السعدي: الأحزاب اختزلت طموحات شبابها في الوصول إلى البرلمان بأقل جهد

وجه محمد سعيد السعدي، الوزير السابق في حكومة التناوب، والباحث في العلوم الاقتصادية والاجتماعية، نقدا لاذعا للأحزاب السياسية التي فشلت في إقناع الشباب، وشباب حركة 20 فبراير بالأخص، بالالتحاق بصفوفها. وقال السعدي في المقال الأسبوعي الذي يخص به موقع “الأول” (ننشره غدا الخميس) إن عدم انخراط  الشباب في العمل الحزبي “يحرم الهيئات السياسة من قوة دفع هائلة تتمثل في حماس وحيوية الشباب وقدرته على الابتكار وتقديم الأفكار الجديدة وتمكنه من تقنيات التواصل الحديثة، هذا بالإضافة إلى معرفته التقنية المتخصصة”.

وأضاف السعدي بأن التنظيمات الشبابية الموازية تحولت “إلى ملحقة تابعة للقيادات الحزبية تأتمر بأوامرها وكل طموحات المشرفين عليها تكاد تختزل في الظفر بترتيب متقدم ضمن اللائحة الوطنية المخصصة للشباب يضمن الوصول إلى قبة البرلمان بأقل جهد”.

ونبّه السعدي إلى أن الشباب يعزف “عن العمل الحزبي، وليس عن السياسة”، مضيفا أن هذا العزوف عن العمل الحزبي “يشير بوضوح إلى وجود أزمة عميقة في مجال التأطير السياسي، بل يضع الطبقة السياسية في موقع المساءلة لتراجع قدرتها على تأطير المواطنين ومأسسة التعبير عن المطالب والدفاع عن الحقوق والحريات الفردية والجماعية”.

الباحث في العلوم الاقتصادية والاجتماعية أرجع نفور الشباب من المؤسسات الحزبية إلى عدد من الأسباب منها “غياب المرجعيات الإيديولوجية والفكرية المتميزة والمشاريع المجتمعية الواضحة يساهم في إرباك المواطن ويجعله لا يكاد يميز حزبا عن الآخر، هذا إذا استثنينا التيارات التي توظف الدين لأغراض سياسية مع الاعتراف بأنها لا تجد حرجا في الإفصاح عن مرجعيتها ومشروعها المغرق في الهوياتية”.

كما أن برامج الأحزاب التي أصبحت “تتشابه وتنهل من نفس المنهل المتمحور حول أولوية التوازنات الاقتصادية الكلية ولبرلة الاقتصاد (liberalisation de l’economie) والخوصصة والتنافسية، مع إضافة نفحة اجتماعية للحد من التكلفة الاجتماعية لهذه الاختيارات”هي من العوامل التي اعتبرها السعدي معيقة لإقبال الشباب المغربي على الأحزاب، إلى جانب ” تدني الخطاب السياسي والتنابز بالألقاب” الذي يقول السعدي إنه أثر سلبا على صورة السياسي لدى الرأي العام.

الباحث في العلوم الاقتصادية والاجتماعية أضاف بأن “التشبت بالامتيازات وتضارب المصالح” أدى “إلى اعتبار غالبية مكونات الطبقة السياسية مجرد كائنات تبحث عن الريع وتحقيق مصالحها الخاصة”.