أصدرت مجموعة جديدة من الاتحاديين يتجاوز عددهم الثلاثين بيانا إلى الرأي العام، يرصد الوضع الداخلي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ويطالبون بعد تقييم للوضع ادريس لشكر الكاتب الأول للحزب بتأجيل المؤتمر العاشر، إلى تهيء الظروف الملائمة، حيث جاء في البيان، “تعيش الاسرة الاتحادية اليوم بمختلف أجيالها وروافدها وعموم مناضليها ومناضلاتها قلقا سياسيا غير مسبوق في قسوته وضغطه ووقعه على النفوس ، بفعل الوضع الكارثي الذي ال اليه الاتحاد الاشتراكي، والمطبوع بالتدهور المريع على كافة المستويات السياسية والتنظيمية ، وعلى مستوى التقلص المهول في إشعاعه الجماهيري ، والذي عكسته بشكل واضح النتائج الهزيلة التي حصل عليها خلال الاستحقاقين الانتخابيين الاخيرين” .
وأضاف البيان، “ان الحزب الذي صاغ الفصول الحاسمة من الاختار الديمقراطي ،واطلق الحلقات الاولى من الانتقال السياسي، وساهم بالنصيب الأوفر والأكثر تأثيرا في إنضاج شروط ومعالم الثقافة السياسية الحداثية ،وجعل مقتضياتها مشتركا يتقاسمه كل التقدميين في بلادنا ،المتشبثين بقيم العقلانية و التحرر والمساواة و التكافؤ والعدالة الاجتماعية ودولة الحق والقانون، معتمدا في إنجاز كل هذه المهام الاستراتيجية، على تراثه الوطني الزاخر ،وعطاءات قادته الكبار ممن طبعوا مسيرة العمل الوطني قبل وبعد الاستقلال ،ومستندا كذلك على عمل وتضحيات مناضليه ومناضلاته في كل واجهات العمل السياسي والاجتماعي والثقافي والجمعوي والنقابي والحقوقي -ان هذا الحزب اضحى اليوم مهددا في صميم وجوده وكيانه ، وفي محتوى وظائفه وأدواره ،معرض الى ان يتحول الى مجرد رقم صغير في معادلة سياسية لا يملك فيها غير تكملة الحسابات ،او التزكية لاوضاع تصنع في غيبة تامة عنه ، ويقبل في إطارها بكل شيء وباي شيء” .
واسترسل البيان قائلا، “ان هذا الوضع الذي تفاقم بشكل متلاحق ،كان من نتائجه، كذلك تعطيل فعالية وإسهامات طاقات وكفاءات وأطر وفعاليات مجتمعية في مختلف المجالات السياسية والثقافية والفكرية و الحقوقية ، ومن موسسات المجتمع المدني ، صنعت بحضورها في صفوفه، فرادته في المشهد السياسي الوطني. وعمقت بتواجدها بين مناضلاته ومناضليه بعده الجماهيري الواسع . .
وفي الواقع فان نتائج الانتخابات التشريعية والمحلية لم تكن سوى الجزء البارز من جبل الثلج العائم، فمؤشرات التدهور الكبير ، هي مؤشرات قاءمة مرئية، بما يكفي من الوضوح منذ مدة ليست بالقصيرة ، كما ان الإقرار بوجودها اصبح محط اجماع لا فقط من طرف الاتحاديين والاتحاديات ، الذين اختار جزء كبير منهم ، بمرارة وألم الانزواء الى الخلف حفاظا على صفاء الانتماء الأصلي وصونا له من التحلل ,بل ان هذا الإقرار بمؤشرات الأزمة المركبة للحزب أصبح اليوم حكما عاما يتقاسمه عموم المواطنين والمواطنات ،الذين واكبوا المسيرة السياسية النضالية للحزب ، واولوه لعقود ثقتهم ، ولم يعودوا يتعرفون اليوم فيه على الاتحاد الذي الفوه ، برامج ومواقف وسياسات وممارسات ، وهم يرون كيف انفصلت هذه المواقف والسياسات والممارسات بشكل نهائي عن اي إطار مرجعي يحيل من قريب او من بعيد الى المبادئ والقيم المؤسسة له “.
