رضوان الحسني

دخلت الأحزاب المتنافسة على المقاعد البرلمانية الستة المخصصة لإقليم الجديدة مرحلة السرعة النهائية في حملاتها الانتخابية، وذلك بعدما عرف الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية برودا ملحوظا و خاصة داخل المدار الحضري للمدينة. إذ ركز وكلاء اللوائح الانتخابية منذ انطلاق الفترة المخصصة للقيام بالحملات الدعائية على الحضور في الأسواق الأسبوعية المتناثرة في العالم القروي وسيما الأسواق الرئيسية بمناطق أولاد افرج، سيدي اسماعيل، سبت سايس، زاوية سايس مولاي عبد الله، سبت الدويب..
خلال اليومين الأخيرين، ومن خلال الجولات التي قام بها موقع “الأول” سجلنا الحضور البارز لأغلب الأحزاب المتنافسة و التي يبلغ عددها 14 حزبا، بدروب و شوارع مدينة الجديدة. حيث نظمت فيدرالية اليسار الديموقراطي مسيرات جماهيرية جابت أهم الشوارع الرئيسية للمدينة تم خلالها رفع الشعارات و توزيع المناشير و البرنامج الانتخابي بأشكال حضارية. إذ يُركز مناضلات و مناضلو الفيدرالية الذين اختاروا المهندس الشاب بدر نور البيت رئيس بلدية آزمور وكيلا للائحتهم، على تقنية تواصل القرب مع المواطنين و إبلاغ المنشورات و المطويات وشرح مضامينها دون نثر للأوراق في الشوارع و الأزقة.
ومن جانبه خرج حزب العدالة و التنمية بقيادة وكيل لائحته المقرئ الإدريسي أبو زيد في اليومين الأخيرين في مسيرات وُصفت بالوازنة كذلك جابت الشوارع وسط المدينة، حرص خلالها منظمو المسيرة على ترديد الشعارات عبر الاستعانة بمكبرات الصوت و رفع اللافتات الداعية إلى التصويت على حزبهم من أجل “مواصلة الإصلاح”، كما حرص القائمون على الحملات الانتخابية لحزب البيجيدي بدورهم على توزيع ملصقات و مطويات وأقراص مدمجة تتضمن برامج الحزب و منجزات الحكومة التي يقودها دون نثر للأوراق الانتخابية بطرق عشوائية في الشارع.
ولوحظ أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كان كذلك حريصا على القيام بحملة انتخابية منظمة بأحياء المدينة في محاولة لاستعادة صورة الحزب بإقليم الجديدة فيما تتركز الحملة الانتخابية للحزب بمنطقة أولاد افرج ونواحيها باعتبارها قلعة قديمة لوكيل اللائحة محمد الزهراوي.
وفي جولة أخرى قام بها موقع ” الأول” بأسواق مجاورة للمدينة التي تعرف تناحرا كبيرا بين وكلاء بعض اللوائح الانتخابية. لجأ وكلاء لوائح بعض الأحزاب كحزب الأصالة و المعاصرة و الاستقلال و الاتحاد الدستوري و الحركة الشعبية … إلى طريقة نثر وتوزيع أكبر عدد من الأوراق في الأرض، و التجوال بالسيارات و إطلاق منبهات الأصوات بشكل حول أرضية هذه الأسواق إلى خليط من الأوراق الانتخابية (الصورة)، فيما فضل منتمون لأحزاب أخرى التواصل المباشر وتسليم الملصقات يدا بيد إلى المارة ومرتادي السوق. كما تم تسجيل حدوث مناوشات بين أنصار حزب التراكتور و أنصار حزب الحصان ببعض الأسواق الأسبوعية .
