خرج مرة أخرى إلياس العماري الأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة، ورئيس جهة طنجة الحسيمة تطوان، بتديونة على حسابه الخاص بفيسبوك، يتحدث فيها عن الوفاء والغدر، وعن طريقة تعامله مع من غدر به، وكيف يخار الانسحاب بدل الانتقام، وهو ما أثار استغراب متتبيعه، عمن يقصد إلياس بهذه التدوينة، التي تأتي في سياق تدوينات غامضة سابقة، يسعى من خلالها العماري إلى إيصال رسائل إلى جهات ما، وهذا نص التدوينة:

“اليوم سأخرج عن سياق التدوينات السابقة، وأتكلم عن علاقة السياسة بالقيم الأخلاقية، وخاصة بقيمة الوفاء والصدق. ولن أتحدث عن الموضوع من الزاوية النظرية، حيث سبق لعلماء السياسة والأخلاق أن خاضوا في هذا الموضوع، ويكفي أن نذكر بنظرية ماكيافيللي المشهورة في فصله إلى درجة التناقض والنفي بين السياسة والأخلاق… أريد أن أتكلم عن قيمة الوفاء انطلاقا من تجربتي الذاتية في الحياة.
طيلة مساري الحياتي والسياسي لم أعتبر قط أن الانتماء السياسي هو المحدد الحاسم في العلاقات الإنسانية…شخصيا، ويشهد الخصم قبل الصديق، لم يسجل علي أبدا أنني تصرفت يوما سواء بتقديم المساعدة الممكنة أو بطلبها، انطلاقا من موافقتي وتأييدي للشخص الذي أتعامل معه. بل إن مبدأ الوفاء كان دائما بوصلتي في التعامل مع الأشخاص الذين اختلفت معهم سياسيا منذ البداية إلى حد التناقض. فمفهومي للوفاء تحدده طبيعة نشأتي وتربيتي، وبالأساس، ظروف المعاناة والألم اللذين عانيت بهما في فترة الطفولة والشباب.
كم من مرة أكون على علم يقين بأن أشخاصا يكنون لي من العداوة والبغض وينعتونني في غيبتي بكل ضروب السب والكلام الساقط، وبأن أشخاصا تسمح لهم مواقعهم الإدارية أو علاقاتهم غير العلنية بتدوين تقارير غير موضوعية وغير معقولة عن شخصي وعن أنشطتي، ومع ذلك، ورغم علمي واطلاعي الدقيق على أقوالهم وأفعالهم وتقاريرهم، فإنني أفي بالتزاماتي اتجاههم ولا أتصرف معهم أبدا عندما تجمعنا العلاقات الإنسانية، من منطلق الانتقام والثأر والعدوان.
لقد تربيت على أن أكون وفيا للعلاقات الإنسانية بشكل مجرد، وليس للأشخاص كأشخاص مهما كان السوء الذي يصدر عنهم. فرغم تعرضي المتكرر للغدر والخيانة العلنية لم يسجل علي أبدا أن ردود أفعالي كانت عدوانية أو عنيفة، فأنا في مثل هذه المواقف أفضل الانسحاب بهدوء عوض الانتقام، وأفوض أمري للتاريخ لينوب عني في إنصافي وكشف جذور الشر والغدر في نفوس هؤلاء. وأنا مقتنع بأن التاريخ دائما يمهل ولا يهمل.
أنا أعبر بصدق عن تجربتي، ليس بصفتي العمومية، ولكن باعتباري مواطنا من عامة الناس، من حقي كجميع المواطنين أن أتواصل عبر الفايسبوك وغيره. وأعتبر أن أفضل شيء في الحياة هو أن يكون الإنسان واضحا مع نفسه، ومقتنعا بما يقوم به، حتى إذا وقع يوما ما في الخطأ، فلن يجد حرجا في الاعتراف وتصحيحه.
في نهاية المطاف، كل ما يكسبه المرء من مال وجاه وسلطة ووجاهة قد يأتي يوم ويفقده، أو قد ينتهي هو ويترك كل شيء وراءه. أما الوفاء للعلاقات الإنسانية فيذكر أثرها في التاريخ، ويبقى علامة موشومة في اسم صاحبه حتى بعد الرحيل”.

التعليقات على “أش واقع لإلياس”.. أفوض أمري للتاريخ لينوب عني في إنصافي وكشف جذور الشر مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

المغرب يتصدر قائمة الدول الأفريقية في جودة الإنترنت وسرعة التحميل

شهدت الفترة الأخيرة جدلاً واسعاً بشأن أداء المغرب في مجال الاتصال، حيث وُصِف بأنه متأخر من…