مرَّ اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، أمس الخميس بمراكش، في أجواء جد متوترة بين أنصار شباط، ومخالفيه الذين أصبحوا يشكلون أغلبية داخل اللجنة التنفيذية.
الاجتماع الذي اختار له شباط مدينة مراكش، استحضارا لروح الزعيم الراحل امحمد بوستة، ولتقريب المسافة على حمدي ولد الرشيد، المنشغل بمرض زوجته، سمع فيه نقدا وتقريعا غير مسبوقين من أغلب الأعضاء الحاضرين، وصل أحيانا إلى مشادة بين بعض “خصوم” شباط ومناصريه.
وكانت اللحظة الأكثر توترا في الاجتماع هي عندما تناول عادل بنحمزة الكلمة وتحدث عن “استهداف وزارة الداخلية لحزب الاستقلال ومحاولتها التدخل في شؤونه” حيث قاطعه حمدي ولد الرشيد قائلا: “ما كاين لا تدخل ولا استهداف” فانفعل بنحمزة وطلب منه عدم مقاطعته بالقول: “علاش كتقاطعني راني بحالي بحالك عضو اللجنة التنفيذية” ليفاجأ بولد الرشيد يسخر منه بالقول: “انت ما كتسوا والو.. قالك بحالي بحالك”، مضيفا أن “حزب الاستقلال لم يسبق أن دخل في مواجهة مع الدولة ومؤسساتها وأنه كان دائما إلى جانب الملك ومحيطه.. ولي بغاها الملك هي للي كتكون”. كما شهد الاجتماع مشادة بين عبد الصمد قيوح وعبد القادر الكيحل.
وحاول بعض أعضاء اللجنة التنفيذية إقناع شباط بتأجيل المؤتمر القادم، للم شمل الاستقلاليين ودخول المؤتمر بصفوف موحدة لتجنب انفجاره. ودافع عبد السلام اللبار على القياديين الثلاثة الموقوفين من الحزب (توفيق احجيرة وياسمينة بادو وكريم غلاب) منتقدا قرار توقيفهم بالقول “الناس كلها كتغلط، وما قاموا به لم يكن يستوجب توقيفهم من الحزب”.
وعلى العكس من طبيعته في احتكار الكلمة، استمع شباط إلى المداخلات التي صبت أغلبها في انتقاده بقسوة على خرجاته الإعلامية غير المحسوبة، وعدم استشارة قيادة الحزب خلال استضافته في “فرانس 24” حيث لمح إلى أنه مستهدف في حياته، وكذا على المقال المنشور في موقع الحزب والذي لمح إلى تورط جهات في السلطة في وفياة وادي الشراط.
وقد تميز اجتماع اللجنة التنفيذية هذا، بحدوث فرز واضح بين أنصار شباط الذين لم يعودوا يتعدون 6 أعضاء: عبد القادر الكيحل- منية غلام- عادل بنحمزة- عبد الله البقالي- رحال المسكيني- لحسن فلاح. وبين باقي الأعضاء الذين يشكلون الأغلبية.