أجرى حكيم بن شماش رئيس مجلس المستشارين، مباحثات اليوم الثلاثاء 19 دجنبر الجاري مع YU Zhengsheng رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، في اطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى بكين.
وقال حكيم بن شماش إن “المغرب والصين الشعبية استطاعتا هزم العامل الجغرافي، وإرساء شراكة استراتيجية بين البلدين”، مؤكدا أن الإرادة السياسية لقائدي البلدين، والآفاق الواعدة التي فتحتها زيارة الملك محمد السادس للصين سنة 2016، والمؤهلات التي يتيحها التموقع الجيواستراتيجي للبلدين، وكذا القواسم والقيم الانسانية المشتركة، كلها عوامل تساعد على توطيد هذه العلاقات والارتقاء بها إلى شراكة استراتيجية نموذجية.
وتناول بن شماش اهمية الاستقرار الذي يتمتع به المغرب في محيط مضطرب، والجهود المبذولة في مجال محاربة التطرف والإرهاب، كما استعرض أهمية الأوراش المهيكلة التي أطلقها المغرب، والفرص المغرية والامكانيات المتاحة أمام المقاولات الصينية العملاقة للإستثمار ببلادنا في كافة القطاعات في ظل مناخ اقتصادي ايجابي بامتياز، وأيضا للاستثمار في إفريقيا، اعتبارا للحضور الاقتصادي القوي لبلادنا بالقارة الافريقية، والثقة السياسية المتينة التي يحظى بها من لدن بلدان القارة السمراء.
وبخصوص العلاقات البرلمانية، أكد رئيس الوفد المغربي ان الظروف نضجت للانتقال بعلاقتنا إلى مستوى أكبر من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم بين الجانبين، يعزز الحوار السياسي الجاري المثمر والبناء، وكذا الطموح المشترك، والتطابق الحاصل في وجهات النظر بين الجانبين في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك .
هذا وفي ختام مداخلته، أشاد حكيم بن شماش بالموقف الإيجابي للصين الشعبية بخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وتأتي هذه الزيارة تلبية لدعوة وجهها رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني إلى حكيم بن شماش تجسيدا لعلاقات الصداقة والتعاون المتميزة التي تجمع بين مجلي المستشارين واللجنة المذكورة.
وكان رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني قد ذكر في بداية المباحثات بأهمية الزيارة التي قام بها إلى المغرب سنة 2014، وشرف الاستقبال الذي حظي به من قبل الملك محمد السادس بالقصر الملكي بفاس، والانطباع البالغ الذي تركته هذه الزيارة في ذهنه.
وقال في هذا الشان “إن المغرب بفعل القيادة الرشيدة والدور الريادي لجلالة الملك، شهد تطورا هاما على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والديمقراطي”، وأضاف أن الصين الشعبية والمغرب تجمعهما علاقات صداقة عريقة، وأن السنة المقبلة ستعرف هذه العلاقات الديبلوماسية مرور 60 سنة على إقامتها، حيث كان المغرب البلد الثاني الذي اقام علاقات مع الصين داخل القارة الإفريقية.
وأكد المسؤول الصيني ان “العالم شهد تقلبات عديدة، الا ان الصين والمغرب حافظا على استقرارهما، وعلى علاقتهما المتميزة.
ودعا في هذا الشأن إلى الدفع بالعلاقات الاقتصادية ورفعها إلى مستوى شراكة استراتيجية شاملة، مبرزا اهمية الزيارة التاريخية لجلالة الملك محمد السادس للصين الشعبية التي وصفها ب”الناجحة”، وانعكاساتها الإيجابية على مسار توطيد العلاقات الثنائية للبلدين.
وأشاد المسؤول الصيني بعلاقات التعاون القائمة في مختلف المجالات بين اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني ومجلس المستشارين المغربي، مشددا على أهمية البعدين البرلماني والثقافي في تعزيز وتوطيد العلاقات الصينية -المغربية.
وقد ضم الوفد المغربي محمد البكوري رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بالمجلس، وعبد الإله حفظي رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب بالمجلس، ومحمد علمي رئيس الفريق الاشتراكي بالمجلس، وأحمد حميــميد عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية ورئيس مجموعة الصداقة المغربية- الصينية بالمجلس. كما يضم الوفد امحند العنصر، رئيس جهة فاس ـ بولمان، وإبراهيم مجاهد رئيس جهة بني ملال ـ خنيفرة.
وتجدر الاشارة الى أن بن شماش يحرص في زيارات العمل الوازنة التي يقوم بها إلى البرلمانات الوطنية الأجنبية على مشاركة رؤساء مجالس الجهات لطبيعة وخصوصية مكونات المجلس وامتداداته للجماعات الترابية، باعتباره برلمانا للجهات.