المصطفى روض
مسار التحقيقات الجارية بكطلونيا حول الهجمة الإرهابية ليوم الخميس الماضي التي كانت ساحة “لاس رامبلاس” مسرحا لها، والتي استخدم فيها إرهابيون مغاربة شباب تقنية الدهس بواسطة سيارة “فارغونيت” مخلفين 14 قتيلا ينتمون لمختلف الجنسيات بمن فيهم ضحايا مغاربة، أخذ اتجاها آخر بعد ظهور معطيات جديدة وفرضيات أخرى تعززها.
في هذا السياق، نشرت يومه الأحد صحيفة “إل كونفيدنسيال” مقالا إخباريا تقول فيه إن المحققين تمكنوا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من إعادة رسم جزء من العلاقات الخاصة بالخلية “ريبوي” الإرهابية التي نفذت هجماتها على ساحة “لاس رامبلاس” الشهيرة والمعبر البحري ببلدة كامبريلس” بمنطقة “تاراغونا، كاشفة أن الفرضية التي أخذت منهم جهدا كبيرا هي ان الهجمة الإرهابية خطط لها قبل أيام بمدينة مريرت التي يكسنها حوالي 35000 نسمة والموجودة وسط المغرب بمنطقة مكناس تافيلالت والتي ينحدر منها معظم المتورطين.
وأفادت ذات الصحيفة، أن مصالح مقاومة الإرهاب خلصت إلى أن المشتبه فيهم الرئيسيين كانوا في المغرب خمسة عشر يوما الاخيرة من شهر يوليو الماضي وبعضهم لم يعد سوى هذا الأسبوع، ويتعلق الامر بحالة إدريس أوكابير، 28 سنة، واحد من المعتقلين حاليا والاخ الاكبر لموسى اوكابير، 17 سنة، الذي قتلته القوات الامنية في كامبريلس رفقة أربعة إرهابيين آخرين.
وحسب الصحيفة، فإن مصدرا أمنيا أكد لها ان إدريس لم يغادر المغرب سوى يوم 13 غشت، حيث سافر إلى إسبانبا عبر مطار طنجة.
التحقيق ركز كذلك على سفريات تمت إلى فرنسا، حيث تشير الصحيفة إلى أن عناصر الخلية يمكن أن يكونوا تلقوا دعما من عناصر إرهابية بفرنسا أو حصلوا لدبيم على جزء من المواد التي كانوا يعتزمون استخدامها في الهجوم الكبير مع باقي المتفجرات التي تم صنعها ذاتيا، والتي كانت ستستخدم لضرب عدة أهداف منها “كاتدرائية لا فامياليا” الشهيرة، إذ تمكن المحققون من العثور على صور لهذه “الكاتدرائية” في منزل “آلكنار” الذي حوله الإرهابيون إلى مختبر لصنع المتفجرات قبل أن ينفجر يوم الاربعاء.
ما يثير الإنتباه أكثر هو أن القوات الامنية توصلت بمعلومات تفيد أن محمد هيشامي، 24 سنة، أحد الإرهابيين الخمسة الذين قتلوا على يد الشرطىة عبر باتجاه فرنسا يوم 13 غشت، ستة أيام قبل الهجمة الإرهابية أانه بمعية ابن عمه يونس ابو يعقوب، شاب آخر، 24 سنة، من مدينة مريرت، هما في نظر المحققين، يشغلون مستوى متوسطا في البنية التراتبية للخلية الارهابية، وأن الزعيم الحقيقي هو إمام مسجد مدينة “ريبوي”، حيث تفترض الصحيفة بناء على استنتاجات المحققين أن يكون هو نفسه الذي زار برشلونة قبل سنة واختفى يوم الثلاثاء 15 غشت، 48 ساعة قبل تنفيذ العملية الإرهابية.
وحسب إفادة مصلحة مقاومة الإرهاب لصحيفة “إل الكونفيدانسيال” ، فإن الإمام المعني هو المدعو عبد الباقي الساتي، 40 سنة، سبق ان دخل سجن “كاستيو” عام 2010 بسبب الإتجار في المخدرات وخرج منه شهر يناير عام 2012.
الفرضية الرئيسية التي تؤرق المحققين هي أن الإمام المذكور هو الفاعل الديناميكي لمجموعة “ريبوي” الإرهابية وبأن هيشامي الذي كانت له عقلية محافظة و يظهر اهتمامه بعالم الدراجات النارية، أصبح متطرفا في الشهور الاخيرة بتأثير من نفس الإمام الذي تشير الصحيفة بأنه من أصل مغربي ينحدر من مدينة المضيق 30 كيلومترا على سبتة. ودائما حسب تاكيدات الصحيفة المذكورة التي تربط تحقيقاتها بمصادر الطاقم المكلف بالتحقيق الميداني، فإن الإمام قام بإدماج عدة عناصر مغربية شابة في الخلية وضمنهم خمسة أشقاء (أوكابير، هيشامي، علاء، أبو يعقوب و هولي) وكلهم مرتبطون في ذات الوقت، بأقارب آخرين كان الإمام يمارس عليهم “التاثير الروحي الضروري” لكي يحولهم إلى متطرفين في زمن قياسي.
وتفيد ذات الصحيفة أن الإمام المذكور كان يمارس قيادة العمليات بما فيها العسكرية التي لا يمكن التنبؤ بها لتنسيق نشاط الخلية وضبط أعضائها الذين باتت في حوزتهم خمس سيارات ومختبر لصنع المتفجرات والحصول على العديد من المواد لصنعها دون إثارة انتباه القوات الأمنية التي علمت بوجود المختبر صدفة جراء انفجاره يوما واحدا قبل العملية الارهابية بساحة “لاس رامبلاس”.
وبات المحققون على قناعة تامة بأن إمام مسجد “ريبوي” هو من أقام المختبر بمنزل “آلكنار” وبأنه كان موجودا داخله لحظة انفجاره وأن البقايا البشرية التي عثروا عليها وسط الأنقاض ستمكنهم عند إجراء عملية التشريح من قطع الشك باليقين.
و تفيد الصحيفة الإسبانية أن بيانات قاعدة المعلومات لدى الشرطة الإسبانية خالية من أي معلومة تفيد بوجود سوابق للتطرف لدى أعضاء الخلية مشيرة إلى أن المخابرات المغربية هي الأخرى لا تتوفر على أية معلومة.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…