اليوم تحل ذكرى أحداث 23 مارس 1965، التي وقعت بمدينة الدار البيضاء، عقب إعلان الحكومة المغربية أنذاك قرار طرد التلاميذ من المدارس والثانويات، وحرمانهم من اجتياز امتحانات الباكلوريا، وشمل القرار التلاميذ الذين يبلغون من العمر 15 سنة في السنة الأولى، والبالغون من العمر 16 سنة في السنة الثانية والبالغون 17 سنة في السنة الثالثة، لتخرج مظاهرات شعبية رافضة لهذا القرار.
وقد اندلعت الأحداث، من خلال إعلان التلاميذ والطلبة القيام بإضراب عام، استنكارا لقرار وزارة التعليم، وبدءوا مظاهراتهم السلمية للتعبير عن استنكارهم لذلك المخطط الذي يجعلهم عرضةً لضياع ولمصير مجهول في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي كان يعاني منها المغرب.
وبدأت الأحداث بالضبط يوم 22 مارس حيث خرج التلاميذ إلى شوارع الدار البيضاء في مسيرات شعبية، والذين كان تتراوح أعمارهم بين 10 و17 سنة، وقد كانت مجموعة من الثانويات التي خرج منها التلاميذ والتلميذات المتظاهرين، شاهدة على ذلك مثل ثانوية الخوارزمي، ومحمد الخامس، وعبد الكريم لحلو، لكن عناصر الشرطة تدخلت لقمع المسيرات بالقوة وبوحشية، لتلتحق بهم جماهير واسعة من البيضاويين والبيضاويات.
ولم تكن مدينة الدارالبيضاء وحدها هي من خرج للاحتجاجات، فقد تحولت مجموعة من المدن إلى مسرح للاحتجاج والمظاهرات الشعبية الحاشدة، مثل مدينة الرباط وفاس، ولم يعد الاحتجاج حكراً فقط على التلاميذ بل أصبحت بالفعل انتفاضة شعبية حقيقية، وتحولت المطالب من قضية التعليم إلى مطالب اقتصادية واجتماعية وسياسية.
في يوم 23 مارس كان القمع أكثر وحشية، والمظاهرات كانت أكبر وأكثر، وكان النظام بقيادة محمد أوفقير وزير الدفاع في تلك الفترة، قد قام بحملة اعتقالات عشوائية وسط المواطنين، وبالرغم من ذلك لم تتوقف الاحتجاجات، وأخذت شكلاً أخر حيث هاجم المحتجون السجن المحلي بالدار البيضاء، والعديد من مراكز الشرطة وقطعت الطرق وتحول الأمر إلى ثورة شعبية وعصيان عام بالمدينة، الشيء الذي أدى إلى التعامل من قبل عناصر الجيش والشرطة بوحشية أكثر حيث تم استعمال الرصاص الحي لقتل المتظاهرين العزل بشكل علني، على شاكلة إعدامات ميدانية في الشارع العام، وقد خلف ذلك سقوط العديد من القتلى ومئات الجرحى واعتقالات واسعة، هذه العملية التي كان يديرها بشكل مباشر الجنرال أوفقير من على مروحيته التي كانت تجوب أجواء الدار البيضاء، وفي الليل من نفس اليوم دخلت دبابات الجيش التي فتكت بالمتظاهرين الذين كانوا ما يزالون في الشوارع كما استمر إطلاق النار بشكل عشوائي على نوافذ المنازل، التي كانت مغلقة عن أخرها كما تم الدخول إلى قاعات السينمات وإفراغها، وكان فرض حالة حضر التجوال، وهكذا استطاع نظام الحسن الثاني في تلك الفترة قمع هذه الاحتجاجات وإخراسها بشكل وحشي.

التعليقات على 23 مارس.. يوم واجه أوفقير المتظاهرين العزل بالرصاص الحي مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

انتهاء “أزمة” إضراب المحامين.. فرضوا على وهبي “التنازل” في مجموعة من النقط وهذه أهم الاتفاقات

أعلن مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب رسمياً، أمس الاثنين، إنهاء مقاطعة الجلسات في مختلف …