مصطفى الفن
رغم أني انتقدت أكثر من مرة بطريقة لاذعة الوزير التجمعي في الشبيبة والرياضة رشيد الطالبي العلمي، لكن هذا لا يمنعني من أقول له “أحسنت” إذا ما أحسن.
نعم، لا ينبغي أن نبخس الناس أشياءهم عندما يتوفقون في إنجاز عمل جيد ونوعي لفائدة الوطن أو لفائدة أبناء الوطن.
وبالفعل، فقد فاجأ الطالبي العلمي اليوم مسؤولي ورؤساء الجمعيات بمختلف توجهاتهم المذهبية والفكرية والسياسية في الجامعة الوطنية للتخييم بأعمال نوعية انخرطت فيها وزارته بدون ضجيج وبعيدا عن الصحافة والصحافيين.
ولأن المفاجأة فاقت كل التوقعات، فقد جنح مسؤولو هذه الجمعيات إلى الصمت في ذهول تام لأنهم لم يصدقوا هذا الذي يجري أمامهم.
ففي الوقت الذي كان ينتظر مسؤولو هذه الجمعيات بعض الحلول لمشاكلهم التقليدية مع التخييم والمخيمات، فقد رفع الوزير سقف الأحلام عاليا وهو يتحدث عن أوراش ومشاريع كبرى ظل يحلم بها كل هؤلاء المنضوين تحت لواء الجامعة الوطنية للتخييم لسنوات طويلة.
ولم يتحدث الوزير الطالبي العلمي عن هذه المشاريع والأوراش في شكل وعود وأمنيات قد تتحقق وقد لا تتحقق.
لا.
السيد الوزير تحدث عن كل هذه المشاريع وفق أجندة محددة في الزمان والمكان مع ميزانية ضخمة ستصبح خلالها أكثر من 200 ألف مستفيد بمراكز تخييم جاهزة ابتداء من الموسم القادم.
وقد انتقد الوزير في هذا المنحى فكرة اللجوء إلى المدارس والمؤسسات التعليمية قصد استعمالها كمراكز تخييم وما أعقب ذلك من مشاكل وإصطدامات مع وزارة التربية الوطنية.
أكثر من هذا، فالطالبي العلمي يريد أن تكون كل هذه المراكز للتخييم تابعة لوزارة الشبيبة والرياضة، بل يريد أيضا أن يجعل من الجامعة الوطنية للتخييم شبيهة بالجامعة الوطنية لكرة القدم، أي جامعة لها موظفوها وأطرها ومقراتها.
والهدف من كل هذا بالطبع هو أن تصبح الجامعة الوطنية للتخييم مؤسسة قائمة الذات بمهام واضحة داعمة لعمل الوزارة لا متشاجرة معها.
بل سيصبح عمل الجامعة والحالة هذه غير متأثر برحيل هذا الوزير أو مجيء ذاك، بل ستصبح هذه الهيئة مؤطرة بقانون سيدافع عنه الطالبي العلمي بكل ما أوتي من قوة لدى كل المؤسسات المعنية به.
ولأن بعض رؤساء الجمعيات فاجأهم ما قاله الوزير، فقد قاطعه أحدهم بالقول: “هل نحن نحلم؟ فهذه أكبر خدمة التي لن تنساها لك الطفولة المغربية”، قبل أن يضيف”فما نسمعه الآن السيد الوزير لم يقع حتى في عهد السي محمد الكحص الذي يبقى بالنسبة إلينا أحسن وزير ترك بصمته في هذه الوزارة”.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل إن الوزير الطالبي العلمي ذهب بعيدا عندما كشف لمسؤولي الجمعيات في هذا اللقاء بأن وزارته قطعت أشواطا متقدمة في إخراج كل هذه المشاريع إلى حيز الوجود.
وقد خصص الوزير، الذي كان مرفوقا بالمسؤول المالي للوزارة، 60 مليار سنتيم لكل هذه المشاريع. وهي ميزانية استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ التخييم بالوزارة.
وواصل الوزير مفاجآته عندما كشف أيضا أن وزارته ستخصص أيضا تعويضا رمزيا لأولئك المؤطرين التربويين بالمخيمات غير أنه لم يكشف عن قيمة هذا التعويض في انتظار التداول والتشاور فيه.
وهي الفكرة التي “صفق” لها الجميع طويلا خاصة أن هذه الفئة من المؤطرين مظلومة وتستحق مثل هذه الالتفاتة لأن هؤلاء المؤطرين يشتغلون ليل نهار بدافع واحد هو حبهم للعمل الجمعوي والعمل مع الأطفال لا غير.
المهم، لقد خرج الجميع من هذا اللقاء مع الوزير راضيا مرضيا، وكل الأمل أن تتحقق هذه الوعود على الأرض، أما نحن فلا نملك إلا أن نقول للطالبي العلمي: برافو السيد الوزير.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…