المصطفى روض
هل فعلا تفرض السلطات المغربية طوقا من الصمت على قرية “تنغاي” بشمال المغرب، حيث ازداد عبد الباقي الساتي، إمام مسجد مدينة “ريبوي” الذي اعتبر، إعلاميا وقضائيا، بأنه مهندس وزعيم الخلية الإرهابية التي نفذت يوم الخميس 17 غشت الهجمات الإرهابية بكطلونيا والتي حصدت أرواح 15 شخصا وتسببت في جرح ما يزيد عن المائة.
وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي” زار مراسلها مسقط رأس الإمام الساتي في محاولة منه للحصول على المعلومات التي قد تفيد في إضاءة العديد من النقط المعتمة التي من شأنها أن تفك العديد من الألغاز وتمكن من معرفة الكثير من الخبايا والأسرار المحيطة بشخصية الإمام.
يقول مراسل “إيفي” إن المعبر الوحيد باتجاه بلدة تنغاي البعيدة حوالي 20 كيلومترا على مدينة الشاون، مغلق تماما من قبل حاجز لقوات الدرك، لديهم تعليمات ب “عدم السماح للصحفيين بالمرور”، مضيفا بأنه وإلى الآن، حتى والدة الإمام و شقيقته، اللتين ظلتا الوحيدتين في البلدة، رفضتا التحدث إلى الصحفيين الذين ظهروا وسط ساكنة المنطقة، غير أن السلطات، يقول مراسل “أ.ب.س.”، “تدخلت رسميا وفرضت الصمت على المخبرين الدين دخلوا المنطقة المعروفة بزراعة الكيف”.
المنع من الكلام، حسب الوكالة، تعمم في كل المنطقة، ففي باب تازة حيث ثمة 30 ألف ساكن، لا أحد يريد أن يعلق على مجزرة الإرهاب بكطلونيا. الناس هنا لا تتذكر كثيرا الإمام الساتي، وأحد الذين تجرؤوا بالحديث إلى مراسل “إيفي” عن كونه من جيران الساتي، تكلف السلطة (لمقدم) بإخراسه، فلم يعد الآن يريد الحديث في الموضوع.
الوكالة الإسبانية أشارت في تقريرها إلى أن الناس في باب تازة علمت بأن الساتي عاد مؤخرا بغاية تسوية مشكل وراثة الأرض مع أشقائه، لكنهم لا يعرفون من هو المحامي الذي تكلف بإجراءات التسوية القانونية، وكل ما يعرفونه، هو أن الساتي كان متزوجا ولديه ستة أولاد تركهم لكي يهاجر… فيما زوجته طلقت منه وتمكنت من الزواج وهي تعيش حاليا بمدينة تطوان رفقة أولادها دون أن يبقى لديها أي اتصال معه.
أحد أعمام الساتي وهو صأحب ورشة لإصلاح السيارات بباب تازة، زاره مجموعة من الصحفيين في لحظة كان غائبا، غير أن باقي العاملين بالورشة رفضوا دون استثناء أن يعطوا أي معلومة عن الباطرون صاحب الورشة.
أحد ساكنة المنطقة قال لمراسل “إيفي” إن “هذه المنطقة حساسة، الناس هنا لا تثق في الصحفيين، تخاف من أن يأتون للحديث عن أشياء أخرى”، مذكرا بالاستطلاع الذي سبق أن أجرته قناة فرنسية حول زراعة الكيف والذي تسبب في عدة تداعيات واعتقالات.
أحد ممثلي وزارة الداخلية لم تنشر الوكالة إلى اسمه، أكد لها على خصوصية المنطقة المعروفة بشكل عام بزراعة مادة الكيف، مستطردا أن “منطقة الشاون لديها عقلية، ثقافة وشروط جغرافية خاصة جعلت منها ذات حساسية”، فيما صرح عمدة باب تازة عبد اللطيف سعدون بأن الإمام الساتي غادر المنطقة منذ زمان، نافيا أن يكون قد تعرف عليه شخصيا، مضيفا في حديث هاتفي مع وكالة “إيفي” إلإسبانية: “نحن لا نعتبره إبن المنطقة” قبل أن يتحدث عن العلاقات الجيدة التي تربط إسبانيا مع المغرب مقدما، في ذات الوقت، تعازيه لأسر ضحايا الأحداث الإرهابية بكطلونيا.
وشددت الوكالة الإسبانية المذكورة على الصمت الذي ضربته السلطات المغربية منذ الهجمات الارهابية بغض النظر ان 12 من أعضاء الخلية (ثمانية منهم في عداد القتلى وأربعة معتقلين) هم مغاربة، مشيرة إلى اعتقالات تمت في المغرب مرتبطة بالهجمات، مستغربة كيف أن الشرطة الاسبانية أخبرت الشرطة المغربية باعتقال ثلاثة عناصر أحدهم في وجدة، الثاني في الناضور والثالث في الدارالبيضاء، ومع ذلك، لم يبلغوا رسميا بالأمر في البلد و حافظوا على صمت غير عادي، ملمحة إلى أن تفكيك الخلايا الإرهابية في السنتين الأخيرتين كان بمثابة عملة رائجة يعلن عنها ب “الطبول والصحون”، لكن في الأيام الاخيرة وضعت عباءة من الصمت على مجريات الاحداث بكطلونيا.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…