“في حياة الحسن الثاني، هناك موت افتراضي وموت حقيقي، فالرجل أخطأه الموت أكثر من مرة، فقد كان يمكن للرصاصة التي أصابت أنفه عام 1958 في أحداث الريف أن تخترق جمجمته وترديه قتيلاً، وفي مرات عديدة نجا من الموت بأعجوبة في انقلاب الصخيرات في يوليوز 1971، وفي حادث طائرة البوينغ في غشت 1972، هذا في ما هو معلوم ومتداول، لكن قد كان الملك الراحل ينام في فم الموت الافتراضي بشكل مستمر، “كان لا ينام إلا والمسدس تحث وسادته”، تعلق فاطمة الشنا زوجة أوفقير.
ففي ملف نشرته “الأيام” تحت عنوان: “التفاصيل الأخيرة من حياة الملوك المغاربة”، قالت إن الملك الحسن الثاني تم نقله إلى مستشفى ابن سينا وذلك بعد أن اشتد عليه السعال، يوم 29 يوليوز 1999، وذلك اثر وقوع التهاب حاد في رئته، وفي سرعة البرق تم إعداد الطابق الخاص بمرضى القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي وتهيئ الغرفة التي سيقيم فيها الملك.
لقد كان الأمر يقتضي تدخلاً جراحياً، وكانت هناك حالة استنفار قصوى في المستشفى، وهو في الطريق إلى غرفة العمليات، رفض الجلوس على الكرسي المتحرك، لقد استخرج كل قوة كامنة فيه للمشي دون أن يتكئ على أحد، وذهب نحو موته بشموخ، ابتسم للممرضات والأطباء في غرفة العمليات، مازحاً الطبيب الشاب الذي كان قائد الطاقم الطبي، نزع ساعته وخاتم يده الذي كان يصفه المغاربة بخاتم الحكمة، ثم ألقى نظرة حول المكان البارد، كان يقرأ ملامح الحزن والقلق في كل المحيطين به، كأنما يلقي تحية الوداع الأخير”.
انتهاء “أزمة” إضراب المحامين.. فرضوا على وهبي “التنازل” في مجموعة من النقط وهذه أهم الاتفاقات
أعلن مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب رسمياً، أمس الاثنين، إنهاء مقاطعة الجلسات في مختلف …