(و م ع)
دشنت العلاقات الاستثنائية، التي تجمع بين المغرب والإمارات مرحلة جديدة خلال سنة 2023، بانتقالها إلى السرعة القصوى على مستوى ترسيخ الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.
ولا شك أن هذه العلاقات العريقة، التي أسس لها الملك الحسن الثاني، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحرص قائدا البلدين، الملك محمد السادس، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على الرقي بها إلى مستوى الروابط التاريخية والأخوية التي جمعت على الدوام بين البلدين والشعبين الشقيقين، شهدت خلال السنة التي نودعها زخما غير مسبوق على درب تجسيد الطموحات المشتركة والانفتاح على آفاق واعدة لتحقيق مستقبل مشرق.
ومن المؤكد أن زيارة العمل والأخوة، التي قام بها الملك محمد السادس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، قبل أقل من شهر، والاستقبال الرسمي منقطع النظير، الذي خصص للملك من قبل رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يعكس بجلاء المستوى الممتاز الذي يميز علاقات البلدين، والروابط الأخوية المتينة التي تجمع قائديهما، وهو ما يشكل عاملا قويا ومحفزا صلبا للنهوض بشراكتهما الاقتصادية نحو أفق أرحب وشامل، بما يجعلها نموذجا لعلاقات الشراكة بين البلدان العربية.
وانسجاما مع هذا التوجه، وقع قائدا البلدين الملك محمد السادس، والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال الزيارة، على إعلان حول شراكة مبتكرة ومتجددة وراسخة وبأهداف محددة، تروم الرقي بعلاقات البلدين إلى مستوى روابطهما الأخوية المتينة، وتحقيق تطلعات شعبيهما.
ورغبة منهما في بناء مستقبل اقتصادي مزدهر ومستدام، تبادل البلدان خلال هذه الزيارة، العديد من مذكرات التفاهم الموقعة بينهما، والتي من شأنها إعطاء دفعة قوية لتعاونهما، لا سيما في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والمالية، والبنى التحتية والنقل والمياه والفلاحة والطاقة والسياحة والعقار، والتكوين والتشغيل.
إلى ذلك تميزت السنة التي نودعها بدينامية متواصلة على مستوى العلاقات المغربية الإماراتية، تجسدت أساسا في الزيارات العديدة لوفود مغربية مختلفة سواء للمشاركة في أحداث وتظاهرات دولية أو ذات صلة بالتعاون بين البلدين في عدة قطاعات.
وشكل في هذا الإطار مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية بدبي (كوب 28 )حدثا هاما، مثلت خلاله الأميرة للا حسناء، الملك محمد السادس، في الشق الرئاسي للمؤتمر، كما وجه الملك خطابا إلى المشاركين فيه، دعا من خلاله إلى ميثاق للعمل لمواجهة التحديات المناخية، تستطيع من خلاله البشرية أن تثبت بأفعال ملموسة أن الأهداف الطموحة ليست بالضرورة عصية عن التنفيذ.
وخلال مؤتمر “كوب 28” ألقت الأميرة لالة حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس للبيئة خطابا ضمن جلسة رفيعة المستوى حول شراكة التعليم الأخضر، أكدت فيه على الخصوص، أن المؤسسة، شرعت في نشر برامج التربية من أجل التنمية المستدامة، قبل عقدين من الزمن، تحت قيادة الملك محمد السادس.
كما قامت الأميرة بزيارة لرواق “دار الإمارات العربية المتحدة للاستدامة”، ورواق المملكة المغربية بالمؤتمر.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب كان ثاني بلد إفريقي من حيث عدد المشاركين في النسخة الثامنة والعشرون من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28).
وعكست هذه المشاركة الاهتمام المغربي الواسع للدفاع والترافع عن التغيرات المناخية من فئات مختلفة تضم مؤسسات وطنية عمومية وخاصة ومدافعين عن المناخ وداعمين للتنمية.
وتتسم العلاقات المغربية الإماراتية بطابع استراتيجي ذو أبعاد متعددة، وتشكل الأخوة الأصيلة والاحترام والتقدير المتبادلين، والتضامن الفاعل، الأساس المتين الذي ترتكز عليه هذه الروابط.
وتجسد التضامن الفاعل بين البلدين مؤخرا على سبيل المثال لا الحصر، عقب زلزال الحوز الذي هز في ثامن شتنبر الماضي عددا من مناطق المملكة، حيث بعثت دولة الإمارات العربية المتحدة فريقا للبحث والإنقاذ للمشاركة في عمليات إغاثة ضحايا الزلزال، وهي مبادرة إنسانية نبيلة تبرز عمق أواصر الأخوة الراسخة التي تجمع قائدي البلدين والشعبين.
ولا شك أن العلاقات السياسية المغربية الإمارتية، اتسمت على الدوام بالتشاور المستمر وتطابق وجهات النظر بين قائدي البلدين والدعم المتبادل بالمحافل الإقليمية والدولية.
ومكن هذا الانسجام والتطابق في وجهات نظر البلدين، من تموقعهما كفاعلين رئيسيين في محيطهما الإقليمي وعلى الساحة الدولية.
التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة
أعلن حزب التجمع الوطني للأحرار، أنه تابع بابتهاج كبير جلسة العمل الملكية، التي كلف الملك، …