أصدر عبد الواحد الفاسي القيادي في حزب الاستقلال ونجل الزعيم علال الفاسي نداء إلى الاستقلاليين، يدعو فيه إلى التحكم والتعقل من الطموحات القيادية لدى البعض، والتي قد تودي بالحزب وتحوله إلى قشور متناثرة،  كما دعا إلى حسن اختيار مجموع الفريق القيادي المؤتمن على قيم ومبادئ الحزب، من خلال فتح الباب لجميع الطموحات وفق ضوابط ومعايير معقولة ومنطقية، ورافق صدور نداء عبد الواحد الفاسي خروج بعض القياديين الاستقلاليين عن صمتهم، حيث كتب لحسن فلاح عضو اللجنة التنفيذية المحسوب على حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال تدوينة يؤيد فيها نداء الفاسي، جاء فيها، “نداء الأخ عبد الواحد الفاسي يخاطب فينا العقل والوجدان الاستقلاليين، ويدعونا إلى التفاعل معه أيا كان موقعنا في التجاذبات الحالية”.

وهذا نص نداء عبد الواحد الفاسي كاملا: “نداء من استقلالي، واستقلالي فقط
نداء من أجل الوحدة و رص صفوف الأسرة الاستقلالية، لكل الاستقلاليات والاستقلاليين روحا وعقيدة
نداء لتجاوز حالة الانقسام التي لا مبرر لها منطقيا وواقعيا
نداء لمواجهة ومقاومة الأساليب الشعبوية المرفوضة
نداء من أجل الإيمان القوي بحزب الاستقلال أكثر قوة ومتانة، وأكثر وحدة وصلابة

إننا في عالم جديد ومتجدد، يتحرك بسرعة، حيث لا يمكن لحزبنا أن يظل جامدا، لأن دوره الأساسي إعادة الثقة للمواطنين، وإعادة الثقة والحماس لشباب هذه الأمة العظيمة في تاريخها، وحاضرها، ومستقبلها.

المرحلة دقيقة جدا، ومن مسؤولياتنا جميعا بناء رؤية جديدة مشتركة لمستقبل أفضل لحزبنا ووطننا، ولذلك نحتاج اليوم إلى عمل ميداني متواصل عوض الكلمات الرنانة، أو الدنيئة، التي تتسبب في أعمال مطبوعة بالعدوانية والطيش، مما يسبب في مضاعفات خطيرة علينا جميعا، وتشويه سمعة وصورة إرث تاريخي اسمه حزب الاستقلال، بكل ما ورثناه عن مناضلات ومناضلين أفذاذ ” فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا “.

أيتها الاستقلاليات، أيها الاستقلاليون

إننا مطالبون اليوم أكثر بالبحث عن آليات، وموارد من أجل الوفاء بالوعود التي نقدمها للمواطنين، كما نحتاج إلى عمق في إصلاحات حقيقية، لتحقيق إدماج سياسي حقيقي لأمتنا في عمل سياسي مطبوع بالنضج، واحترام إرادة الأمة كيفما كانت.

إننا داخل حزب الاستقلال مطالبون بقراءة التحديات التي تواجهنا بمنطق العقل، وليس بمنطق الانتقام، لبناء إستراتيجية عمل واقعية لإصلاح مؤسساتنا وتنظيماتنا، وفق خارطة طريق واضحة تلزمنا جميعا، ونتعهد باحترامها والعمل على تنزيل أهدافها.

إن هذه المعطيات المقترحة، تفرض فينا حسن اختيار مجموع الفريق القيادي المؤتمن على قيم ومبادئ حزبنا، من خلال فتح الباب لجميع الطموحات وفق ضوابط ومعايير معقولة ومنطقية تحصينا لحزبنا من جهة، ومن جهة أخرى لتمكين مناضلات ومناضلينا من حرية الاختيار، ووضع الثقة فيمن يستحقها بدون ضغوطات من أي جهة كانت.

