أمل الهواري
هاجم نجيب بوليف، القيادي في حزب العدالة والتنمية والوزير السابق في حكومة بنكيران، عددا من الجرائد التي اعتبر أنها تقود حملة ضد العدالة والتنمية.
فقد رد بوليف على توفيق بوعشرين الذي قال في افتتاحيته ب”أخبار اليوم” لليوم الأربعاء، إن: “ما يهم زعامات وقيادات العدالة والتنمية هو الحفاظ على بيضة الجماعة، وليس أحلام وتطلعات الأمة”، (رد) قائلا: “هل تفتيت الحزب هو الذي من شأنه أن يستجيب لأحلام وتطلعات الأمة؟! هل هذا هو ما تريده من خلال كلامك؟ أمر غريب فعلا!! مضيفا: “أم أنك تفضل أن يدخل الحزب في صراع مع الاخرين، وآنذاك يكون ملتزما بأحلام وتطلعات الأمة؟؟؟”.
أما محمد ضريف، رئيس حزب “الديمقراطيون الجدد” والذي قدمته “L’Economiste” بصفته السابقة كباحث سياسي، وقال إن “العدالة والتنمية سيتفتت، والأمر مسألة وقت فقط”، وأن “كل الأمور بعدها ستنهار –الحركة، النقابة … كقصر الأوراق château de cartes “، الحزب الآن في مرحلة نزول للهاوية ” و”الإسلام السياسي بالمغرب انتهى”، فقد رد عليه بوليف بالقول إن L’Economiste غافلت أن ضريف أصبح الآن فاعلا سياسيا لأنه رئيس حزب سياسي منذ فترة، ولم يحقق أي نتيجة تذكر في انتخابات 2015 و2016، بل وعرف حزبه تصدعات وانسحابات منذ بداية تأسيسه.
وهذه تدوينة بوليف:
تستمر الحملة ضد العدالة والتنمية، حيث تساهم فيها العديد من المنابر الإعلامية، وبعض الصحفيين المتميزين، بل حتى بعض المنظرين الذين ما فتئوا يعبرون عن مواقفهم بكل حرية.
وأنا أتصفح بعض الجرائد اليوم، كعادتي، للاطلاع على ما يروج ببلدنا وخارجه، أقتبس لكم ثلاثة مقالات، من جرائد مختلفة، المفروض أن توجهاتها مختلفة…
1- من جريدة “الأحداث”، حيث يقول الغزيوي في افتتاحيته بعنوان: “رباه… إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية” : “…أي انتخابات تجري في بلداننا يفوز بها أولا التيار الديني المتطرف”… ثم يسرد حالات مصر وتركيا والعراق وتونس والأردن وفلسطين/غزة والجزائر … ثم المغرب !!! نعم يا سادة …حزب العدالة والتنمية بالمغرب حزب ديني متطرف !!! لاحظوا كيف أن الغزيوي لم يعد يتكلم عن التجربة المغربية الفريدة والاعتدال عند العدالة والتنمية …لاحظوا كيف أنهم يريدون تغيير هوية الحزب بالمرة…وقارنوا بين هذا وبين من يقول أن الحزب انبطح ولم يعد حتى معتدلا؟؟؟ من سنصدق يا سادة؟؟؟
2- من جريدة “أخبار اليوم”، حيث يعبر بوعشرين في افتتاحيته بعنوان : “حجر في حذاء العثماني” عن موقفه بقوله: “ما يهم زعامات وقيادات العدالة والتنمية هو الحفاظ على بيضة الجماعة، وليس أحلام وتطلعات الأمة” !!! هكذا بكل بساطة، يخلص إلى هذه النتيجة ويريد أن يقنع القراء بها دون إعطاء الدلائل، بل ودون فهم لمعنى الحفاظ على بيضة الجماعة!!!