وأكد البيان على القول، أنه، “في ظل هذه المعطيات الموضوعية ، وقد تحول الحزب الى مجرد آلة تنظيمية تفقد تدريجيا ومع توالي الوقت الروح والنبض الحي، لا يبدو إطلاقا من واقع المؤشرات الماثلة، ان عقد الموتمر في نفس الشروط والسياقات سيكون له اي تأثير او انعكاسات على واقعه، في الاتجاه المطلوب ،والمأمول ، ولن يفتح اي أفق بالنسبة لمعالجة اوضاعه وتجميع طاقاته وتجديد هياكله وتحديد خطه السياسي وصياغة برامج عمله .
وواضح من مجريات الأحداث ان ترتيبات عقد الموتمر لم يكن لها ,و ليس لها حتى الان ,خلافا لما هو المفروض ان يكون ، اي وقع او أصداء في النقاش العمومي داخل الساحة الوطنية” .
وشدد الموقعون على “ان قبول عقد مؤتمر الحزب في ظل الأوضاع والسياقات الحالية سيكون عمليا قبولا بنهاية للاتحاد كحزب وطني تقدمي اشتراكي ديمقراطي ،حتى ولو بقي اسما مكتوبا على الواح مثبتة على واجهة المقرات .
ولتلافي هذا الأفق الماساوي ،وصونا لرصيد الحزب وسمعته وتحالفاته الطبيعية ،ومكانته في وجدان المغاربة ودوره الاممي ،ودفعا باتجاه فتح أفق جديد يليق بتاريخه الحافل ووفاء لتضحيات ابنائه، من مختلف الأجيال”.
وختم الموقعون بيانهم بالتأكيد على أنه، “وانسجاما مع المطالب والانتظارات المعبر عنها سواء من طرف المناضلين والمناضلات او من طرف المتعاطفين والمتعاطفات ،المتألمين على أوضاعه الحاليّه ،والقلقين بشأن مستقبله ، فان الموقعين أسفله ، مدفوعين بالغيرة الصادقة، منصتين اولا وأخيرا لصوت ضميرهم الحي ، تحدوهم إرادة الإنقاذ، قبل اي شيء وفوق كل شيء ،بعيدا عن اية رغبات ذاتية في التموقع التنظيمي او المؤسساتي من اي نوع ،وإدراكا منهم ان دقة المرحلة تسائل الجميع ولا تترك اي مجال ،او اي معنى للركون الى الصمت او السلبية ازاء ما يجري ،فانهم :
يطالبون بتأجيل انعقاد الموتمر ،بما يمكن من استجماع كل الطاقات ،وتهييء شروط تحضير يضع ضمن أولوياته وضع تقييم شمولي و متجرد للمراحل السابقة ،وتدقيق البرامج والاختيارات الشمولية والقطاعية ،وضمان إقلاع سياسي وفكري وتنظيمي متجدد ، وذلك في تواصل مع الأجيال الجديدة ، خدمة ،بالدرجة الاولى ،للمصالح الاساسية لبلادنا ومجتمعنا” .
الموقعون هم:
محمد كرم.
محمد البقالي
عبد الرحمن العمراني
ادريس ابو الفضل
خديجة القرياني
عبد الحق بوزيان
جلال الطاهر
عبد الرحمن العزوزي
محمد علي البقالي الطاهري
محمد النشناش
محمد جوهر
خالد مشبال
محمد مشبال
سهيل المعطي
مصطفى الاسماعيلي
محمد منصور
عبد العزيز العتيقي .
احمد بودشيش
مرزوق أمزغار
امينة العتيقي
محمدالشنتوف
جواد بنجلون التويمي
عبد السلام عشير
محمد العمري
خالدالمسفيوي
محمد البرنوصي
مبروك الغالي
عبد المالك الورديغي