقات على اليوسفي: أخبرت الملك لحظة تعيين جطو أن ذلك يعد خروجا عن المنهجية الديمقراطية مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

انتهاء “أزمة” إضراب المحامين.. فرضوا على وهبي “التنازل” في مجموعة من النقط وهذه أهم الاتفاقات

أعلن مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب رسمياً، أمس الاثنين، إنهاء مقاطعة الجلسات في مختلف …