أمل الهواري

“مأزق حقيقي، تقسيم ذكي، صراعات حول المصالح، بريكولاج إسلامي”، توصيفات وعبارات قوية، استعملتها صباح اليوم البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، عبر حسابها على فيسبوك، تعبر عن حالة حزن، عن الارتباك واختلاف وجهات النظر والتقديرات، داخل حزب العدالة والتنمية، بعد تنصيب حكومة العثماني، والتي وصفها البعض، بـ”حكومة محكومة”، وآخرون بـ”حكومة مفروضة” و”حكومة الإملاءات”، بعد أن دافع الحزب كثيرا، بل وكان من بين ما تسبب في عزل بنكيران، هو عدم استقلالية القرار الحزبي. حسب بعض أبناء الحزب الإسلامي.

وقالت ماء العينين في تدوينتها:” لماذا تتعدد المقاربات و التصورات اليوم داخل حزب العدالة و التنمية:
1)هل هو تقسيم ذكي و عبقري للأدوار؟ سمعنا كثيرا بهذه “التهمة” التي أتصور أن التاريخ وحده ضحدها. في هذه المرحلة بالضبط بدا أن اختلاف التقديرات بل والرهانات صار حقيقة بادية للعيان فرضت قسوة المرحلة و الارتباك في تدبيرها طفو هذه الاختلافات على السطح.

2)هل هي رهانات شخصية وصراعات حول المواقع؟ أتصور أن المواقع وجدت دائما و أن من يسعون اليها وجدوا أيضا دائما لأن الحزب تنظيم بشري عرف دائما بعض الكولسة و”البريكولاج الاسلامي” دون أن يصل الأمر الى المس بالجوهر. الاختلاف هذه المرة يرقى فوق ذلك.

3)هل هو نزق البعض و خفتهم و اندفاعهم لأنهم عاجزون عن إعمال”المنهج” وقراءة”المعطيات” نتيجة غياب “النضج” المطلوب. هذه هي العصا التي ترفع في كل مرة داخل كل التنظيمات حينما تغيب الأطروحة المقنعة فننتقل إلى تهريب النقاش الى ساحة الاتهامات الاستعلائية أو الى ساحة الأخلاق (الاتهامات بوجود تخوين وسب وقذف).

4) هل هو “حب الظهور” و النزعة الاستعراضية الدائمة؟ واقع الحال يثبت أن محبي الظهور شخصيات مهزوزة تفعل ذلك في اطار الموجة وليس ضدها لأنها شخصيات غير مناضلة. المرحلة اليوم محكومة بسياق آخر موسوم باختلاف حقيقي في تدبير المرحلة.

النقاش والاختلاف الأخلاقي والراقي في اطار الاحترام و النأي عن الشخصنة و التشنج والاصطفاف والانتقاص والاستعلاء والتهكم، كله عنصر قوة بالنسبة للحزب. يسعى الى تشخيص الأعطاب وبلورة أطروحة موحدة مقنعة تحفظ الهوية النضالية للحزب وتكفل استمرار مشروع الاصلاح.

لابد من فتح حوار داخلي واسع وهادئ تذوب فيه الذوات لايجاد الصيغة الأسلم لتدبير مأزق حقيقي لايمكن التغاضي عنه وتجاهله أو تصويره بعكس ماهو، لأنه ناطق عن نفسه، يذكرك به المواطن البسيط أينما حللت وارتحلت”.

التعليقات على ماء العينين: صراع المواقع وجد دائما لأن “البيجيدي” تنظيم بشري عرف “الكولسة” و”البريكولاج الإسلامي” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

المهدي بنسعيد: جائزة المغرب للشباب ليست فقط مسابقة بل هي تكريس لثقافة الاعتراف