أورد مصدر موثوق أن عملية التصفية الجسدية التي جرت مساء الخميس الماضي، بحي جليز بمراكش، كان المستهدف فيها هو صاحب مقهى “لا كريم” وهو أخ صاحب مقهى “كابوتشينو” المحاذي لها، وهما حديثي عهد بالثروة ويمتلكان سيارتين من نوع “زولز رويس” منحوث عليهما إسماهما بالذهب.
وحسب مصادر “المساء” فإن منفذا العملية الحاملان للجنسية الهولندية، رافقهما شخص على متن سيارته إلى مقهى “لا كريم” وعرفهما على الهدف المقصود بالتصفية، وهو صاحب المقهى الذي كان يرتدي سروالا قصيرا وقميصا أبيض، مرفوقا بأخته، قبل أن يغادرا ويمتطيا دراجة نارية من نوع “تيماكس” والعودة لنفس المقهى، حيث توجها رأسا إلى المقعد الذي كان يجلس فيه صاحب المقهى وأخته، وأطلقا الرصاص على الضحية وزميلته في الكلية، معتقدين أنهما الهدف، قبل أن يلوذا بالفرار.
بعد العملية، حملت سيارة متوسطة المجرمين ودراجتهما، إلى غاية طريق المطار، حيث قاما بإحراقها هناك ثم نقلتهما السيارة ذاتها إلى فندقهما بشارع محمد السادس.
أما صاحب المقهى، فمباشرة بعد الجريمة، سافر رفقة أفراد عائلته، إلى الدار البيضاء، وهو ما أثار شكوك الأمن فتم استدعاؤه إلى ولاية الأمن واستفساره عن أسباب سفره المفاجئ، فتقدم إلى الولاية مرفوقا بأربعة محامين، وأنكر علمه بدوافع الجريمة، وعندما تم تنقيطه وثبت عدم وجود اسمه وأفراد عائلته ضمن المبحوث عنهم وطنيا ودوليا، أطلق سراحه.
وفور وقوع الحادث، أعطيت الأوامر للمصالح الأمنية بتشديد الخناق على كل منافذ المدينة، والقيام بحملات تمشيطية، كما تكلفت فرق خاصة من الإستعلامات بمراقبة كل فنادق المدينة، وهو ما ساعد في الوصول إلى المجرمين الذين حاولا تمويه الأمن بعد تغيير فندقهما وحلولهما بفندق “555” الشهير، غير أن تحركاتهما المريبة واتصالاتهما المتكررة التي لم تتوقف، إضافة إلى إشعارهما موظفي الفندق بالمغادرة رغم أنهما لم يمضيا بالفندق سوى خمس ساعات، أثار شكوكا حولهما، فأخطروا عناصر الاستعلامات، وفِي الساعة الثانية فجرا، سارع ضابط شرطة كان مارا بالصدفة قرب الفندق، عندما سمع إشعارا عبر اللاسلكي، للانقضاض على المشتبه فيهما، قبل أن يفلت منه أحدهما، في محاولة كادت أن تودي بحياته نظرا لأن المجرمين كانا مسلحين، غير أن حراس الأمن الخاص ساعدوه في الإمساك بأحدهما، بينما فر الثاني على متن سيارة سريعة، فلحقت به دورية للأمن طاردته بشوارع مراكش إلى أن انقلبت سيارته قرب المركب السياحي “بريستيجيا”، فتم اعتقاله.
وأكدت مصادر “المساء” أن الموقوفين اعترفا لعبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بأنهما تم تشغيلهما من طرف أحد أباطرة المخدرات، يقضي حاليا عقوبة 12 سنة سجنا، كلفهما عن طريق وسطاء هولنديين للقيام بهذه المهمة مقابل 50 ألف دولار (حوالي 50 مليون سنتيم) لكل واحد منهما. كما عرفاهما على هوية صاحب السيارة الذي أرشدهما للمقهى فتم اعتقاله.
أما دوافع الجريمة، فقالو إن بارون المخدرات المعتقل أراد استرداد مبلغ شحنة الكوكايين التي يتهم صاحب مقهى “لا كريم” بسرقتها منه، وتبلغ قيمتها 30 مليار سنتيم، عن طريق تصفية أفراد عائلته الواحد تلو الآخر، إلى حين استرجاع المبلغ منه أو من شقيقه.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…