كواليس الليلة التي أطاح فيها إلياس بأجهزة الحزب وتربع لوحده على عرش “البام”

لم يكن متوقعا أن يظهر إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي تراجع عن استقالته بعد أن كان قد أعلن عنها في في شهر غشت المنصرم، بالطريقة التي ظهر بها أمس خلال انعقاد المجلس الوطني لـ”البام”، الذي كان مفروضا أن يقرر في موضع الاستقالة، خصوصاً بعد بروز تيار داخل الحزب ينتقده بشدة ويهاجم محيطه، يتزعمه كل من حسن بنعدي، عبد اللطيف وهبي، وفاطمة الزهراء المنصوري، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من القيادات.
وبخلاف المنتظر، ظهر إلياس وهو يلج قصر المؤتمرات بالصخيرات، إلى جانب رئيسة المجلس الوطني فاطمة الزهراء المنصوري، التي هدّدها إلياس في السابق قائلاً:”غادي نريب لك العش”، وظلّوا طيلة أطوار المجلس الوطني في انسجام كبير وهما يوزعان الابتسامات.
وحسب مصدر من داخل المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة، فوحده وهبي هو من كان “قد فمو قد ذراعوا”، حيث أخد الكلمة منتقداً إلياس بشدة،” مايمكنش تقول بلي استجبتي لخطاب ديال الملك البارح. وتجي اليوم تتراجع.. “.

وزاد وهبي مهاجماً إلياس، “على الحزب أن يتحرر من سلطة الرجل الواحد ويتنفس ومخاصش إلياس يبقى يمارس عليه الأبوة”، مضيفاً بالرغم من أنه كانت محاولات لمقاطعته بالصراخ من قبل بعض أعضاء المجلس الوطني الموالين لإلياس، مما أدى إلى تدخل كل من المنصوري وإلياس نفسه لتهدئة الأجواء كي يستطيع وهبي إكمال كلمته، (مضيفاً)” إذا سحبت استقالتك أنا سأستقيل”.

وكشف ذات المصدر أن إلياس أجاب وهبي معترفاً: “بناء حزب مؤسسات يلزمه وقت ومايمكنش نديرو قطيعة مفاجئة مع السابق، هناك إمكانية لانفجار الحزب وبالتالي غادي نلقاو حلً توافقي الي يرضي وهبي من جهة، ولي يرضي أعضاء المجلس لي بغاو استمراري من جهة أخرى”.
وقد تناوب على أخد الكلمة أكثر من 100 عضو مجلس وطني كانت الأغلبية الساحقة منهم مع إلياس في التراجع عن الاستقالة من على رأس الحزب”، ليعلن إلياس في نهاية المجلس عن مجموعة من التدابير التنظيمية أسقط بها المكتبين السياسي والفيدرالي وبقي وحيداً متربعاً على رأس “البام” مع تكوين لجنة تتكون من ثلاثة أعضاء من المكتب السياسي من بينهم عبد اللطيف وهبي، بالإضافة إلى سكرتارية المجلس الوطني المهدي بنسعيد، وعبد اللطيف اعميار وبنعمر وممثل عن كل جهة من الجهات، يتم اختياره بواسطة “الانتخاب”، وهذه اللجنة هي المكلفة بتدبير المرحلة المقبلة وتقديم مقترحات للمجلس الوطني القادم في أفق مؤتمر وطني استثنائي.

وقد جاء في البيان الصادر عن اجتماع المجلس الوطني للبام، ” وفي تفاعله مع مجريات النقاش المتعلق بالاستقالة، وبعد حصر المقترحات الواردة بشأنها، أقر المجلس الوطني عقد دورة استثنائية للبث في هذا الموضوع في ضوء مقترحات عملية سيتم إعدادها من قبل أعضاء سكرتارية المجلس الوطني،ورئاسة المجلس، وأعضاء من المكتب السياسي، وعضو واحد عن كل جهة.واعتبارا للاستحقاقات التنظيمية، والانتخابية، والسياسية الموضوعة على أجندة الحزب في المرحلة الراهنة، ألزم المجلس الوطني السيد الياس العماري تحمل مسؤولياته على رأس الحزب إلى غاية انعقاد الدورة القادمة”.