هذا ما قالته ماء العينين عن “حجاب الوزيرة” وغياب مدراء القنوات الرسمية عن المساءلة

قالت أمنة ماء العينين القيادية في حزب العدالة والتنمية: “ليس مهما في نظري أن نرد على من ازدرى وزيرة لوضعها غطاء على رأسها، ولا اعادة اجترار نقاش متجاوز حول من مع ومن ضد؟ لأنني مؤمنة أن آخر ما سينفع المغاربة هو الحماسة المفرطة في تعميق تقاطب وهمي حول مشكل مفتعل حسم بخصوصه المغاربة اختيارهم،حيث تتعايش في نفس الأسرة ونفس مجموعات الصداقة ونفس مقرات العمل نساء بأنماط متفاوتة في اللباس قد يبلغ حد التناقض دون أن يثير ذلك أدنى مشكلة”.

وأضافت ماء العينين في تدوينة لها على الفايسبوك: “الأهم في نظري هو الاجابة عن سؤال كبير: كيف وصلنا الى مستوى يتجرأ فيه الموظفون على الوزراء حتى يحتاج الوزراء الى نشطاء الفايسبوك للدفاع عنهم؟
كيف نجحت جهات في تبخيس المؤسسات وممثليها حد الامتهان في الوقت الذي يشعر فيه موظفون معينون بحصانة يستمدونها من عوالم متوارية لم تبلغها شمس الدساتير ولا القوانين لتكشفها؟”

وأوضحت أنه “قبل أن ننتفض اليوم لحادثة “غطاء الرأس”، كان أولى أن ننخرط في نقاش  امتناع مدراء قنوات رسمية عن المثول أمام البرلمان وفقا للقانون، وأن نستنكر حضور بعضهم باستعلاء واضح وجلي سلوكا وخطابا في حضرة وزير يجد نفسه مضطرا للدفاع عن ضحالة ورداءة أداء مؤسساتهم، في وقت يعلم فيه الجميع أن هندسة مؤسساتية ونسقا سياسيا معقدا يجعل أغلب المسؤولين العموميين المعينين أقوى من الوزراء الذين يمارسون عليهم ما يسمى في مفارقة ساخرة ب”الوصاية”، وهم يحوزون ميزانيات اكبر من ميزانيات الوزراء واختصاصات أكبر من اختصاصاتهم، وحماية أكثر غموضا لا تعترف بشرعيات التمثيل ولا بالارادة الشعبية ولا بالرقابة البرلمانية، حيث تظل هذه المفاهيم مثار سخرية وتهكم لدى من يستحوذون على القرار وعلى الثروة دون أن يشعروا يوما أنهم مدينين للشعب بالتفسير أو التبرير”.

وأضافت ماء العينين “نحن نتجه بسرعة عجيبة نحو استتباب منطق اذلال السياسيين والمنتخبين وجعلهم حائطا قصيرا يقفز عليه الجميع،آخرهم صغار الموظفين”.

وبذلك فالنقاش الكبير يجب أن يظل كبيرا، تضيف القيادية في حزب البيجيدي “أما الحوادث الصغيرة فلا تعدو أن تكون مجرد فقاعات تختفي دون أن يتغير من الواقع شيء في انتظار حادثة جديدة تهين وزيرا آخر،فيخرج جيش الفايسبوك الأعزل مدافعا عنه.لتظل الرسالة الأقوى:
اذا كنتم تتصورون أن هؤلاء السياسيين الذين تنتخبونهم ليصلوا الى مواقع القرار بموجب ما تسمونه “شرعية التمثيل”
قادرين على الدفاع عنكم فأنتم واهمون،انظروا انهم في حاجة اليكم لتدافعوا عنهم.
المشاركة السياسية وصناديق الاقتراع لا تصنع القوة في المغرب”.