بدورهم حرص القائمون على الحملة الانتخابية لحزب التقدم و الاشتراكية على القيام بحملات نظيفة بأحياء وأزقة مدينة الجديدة و ضواحيها رغم الإمكانيات البسيطة. حزب الأصالة و المعاصرة بدا عازما على الفوز بأحد المقاعد الستة بعدما رشح عبد الحكيم سجدة البرلماني و الرئيس السابق للمجلس البلدي لمدينة الجديدة وبدت الحملة الانتخابية لسجدة قوية و تتوفر على إمكانيات مهمة بالنظر إلى عدد السيارات و الفرق المتجولة التي تُشارك في الحملة الانتخابية لصالحه. كما يُركز سجدة في حملاته على بعض المناطق القروية التي يعتبرها معقلا له كمنطقة سيدي اسماعيل التي يتحدر منها رغم أن المهمة لم تعد سهلة بالنسبة إليه لوجود منافسين كبار بنفس المنطقة كإبن “اللحايا” الشاب رضوان مهذب الذي امتطى في آخر لحظة صهوة فرس حزب الاتحاد الدستوري طمعا في الظفر بمقعد برلماني يحفظ لأسرة مهذب بقاءها ضمن قائمة البرلمانيين بالمنطقة. وسجل متتبعون للحملة الانتخابية دخول مرشح الاتحاد الدستوري غمار الحملة معززا بأسطول كبير من السيارات الرباعية الدفع و معتمدا على منشورات وملصقات كبيرة الحجم. كما تبين الحضور اللافت للحزب بعدد من المناطق القروية.
أما حزب الحركة الشعبية فقد راهن هو الآخر على قيدوم برلمانيي منطقة دكالة المصطفى لمخنتر إبن منطقة سبت سايس الذي لن تكون مهمته سهلة هذه المرة على اعتبار التناحر الحاصل بين ثلاث أو أربع لوائح انتخابية بمناطق قروية شاسعة مجاورة لقلعته الانتخابية والتي قد تخلق له المفاجأة.
إلى ذلك وبعد مخاض عرفه حزب الاستقلال قبل الانتخابات التشريعية الحالية بسبب تنافس قوي بين الفلاح الكبير امبارك الطرمونية و زميله في الحزب المستثمر و المقاول رفيق بناصر تطلب تدخل الأمين العام حميد شباط شخصيا و انتهى الخلاف بوضع امبارك الطرمونية على رأس اللائحة ورفيق بناصر وصيفا له. حيث يُمني حزب الاستقلال النفس بالظفر بمقعدين. وهو الأمر الذي اعتبره متتبعون للعملية الانتخابية جد صعب في ظل التنافس الحاد القائم بين أقوى الأحزاب السياسية بالإقليم.
ولعل أبرز اللوائح التي تُعاني من ضعف الإمكانيات هي اللائحة التي يقودها الشاب الطالب حمزة رويجع رئيس مجلس الشباب بالمدينة أصغر مرشح بالمغرب (23 سنة) و الذي فضل ركوب مغامرة التباري على منصب مقعد برلماني حاملا بصمة حزب الديموقراطيون الجدد، ويخوض هذا الشاب حملته مستعينا بعدد من الشباب من زملائه وأصدقائه الذين تطوعوا للقيام بالحملة لصالحه رغم إقراره بكون العملية ليست بالسهلة في ظل وجود كبار رجال المال و الأعمال ضمن المتنافسين.
أما حزب التجمع الوطني للأحرار فقد راهن مرة أخرى على إسم عبد الرحمان كامل الذي ارتبط اسمه بحزب الحمامة منذ سنوات وجدد الكامل نيته للفوز بأحد المقاعد الستة رغم كونه قد أخفق في نيله في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ويُراهن عبر الرحمان كامل على قاعدته الانتخابية القديمة بإقليم الجديدة التي كانت وفية لرمز الحمامة من أجل العودة إلى قبة البرلمان من جديد رغم أن المتتبعين للشأن المحلي يرون أن مهمته لن تكون سهلة كذلك هذه المرة في ظل المنافسة الشرسة التي يعرفها إقليم الجديدة.
ويُتوقع أن ترتفع وثيرة الحملة الانتخابية بإقليم الجديدة في اليومين القادمين في محاولة من الأحزاب المتنافسة لإثبات الذات و التموقع داخل رقعة الملعب الانتخابي للإقليم الذي يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات…كما يُتوقع أن يحتدم الصراع بين الأحزاب الكبيرة إلى آخر لحظة.

التعليقات على حيتان الجديدة تتنافس للفوز بالمقاعد الستة المخصصة للإقليم مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

نجم الكرة التشيلية فيدال متهم بالاعتداء الجنسي

أعلنت النيابة العامة في سانتياغو الاثنين أن نجم كرة القدم التشيلية أرتورو فيدال إلى جانب ل…