نسائل بوعشرين: متى كان الحفاظ على تنظيم ليقوم بمهامه كاملة معارضا لتطلعات الأمة!!! أو ليس الحفاظ على الأمن والاستقرار وعدم إرباك المشهد السياسي والاجتماعي من أهم التطلعات المجتمعية للشعب المغربي؟! أم أنك تفضل أن يدخل الحزب في صراع مع الاخرين، وآنذاك يكون ملتزما بأحلام وتطلعات الأمة؟؟؟
وأذهب معه بعيدا في الحديث: هل عدم الحفاظ على بيضة الجماعة وتفتيت الحزب هو الذي من شأنه أن يستجيب لأحلام وتطلعات الأمة؟! هل هذا هو ما تريده من خلال كلامك؟ أمر غريب فعلا!!
3- من جريدة L’Economiste، التي قررت أن تصفق للمعارضة منذ بداية عمل الحكومة الحالية، لا مجال لإمهالها حتى وقت التنصيب؟؟؟ فقد عرضت في صفحة كاملة مواقف فريق الأصالة، وفي صفحة كاملة أخرى حوارا مع ذ. محمد ضريف، باعتباره باحثا سياسيا !!! وتغافلت أنه أصبح الآن فاعلا سياسيا لأنه رئيس حزب سياسي منذ فترة، ولم يحقق أي نتيجة تذكر في انتخابات 2015 و2016، بل وعرف حزبه تصدعات وانسحابات منذ بداية تأسيسه.. لم توضح لنا الجريدة ذلك، بل قدمته على أنه باحث سياسي، والموضوعية تقتضي أن تعرف به بطريقة صحيحة لأنه أصبح “خصما” و”حكما”… لا يهم… ماذا يقول هذا الباحث: “العدالة والتنمية لا إيديولوجية له”، “العدالة والتنمية سيتفتت، والأمر مسألة وقت فقط”، “كل الأمور بعدها ستنهار –الحركة، النقابة … كقصر الأوراق château de cartes “، الحزب الآن في مرحلة نزول للهاوية ” و”الإسلام السياسي بالمغرب انتهى” !!!
نعم هذا الباحث السياسي الذي قضى 30 سنة في البحث في الحركات السياسية و”الإسلام السياسي” ينزل إلى هذا المستوى من التحليل والفهم لما يجري حوله !!! بل ويقوم البعض بتسويق ذلك على أنه تحليل منهجي وعلمي وسوسيولوجي… إلخ.
نعم إنها أمنياتهم جميعا أن يصل الوضع إلى هذا المستوى !!!
نعم إنهم يضغطون الآن، لأن الوضع صعب، ولأن الحزب تلقى صفعة قوية، أعطاهم حنكه الأيمن لكي يحافظ على الجسم واقفا…
نعم يريدون أن يذهب الحزب شذر مذر!!! أن يندثر كما اندثر الآخرون…
كل يعبر بطريقته، ويؤدي ذلك وفق المخطط له…
أقول لهؤلاء وأمثالهم: هونوا على أنفسكم… لا تتعبوا أنفسكم بالتحليل! فمادامت أدواتكم التحليلية ومناهجكم في تصريف الاختلاف مع حزب العدالة والتنمية هي هذه، فلا شك أنكم خارج التغطية… وستبقون كذلك لفترة طويلة…
منذ 2003 ونحن نتابع ما تقولونه… ويوما بعد يوم، أثبتت الوقائع أنكم على خطأ، ويوما بعد يوم، يثبت لكم الحزب أنه حزب الاعتدال والوسطية والقراءة المقاصدية للواقع السياسي… ينحني لما يكون الانحناء ضروريا لكي لا تسحقه العاصفة، ويستقيم بعدها ليعود قويا كما بدأ …
فتحية لأبناء وبنات هذا الحزب الذين يفهمون جيدا منهجهم… بل ويناقشوه بقوة وبحدة ويحرصون على عدم التفريط فيه، بل وينبهون كل من يهمه الأمر أن أساس البناء صحيح، وقد يرمم جزء من البناء اذا أثرت عليه عوامل التعرية السياسية لكي يعود البناء أصلب…
وتحية لكل المتعاطفين مع هذا المشروع الكبير -الذي لم يعد ملكا لأبناء وبنات الحزب- الذين يدافعون عنه باللين مرة، وبالقسوة مرة… لكنهم لن يتخلوا عنه، بكل تأكيد…
ومع خالص التحيات للذين نختلف معهم.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…