محمد الفراع، الرئيس السابق للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية الذي كان متهما بتبديد 117 مليار، وحكم عليه استئنافية بخمس سنوات سجنا نافذا، قبل أن تصدر غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالرباط، قرارا مفاجئا ببراءته. خرج يعطي دروسا في الوطنية والدفاع عن منطقة الريف، ضد مستشار بالمجلس البلدي الصويرة، كتب تدوينات عنيفة على الفايسبوك يهاجم فيها الريفيين بعد خروج مجموعة من الشباب للاحتفال بانتصار المنتخب المصري على نظيره المغربي، وهو ما فهم منه أن أولائك الشباب يعبرون عن نزوعات انفصالية.
المثير في “تحسريفية” الفراع، هو أنه ربط الريف بالمقاومة وجيش التحرير ومحمد الخامس والحسن الثاني ومحمد السادس.. دون أن يذكر عبد الكريم الخطابي، وهذا مفهوم من واحد من طينة الفراع: يقول لزميله المستشار إياك أعني بالدروس واسمعي يا جارة والجارة ليست سوى الدولة التي يعتقد الفراع ومن هم من طينته أن الخطابي ما زال يزعجها من قبره ( وهذا ليس صحيحا تماما)، وهذا يزيد من إذكاء نار الفتنة، ويدفع شباب الريف للانتقال من الاحتجاج على وضع اجتماعي عام في المغرب، إلى إلباسه لبوسا إثنية وعرقية لا تخلو من تطرف، وتحميل الزعيم الخطابي أكثر مما يحتمل، بنقله من شخصية وطنية وحدوية، وهذا عبر عنه الخطابي خلال إقامته في منفاه المصري، إلى تحويله لرمز للانفصال. محمد الخامس عندما زار مصر أول مرة تواضع وانتقل لزيارة الخطابي في بيته. فحذاري أيها الفراع، المغاربة لا يريدون منك أن تفرع وحدتهم الوطنية بعدما فرعت تعاضيتهم. سكتت دهرا فلا تنطق كفرا. وحجارك يشدوك.
وهذه تدوينة الفراع:
قرأت باستغراب كبير تدوينة زميلي في المجلس البلدي للصويرة بوجمعة بمنقار بخصوص ساكنة الحسيمة ولم يرفع شكي حول حقيقة هذه التدوينة سوى التوضيح الذي قدمه المعني بالأمر. بقيت مترددا بين تجاهل الموضوع كلية والتفاعل معه؛ وبعد تفكير تبين لي ان الامر في غاية الخطورة لانه لم يصدر عن شاب حزين ومنفعل نتيجة خسارة الفريق الوطني لمباراة في كرة القدم، بل التدوينة كتبها رجل يقدم نفسه مثقفا، رجل تعليم ومربي لأجيال المستقبل، مناضل سياسي ،مسوءول جماعي وناشط جمعوي، اجتمع فيه ما تفرق في غيره؛ وَمِا ظننت قط ان مواطنا بهذا الحجم لا يعي خطورة مضمون وعبارات تدوينته. هذه الخطورة تتجلى في سب وقذف الآلاف من المواطنين المغاربة لا ذنب لهم سوى انتماءوهم الجغرافي الى منطقة الريف شمال المغرب. خطورة التدوينة تتجلى في الزج بمدينة مشهود لها بالوطنية والمسالمة وهي الصويرة في متاهات لا يعرف احد الى أين تسير. وبما انني كنت رئيساً لهذه المدينة العلوية الوديعة ولازلت عضوا بمجلسها وهي الصفة الوحيدة التي تجمعني بالزميل بمنقار أجدني مضطرا للتنديد بالتدوينة المذكورة والتأكيد على ان الاعتذار الخجول والملتوي لا يرقى الى درجة جسامة الخطاء في حق الشعب المغربي ككل. وهنا وجب التذكير ان سكان منطقة الريف ساهموا في بناء الدولة المغربية مند تأسيسها ودافعوا على استقلالها عبر العقود وكان لهم شرف المقاومة الوطنية تحت قيادة المغفور له الملك محمد الخامس، فمن قرى ومدن الريف التحق آلاف الريافة بالمقاومة وجيش التحرير، ومن هذه المدن والقرى قاتل آلاف المغاربة تحت قيادة المرحوم الملك الحسن الثاني في صفوف القوات المسلحة الملكية وبالخصوص في أقاليمنا الصحراوية؛ ومن نفس المدن والقرى يعمل باجتهاد آلاف المواطنين في الدفع بركب التنمية المغربية بقيادة الملك محمد السادس. فرجال الريف وأبناء مدينة الحسيمة مواطنون مغاربة مثلك ومثلي وليسوا في حاجة الى دروس في الوطنية وبالأحرى ان يرموا بوابل من السب والشتم واقدح النعوت. المغرب بلد صاعد بجميع مكوناته البشرية والجغرافية، لنعمل جميعا كل من موقعه لدعم وتعزيز هذا الصعود .
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…