يقول الزعيم علال الفاسي رحمه الله في إحدى أبياته:

إنــا ســــــــــــــواء لـــــيـــــس فـــــينـــــــــا واحــــــــــــــد

إلا و يـــجـــــــــدر أن يـكــــــــــــــون من الأول

وهو ما يلزمنا أخلاقيا بألا نجعل من التدافع لإبراز طموحات الترشيح أداة التفرقة التي يكون فيها الخاسر الأكبر هو حزب الاستقلال، كما يجعلنا ندعو إلى تجاوز منطق الصراع من أجل أشخاص، واعتماد منطق التنافس في إطار حوار الأفكار بأسلوب الإقناع، حتى نتمكن جميعا من تحقيق فكر جماعي إيجابي، يؤسس لخيارات مستقبلية أفضل.

علينا أيتها الاستقلاليات، أيها الاستقلاليون أن نستفيد من الوقائع التي تمر أمامنا، حيث عشنا تجارب لأحزاب مغربية تفجرت فيها صراعات مدوية حولتها لمجرد قشور متناثرة بقدرة قادر، و بمساهمات واضحة من داخلها، فالحذر الحذر، لأن الله تعالى أولا، والوطن ثانيا لن يغفر لنا المساهمة في هذا الوضع لأنه جريمة ضد الإنسان، وكرامة الإنسان، بسبب خلافات سطحية.

إن حزبنا الذي عرفناه، وعرفه الشعب المغربي على امتداد أكثر من 80 سنة ليس هو نفسه اليوم، لأننا قبلنا بتقديم تنازلات منذ سنوات أضرت بنا جميعا، ونتحمل مسؤوليتها جميعا وبكل وضوح.

و إنني كواحد من الأسرة الاستقلالية الكبيرة الممتدة في أرجاء وطننا الحبيب مقتنع أن الاستقلاليات والاستقلاليين لهم غيرة قوية على حزبهم، ومدركون الأدوار التاريخية لحزب الاستقلال من أجل ثوابت الأمة، لأنه كان داخل الوطن نشأة ومسارا، وظل مرتبطا بالوطن دائما و أبدا، و ما نحتاجه اليوم وقفة حقيقية مع الذات، لممارسة نقد ذاتي مسؤول وحقيقي، بنكران للذات لنستطيع تحقيق نتيجة إيجابية نتوافق حولها جميعا، لأن الخلاف الذي يبدو حادا ليس جوهريا و لا عميقا، لأنه لا ينبني على توجهات فكرية أو مبدئية.

أيتها الاستقلاليات، أيها الاستقلاليون

لن أجد في الختام أفضل من الاستشهاد بجزء من نداء المجاهد امحمد بوستة رحمه الله، الموجه للشباب الاستقلالي، وهو الحكيم الذي خلدنا مؤخرا ذكراه الأربعينية جميعا، حيث قال: ” إن الحزب دونكم فخذوه، والمستقبل مستقبلكم فاعملوا على صيانته من الآن، بالإصغاء إلى الجماهير”.

أيتها الاستقلاليات، أيها الاستقلاليون

علينا أن نكون في مستوى دقة المرحلة، مستحضرين الأمانة التي تطوقنا، مستحضرين أجيالا من المناضلات والمناضلين، وزعماء وقادة الحزب الذين قادوا معارك من أجل الحرية والاستقلال، وبعدها من أجل الديمقراطية يدا في يد مع القوى الوطنية الديمقراطية، و لنتذكر أن حزب الاستقلال ارتبط دائما بمبدأ أساسي لخصه شعاره الخالد مواطنون أحرار في وطن حر.

وفقنا الله لما فيه خير حزبنا ووطننا”.

التعليقات على نجل علال الفاسي يحذر: طموحات القيادة قد تحوّل حزب الاستقلال إلى قشور متناثرة مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

الرميد يعارض تعديلات مدونة الأسرة: “إذا كانت ستكرس مزيدا من الانحدار والتراجع السكاني فإنه ليس من الحكمة اعتمادها”

مصطفى الرميد* من حقنا- نحن المغاربة- ونحن نعيش في عالم قلق ومضطرب، أن ننوه بمثانة مؤسسات ب…