اعتبر الباحث المغربي حسن طارق أن رحيل امحمد بوستة “أحد أعمدة الحركة الوطنية والديمقراطية” يمثل من الناحية الرمزية “نهاية مرحلة طبعها حضور سياسي وازن لرجالات الحركة الوطنية”.
ولفت الأستاذ الجامعي، في مقال رأي تحت عنوان “الحركة الوطنية المغربية: إلى أين؟”، نشرته صحيفة (الوطن) القطرية، اليوم الجمعة، الانتباه إلى أن هذا “الحضور السياسي الوازن” لرجالات الحركة الوطنية، الذين “فرضت الأقدار وقوانين الطبيعة، منذ قرابة العقدين، خروجهم التدريجي من المشهد العام (..) ظل يتجاوز حدود استمرار الوجوه والأشخاص، ليصل إلى عمق الأثر البين في الثقافة السياسية، وفي نمط من ردود الفعل المتقاربة التي تخترق عائلات سياسية مختلفة”.
وأضاف طارق أن الحركة الوطنية، بهذا المعنى، “ليست مجرد امتدادات تنظيمية أسهمت في معركة الاستقلال” وإنما هي “خميرة السياسة المغربية الحديثة، ومرجعية من القيم والمثل المستلهمة من مصادر فكرية سلفية وتنويرية أعادت هيكلة المخيال المغربي الشعبي حول تعريف جديد للهوية هو الانتماء الوطني”، مضيفا أنها “تيار ثقافي ومجتمعي مديني مؤمن بالتقدم، ملتف حول المؤسسات، حامل لنفس تحديثي وإصلاحي، مرتبط بفكرة التوافق”.
ووفقا لهذه القراءة تكون الحركة الوطنية ، بحسب ذات الباحث، “من المصادر الكبرى للإيديولوجيا المغربية المعاصرة، والتي ظلت لوقت طويل تؤثر في تمثلات وسلوكات وقيم النخب والمجتمع”،مؤكدا أنها ظلت كذلك على الرغم من حديث مكرور، يدعي منذ الستينات موتها و”فورة الايدولوجيا اليسارية منذ السبعينيات(…).
واعتبر كاتب المقال أن قراءة مستقبل هذه الحركة التي كان الراحل المفكر محمد عابد الجابري قد رأى في الاختفاء التدريجي لأجيالها أحد وجوه “الانتقال من الحقل السياسي التقليدي إلى الحقل السياسي الحديث، حيث السيادة للمؤسسات وحكم القانون”، يشي بان “هذا لا يزال بعيد المنال” مشيرا في هذا الصدد إلى ظهور ممارسات سياسية ” بلا معالم ومرجعيات” و”خطابات شعبوية بلا أفق” بعد اختفاء ثقافة الحركة الوطنية.
أسرة الأمن الوطني تحتفي بأبنائها المتفوقين دراسيا ورياضيا وفنيا
بمناسبة تخليد الذكرى ال69 لعيد الاستقلال المجيد، أشرف المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة ا…