السؤال الذي طرحه مراسل راديو ”فرنسا الدولية” على الرئيس إيمانويل ماكرون حول الوضع في الريف، واستعمل فيه عبارة “ثورة الريف” أغضبت القيادي في حزب العدالة والتنمية محمد أمحجور (نائب عمدة طنجة) حيث كتب تدوينة بعنوان: ‘إيمانويل ماكرون” يطمئننا… من أخرجنا من سعة الافتخار وأدخلنا إلى ضيق السؤال؟
وكان مراسل الإذاعة الفرنسية قد تؤجله إلى رئيس بلاده في الندوة الصحافية التي أعقبت لقاءه بالملك محمد السادس، قائلا: ”تحدثتم عن الاستقرار الاقتصادي والاستقرار السياسي، هل ثورة الريف وأحداث الريف تقلقكم لا سيما وأنها قد تزعزع هذا البلد الذي هو عند أبواب أوروبا. ألا تخشون أن قمع هذ المظاهرات قد تشوبها انتهاكات لحقوق الانسان؟ وهل تحدثتم في هذا الموضوع مع نظيركم جلالة ملك المغرب؟”.
وهذه تدوينة أمحجور:
حينما كان العالم العربي يشتعل ذات ربيع حارق، وحينما تحول الربيع الحارق إلى خريف عاصف، كنا نفخر ونتباهى بالخصوصية المغربية ونموذجنا المغاير الذي استطاع بتوليفة مغربية خالصة أن يجنبنا مساوئ الربيع والخريف..
حينما كان قادة العالم يزورون المغرب، وحينما كان المسؤولون المغاربة يجولون العالم، كان المغرب عنوان استثناء ومدعاة للافتخار والاعتزاز، وكان أغلب زمن الزيارات المتبادلة يمضي في شرح نموذج واعد واستثنائي، ولم نكن نساءل عن اضطرابات هنا أو هناك، وما سبق أن سئل جلالة الملك عن أوضاع مقلقة في وطنه..
اليوم يتناول الكلمة مراسل ”فرنسا الدولية” مسائلا رئيس فرنسا قائلا له بالحرف: ”تحدثتم عن الاستقرار الاقتصادي والاستقرار السياسي، هل ثورة الريف وأحداث الريف تقلقكم لا سيما وأنها قد تزعزع هذا البلد الذي هو عند أبواب أوروبا. ألا تخشون أن قمع هذ المظاهرات قد تشوبها انتهاكات لحقوق الانسان؟ وهل تحدثتم في هذا الموضوع مع نظيركم جلالة ملك المغرب؟”..
طبعا أجاب الرئيس الفرنسي بكثير من الديبلوماسية وقال ما هو مشاع في الإعلام اليوم.. لكن من كان منا يتصور أن يقف رئيس فرنسي أمام صحافة العالم متحدثا عن وضعنا الداخلي فيقول: ”لقد تحدثت عن هذا الموضوع بطريقة جد مباشرة وجد طبيعية مع جلالة الملك ….” في الوقت الذي لم يجد سلفه وفي عز أزمتنا معه ما يسائلنا به؟
أصدقكم القول أنني شعرت بغصة غريبة مردها إلى تساؤلات بليدة وبسيطة: لماذا فقدنا بسرعة البرق كل ما ركمناه؟ كيف أصبح حالنا أشبه بالمفلس الذي يعطي الناس من حسناته حتى تفنى، ويأخذ من خطايا الناس حتى يطرح في النار. من هذا ”الأبله” الذي يريد أن يطرحنا في النار محقا لحسنات الوطن وجلبا لخطايا ما لنا منها نصيب؟ كيف أُنْزِلنا من معارج الافتخار والتباهي إلى دركات الدفاع والتبرير؟
من هذا ”الأحمق” الذي قامر برصيدنا وصورتنا وافتخارنا وكل ما ركمناه من درجات رفعنا إليها وبها سمونا بين العالمين؟ من سولت له نفسه أن يسحبنا إلى دركات بؤس وقهر واضطراب؟ من أخرجنا من سعة الافتخار وأدخلنا إلى ضيق السؤال؟
إنها غصص كثيرة وكبيرة لا نكاد نحصيها اليوم، فيا ليتهم يخجلون إن كانت لهم قلوب يفقهون بها ولهم أعين يبصرون بها…للأسف قدرنا أن يفسد ”لي أنكوبيطون” كثيرا من أفراحنا.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…