قال الصحافي الإسباني الشهير، إغناسيو سامبريرو، إن خليل الهاشمي الادريسي، المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء “لاماب” لا يفرق بين صحافي وجاسوس، ويعتبرهما مهنتان منسجمتان، مستشهدا بواقعة صرح فيها الهاشمي للقضاء بأنه لا يعتبر وصف “جاسوس” عيبا.
وحكى سامبريرو، الذي كان يشتغل مع جريدة “الباييس”، كمكلف بتغطية أحداث المنطقة المغاربية، من الرباط، خلال شهادته في ندوة ” السلطة والصحافة والمجتمع” التي نظمت مؤخرا بالرباط، كيف روج مسؤولون مغاربة كبار أنه التقى، سنة 2002، في سبتة، بزوجة مولاي الزين الزاهدي- المدير العام الأسبق القرض العقاري والسياحي (سياش) الذي اختفى بعد أن فجر في الصحافة كيف كان مسؤولون كبار في الدولة يستفيدون من البنك بشكل غير قانوني- وعبد الإله عيسو، وهو عسكري برتبة ملازم، هرب من الجيش، والصحافي بيدرو كاناليس، مراسل جريدة لاراسون الإسبانية في الرباط، وهو اللقاء الذي نفى سمبريرو أن يكون قد حضره.
مضيفا أن الطيب الفاسي الفهري، الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية، أنذاك، نظم في أكتوبر 2002، حفل عشاء في الفيلا التي يقطنها في حي السويسي بالرباط، دعا له مسؤولين في الصحافة اليومية والأسبوعية الناطقة بالفرنسية في المغرب، وحضر اللقاء أيضا كل من فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب في الداخلية آنذاك، ورشدي شرايبي، مدير الديوان الملكي، مضيفا أن أحد الذين حضروا هذا اللقاء قال له لاحقا: “لقد حاولوا خلال مدة ساعتين أن يقنعونا أن هناك مؤامرة بين المخابرات الإسبانية والصحافة الإسبانية وبعض وسائل الإعلام المغربية”.
وعلق سامبريرو على ما راج في هذا الاجتماع: “لحدود ذلك الوقت لم أكن أعرف زوجة الزاهدي، البرتغالية الأصل، ولا الضابط عيسو، ولم ألعب يوما حلقة الاتصال مع مكتب المخابرات الإسباني. ولم أكن حاضرا ذلك اليوم في مدينة سبتة بل كنت حتى وقت متأخر من الصباح برفقة مدير جريدتي، خيسوس سيبيريو، في مقر الصحيفة في مدريد”.
وتابع سامبريرو يحكي كيف أن خليل الهاشمي الادريسي، المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء “لاماب”، الذي كان حينها مديرا لـ”أوجوردوي لوماروك”، نشر على ثلاث أيام متوالية سلسلة مقالات على الصفحة الأولى اختار لها عنوان: “العمل القذر الذي تقوم به المخابرات الإسبانية في المغرب” وأن الجريدة كالت له عدة اتهامات منها أنه “جاسوس”.
مضيفا: “كان رد فعلي الأول أن طالبت منهم أن ينشروا رسالة رد من عندي فرفضوا، متجاهلين.. بعد تفكير طويل ومشاورة مع إدارة صحيفتي، تقدمت بشكوى للقضاء عن التشهير ضد الثلاثة (…) ربحت الجولة الأولى عندما حكمت المحكمة الابتدائية في الدار البيضاء أنفا في شهر ماي 2003، على الإدريسي وزميلين له أن يدفعوا لي تعويضا قدره 10 ألف درهم (950 يورو)، وبدفع غرامة بنفس المبلغ للدولة المغربية، ونشر حكم الإدانة في اثنين من وسائل الإعلام. تقدم الثلاثة بطلب استئناف الحكم وربحوا في هذه الجولة في أبريل 2004، وهو ما قد حذرني منه العديد من الأصدقاء المغاربة”.
وعلق سامبريرو على الحكم قائلا: “لقد انهزمتُ أخيرا في هذه المعركة القضائية على الرغم من أن مدير “أوجوردوي لوماروك” أدان نفسه بنفسه عندما خاطب رئيس المحكمة مصطفى فارس قائلا: “جاسوس؟ هذه الكلمة ليست إهانة أو قذفا، إن السيد سامبريرو صحافي وهو في خدمة بلاده”. معنى هذا أنه وفقا للإدريسي، مهنة الصحافة تتوافق مع ممارسة الجاسوسية”. هذه الكلمات تشكل صدمة لأي صحافي يحترم نفسه. أنا أعتبر نفسي في خدمة القراء وخدمة صحيفتي، ولكني لست في خدمة حكومات بلادي، أيا كانت توجهاتها، وأنا كثيرا ما انتقد السياسة الخارجية الإسبانية بما في ذلك إزاء المغرب”.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…