هاجم إدريس الكنبوري الباحث في الشؤون الدينية، حسن الكتاني أحد رموز السلفيين في المغرب، عبر تديونة على حسابه بالفيسبوك قال فيها، “السيد حسن الكتاني ـــ الذي يكني نفسه تارة ب”أبي محمد الحسني”، وتارة بـ”الشيخ …”، وأخرى بـ”الشريف…”، ورابعة بـ”العلامة… “، ما يعني أن الألقاب ضاقت عليه ـــ ضاف ذرعا برأينا حول مسألة البرقع، ورد في صفحته متخفيا كعادته، دون أن يتحلى بالجرأة للرد المباشر في المكان الذي نشر فيه كلامي. الرجل يعتبر نفسه وصيا على الشرع و”يتمشيخ” كلما كانت هناك قضية صغيرة، مع أننا لا نسمع له صوتا ولا نحس له ركزا في القضايا الأهم. لم يجد الكتاني سوى قضية البرقع لكي يحتج على الدولة بسبب منعه، مع أن الدولة قامت بأمور أكثر أهمية لكن الرجل لاذ بالصمت. وكنا نود منه أن يخوض في النقاش العمومي في تلك القضايا بدل أن يسجل المواقف من وراء حجاب. يدعي الرجل أنه من أهل العلم، ولكنه لا يستطيع أن يتخذ موقفا واحدا يحسب له. والمسكوت عنه أكبر مما يمكن الخوض فيه.
الغريب كل الغرابة أن السيد الكتاني لم يفهم كلامي على وجهه، واتهمني بأنني لا أعرف في العلوم الشرعية، داعيا إياي إلى تركها لأصحابها. حسنا. المصيبة أنه لم يقدم رأيا يمكننا مناقشته بل اكتفى بالهجوم ثم لاذ بالفرار. بينما أنا استشهدت بكلام الشيخ ناصر الدين الألباني الذي يقول بأن البرقع ليس فريضة بل سنة، يمكن الأخذ به ويمكن تركه، وكتب كتابا للرد على أشباه الكتاني عنوانه فيه كفاية، وهو: (الرد المفحم على من خالف العلماء وتشدد وتعصب وألزم المرأة أن تستر وجهها وكفيها وأوجب ولم يقنع بقولهم: إنه سنة ومستحب). فهل الشيخ الألباني هو أيضا لا يعرف في العلوم الشرعية؟
الكتاني يخلط بين الحجاب الشرعي، الذي نعرفه جميعا، وبين البرقع الأفغاني. هو يريد أن يغطي وجه المرأة ويديها وأنا أريد لها الحجاب الذي يغطي رأسها فقط.
وقديما قال المعري:
في كل أمرك تقليدٌ رضيتَ به * حتى مقالك ربي واحدٌ ، أحدُ
وقــد أُمرنا بفكرٍ في بدائعه * وإن تَفكَر فيه معشرُ لحَدوا ؟”.
مما جعل العديد من أنصار حسن الكتاني يهاجمون إدريس الكنبوري، ووصل الأمر أن وصفه أحدهم قائلا، “إنكم أضل من أظلت الخضراء وأقلت الغبراء إن شقي بكم العلماء”، وكتب شخص آخر في تعليق له ” ما يضيرك أن يقول لك هذا فالمسألة يا من تدعي نفسك استاذ.. ليست في فرضية النقاب من عدمه الأمر معلوم لدى سائر أهل العلم بمقتضى حكمهم بالوجوب والإستحباب …ولا ينكر الشيخ هذه المسألة المصيبة انك تتطفل في فن وعلم ليس لك به بصيرة وغير ملم به فأصغر طالب علم سيسوق لك عشر او عشرين دليلا عن النقاب وعن فرضيته ووجوبه …..ومما لاحظت في كلامك انك تحمل شيئا في سريرتك عن الشيخ فضلا عن كلمات تافهة كقولك ( لااااذ بالفرار) فإذا كنت لا تعلم أدنى شيئ عن فرضيته فلم تقحم نفسك في ما لا تفهمه أو تدركه فالظاهر انك تستقي كلاما اعلاميا بدليل(البرقع الأفغاني وكان النقاب يخالفه؟”.
وكان الكنبوري قد نشر تدوينة جاء فيها ” انتقاد بعض السلفيين لقرار منع البرقع جعلهم يسقطون في تناقض فادح. فالبعض يدافع عن البرقع أو النقاب وهو يعني الحجاب الشرعي، وكأنه لا يعرف الفرق بينهما أو يريد التخليط على الناس. أحد هؤلاء مثلا قال إن هناك آيات من سورتي الأحزاب والنور تحث على تغطية المرأة لرأسها وصدرها ما عدا الوجه والكفين اللذين اختلف فيهما العلماء. إذا كان العلماء قد اختلفوا فهذا معناه أن النقاب ليس لباسا شرعيا وإلا حصل فيه الإجماع الذي حصل في الحجاب. وقبل سنوات طويلة جدا كتب الشيخ الألباني كتابه الشهير”جلباب المرأة المسلمة” ونص فيه على أن النقاب ليس فريضة بل سنة مستحبة فقط، يمكن الأخذ به ويمكن تركه. بل إن الألباني ـ وهو شيخ السلفيين ـ رد على من وصفهم بالمتشددين، أي أصحاب النقاب، وقال إن الخمار في الآية”وليضربن بخمرهن على جيوبهن” يعني غطاء الرأس فقط، وأن آية”ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها” تدل على عدم تغطية الوجه واليدين. وللشيخ الألباني كتاب يرد فيه على هؤلاء عنوانه الطويل كاف للاستدلال به، وهو (الرد المفحم على من خالف العلماء وتشدد وتعصب وألزم المرأة أن تستر وجهها وكفيها وأوجب ولم يقنع بقولهم: إنه سنة ومستحب).
وهو ما جرّ عليه انتقاد العديد ممن خالفوه الرأي ووصل الأمر إلى حد وصفع بالجهل والضلالة.
مئات المثقفين يناشدون اليونسكو لضمان حماية التراث اللبناني من الغارات الإسرائيلية
طالبت 300 شخصية معروفة في المجال الثقافي من بينها علماء آثار وفنانون الأحد، منظمة الأمم ال…