بعد أقل من أسبوع على الصفعة التي وجهها مجلس النواب الشيلي للبوليساريو من خلال مصادقته على ملتمس لرئاسة الجمهورية يطالبها فيه بالتزام الشيلي بالدعم الدائم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، صادق يوم أمس الثلاثاء 09 يناير مجلس شيوخ الشيلي (الغرفة الثانية) على قرار آخر يدعم مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية.
ويأتي هذا القرار ليكرس التحول غير المسبوق في موقف مجلسي البرلمان الشيلي إزاء قضية الوحدة الترابية للمغرب، حيث أشاد مجلس الشيوخ الشيلي بايجابية مبادرة الحكم الذاتي للصحراء التي تقدم بها المغرب، وهي المبادرة التي حظيت أيضا بإشادة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باعتبارها مبادرة جدية وذات مصداقية من أجل تسوية نهائية لهذا النزاع الإقليمي المفتعل.
فكيف حصل هذا التحول التاريخي في موقف برلمان الشيلي من فضاء صدح فيه المناوئون للوحدة الوطنية لعقود إلى مؤسسة تجمع على مصداقية وجدية المقترح المغرب لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية؟
لقد تميزت السنة الماضية بزيارة وفدين برلمانيين مغربيين برئاسة حكيم بن شماش رئيس مجلس المستشارين في يناير و يوليوز 2017 إلى الشيلي.
خلال هاتين الزيارتين أجرى الوفد المغربي لقاءات مع مسؤولين حكوميين في مختلف القطاعات، وحظي أيضا باستقبال من طرف رئيسة الشيلي ميشيل باشليت، كما عرفت الزيارتين أيضا توقيع اتفاقيتي تفاهم لمجلس المستشارين مع مكونات مجلسي البرلمان الشيلي، آخرها كان في يوليوز 2017 والتي وقعها بن شماش ورئيس مجلس الشيوخ الشيلي أندريس زالديفار.
ونصت الاتفاقية على إحداث آليات للتعاون والتشاور، وعقد مشاورات منتظمة، ثابتة وبناءة بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، خدمة للمصالح العليا للبلدين، مع إرساء قنوات التواصل والتفاعل البرلماني من خلال تبادل الزيارات والخبرات والتجارب والمعلومات والوثائق بين المجلسين وكذا تنسيق الجهود والمواقف وتوحيد الرؤى على مستوى الهيئات البرلمانية والحكومية الجهوية والقارية والدولية، وتحقيق التضامن والدعم المتبادل داخل هذه الهيئات.
وتميز حفل التوقيع على مذكرة التفاهم الذي جرى في 17 يوليوز 2017 بمقر مجلس الشيوخ الشيلي بحضور سفيرة المغرب بسانتياغو كنزة الغالي، والوفد البرلماني المرافق لرئيس مجلس المستشارين والذي ضم كلا من عبدالقادر سلامة الخليفة الرابع لرئيس المجلس و أحمد لخريف أمين المجلس وممثله الدائم لدى برلمان أمريكا الوسطى وثورية لحرش منسقة مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمجلس المستشارين.
كما ضمت الزيارة الأولى التي ترأسها حكيم بن شماش في يناير 2017، كلا من أحمد الخريف أمين المجلس وممثله الدائم لدى برلمان أمريكا الوسطى، ونبيل شيخي رئيس فريق العدالة والتنمية، وامبارك السباعي رئيس الفريق الحركي، إضافة إلى عبد الحميد فاتيحي رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الشيلية وعضو الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين.
الموقفان الأخيران لمجلسي البرلمان الشيلي لصالح القضية الوطنية، ينضافان إلى سلسلة المواقف غير المسبوقة التي حققتها الدبلوماسية البرلمانية في الفترة الأخيرة، خصوصا طرد ممثل جمهورية البوليساريو بالعاصمة بنما خلال حفل تسليم السلط ببرلمان أمريكا الوسطى بحضور ممثل مجلس المستشارين أحمد الخريف والنائبة نجية لطفي، إضافة إلى إعلاني الرباط والعيون اللذان تضمنا دعما صريحا للوحدة الترابية للملكة المغربية من طرف رؤساء وأعضاء برلمانات أمريكا الوسطى والكاراييب.