هذا ما قالته قيادة “البام” عن عودة بنكيران ليلة استقالة إلياس

الأصالة والمعاصرة.. عندما ينزعج رفاق إلياس من عودة بنكيران

مصطفى الفن

لم تنه قيادة البام اجتماع مكتبها السياسي ليوم الإثنين المنصرم دون أن تتوقف طويلا عند الخرحات الأخيرة لزعيم العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران.

والمقصود هنا تحديدا التصريحات القوية التي صدرت عن بنكيران في الملتقى الوطني لشبيبة الحزب ضد كل شيء يتحرك على الأرض.

قيادة البام لم تخف انزعاجها من هذه التصريحات التي بدا فيها بنكيران ليس فقط في كامل لياقته البدنية والنفسية.

بنكيران بدا وسط الآلاف من شباب حزبه، وهم يهتفون بالولاية الثالثة، أكثر حماسا ونشاطا، ومحبا للحياة كما لم يشاهد من قبل.

وطبيعي أن ينزعج الناس في “حزب الدولة” لأن بنكيران بدا أيضا مثل اللاعب نيمار قادر على تسجيل الأهداف من أي موقع في ملعب فارغ بلا خصم يمكنه التصدي للهجمات.

وتضاعف هذا الانزعاج لدى قيادة البام لأن بنكيران تحرر من كل القيود ومن واجب التحفظ وشرع في قصف “الأشياء كلها” وبمسمياتها.

بنكيران هاجم البام وهاجم الاتحاد الاشتراكي وهاجم حكومة العثماني وهاجم التحكم وهاجم التماسيح والعفاريت وهاجم “الجهات” التي تفتح تحقيقا في قضية ثانوية وتدير الظهر للقضية الرئيسية.

بعض قياديي البام ذهبوا بعيدا واعتبروا خرجات بنكيران فيها بعض التطاول على المؤسسة الملكية وصلاحيات الملك.

ولم يقف عند هذا الحد، فهناك قياديون في هذا الحزب من حذر من تغول بنكيران في ساحة لم يعد فيها زعيم سياسي واحد غيره.

وهذه “الأحادية” في التفكير والممارسة تقود لا محالة في نظر بعض قياديي البام إلى “الغرور” و”تضخم الأنا” المؤدي رأسا إلى “التفكير الفاشيستي” وكل أشكل الهيمنة والتسلط وخراب العمران.

نعم، بعض قادة البام تداولوا في هذه العودة القوية لبنكيران ودقوا ناقوس الخطر من أن يصبح زعيم الإسلاميين ليس فقط المخاطب السياسي رقم واحد للملك.

لا.

قادة اليام دقوا ناقوس الخطر من أن يتحول بنكيران الى زعيم سياسي في جبة عالم دين مهمته “تقديم النصح” إلى الجالس على العرش الذي يشترك معه في المرجعية الإسلامية.

وفعلا، فبنكيران ليس شريكا للملك في هذه المرجعية الإسلامية.

بنكيران يتعبد الله تعالى بالتقرب إلى الملك ويعتبر النزاع معه إثما مبينا، كما قال هو مرارا.