أفتاتي وعصيد وحفيظ ومنجب: لهذا تجنّب بنكيران الحديث عن التحكم

إعداد: علي جوات

على غير عادته، أحجم عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ذكر كلمة “التحكم”، خلال كلمته بالمهرجان الخطابي الذي افتتح به الحزب حملته الانتخابية أمس الأحد، بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط.

فهل يؤشر ذلك على تحول في الخطاب السياسي لحزب العدالة والتنمية وأمينه العام؟ أم أنها فقط لحظة مهادنة وانحناءة إلى حين مرور العاصفة؟

عصيد : محاولة للتمويه بعد رد فعل الديوان الملكي القوي

قال الكاتب والناشط الأمازيغي أحمد عصيد لـ”الأول” إن “عدم حديث بنكيران عن ما سماه بالتحكم هو محاولة للتمويه ضد رد الفعل القوي الصادر عن الديوان الملكي على تصريحات نبيل بنعبدالله الأخيرة”.

مستدركا: “بنعبد الله الذي ظهر كتابع لبنكيران وانخرط معه في تحالف لدرجة أنه نسي نفسه”.

وأشار عصيد إلى أن “بنكيران أصبح على وعي بأن لعبة التهجم على المحيط الملكي، وإن كانت قد نجحت في انتخابات 2011 -2012، إلا أنها لم تعد مفيدة له في هذه الانتخابات”.

وأضاف عصيد أن” بنكيران يحاول الآن التكيف مع الوضع الذي أعقبَ استنكار مجموعة من المثقفين والسياسيين استعمال كلمة “التحكم”، للتغطية على حصيلته الحكومية والهروب من ربط المسؤولية بالمحاسبة”.

منجب: النظام فرض على بنكيران عدم استعمال كلمة “التحكم” فالتزم

من جهته قال المؤرخ المعطي منجب في اتصال مع موقع “الأول”: “أظن أن النظام فرض على بنكيران ومعه البيجيدي، عدم استعمال كلمة “التحكم”، وكل الكلمات المرادفة لها، فالتزم بنكيران بذلك”. وأضاف منجب: “لكن محتوى خطاب بنكيران ظل كما هو ولم يتغير”. مؤكدا أن المهرجان الخطابي شهد تقديم “أغاني وشعارات تخللتها كلمة التحكم”.

حفيظ: هل سينحني بنكيران حتى تمر العاصفة أم سيبقى منحنيا إلى الأبد؟

في نفس السياق قال محمد حفيظ، الأستاذ جامعي والصحافي: لا أظن أن شخصا مثل بنكيران لم يستوعب كمَّ الرسائل التي تلقاها في الآونة الأخيرة، ابتدءا من خطاب العرش، إلى بلاغ الديوان الملكي الأخير الذي كان رسالة واضحة ليس لبنعبد الله فحسب، لكن لبنكيران بدرجة أولى”، وأضاف حفيظ: “المعروف عن بنكيران أنه خبِر التعامل مع الدولة ومحيط الملك جيدا وهو يجيد الانحناء للعاصفة.

“لقد شاهدنا جميعا كيف صام بنكيران عن الكلام مدة طويلة بعد خطاب العرش، لكن السؤال هل سينحني بنكيران حتى تمر العاصفة أم انه سيبقى منحني؟” يتابع رئيس تحرير أسبوعية “الصحيفة” المتوقفة عن الصدور.

وأكد حفيظ أن” حزب العدالة والتنمية يعاني من عزلة حزبية”، موضحا “أنا لا اقصد على مستوى الشعبية الانتخابية، لكن على المستوى الحزبي”.  مضيفا: “لقد حاول البيجيدي أن ينفتح على شخصيات من خارج منظومته الفكرية، لكنه لم ينجح في استقطاب شخصيات يسارية، وحتى عندما استقطب السلفي القباج رأينا كيف تدخلت الدولة بقوة لمنع ترشيحه”.

وأنهى حيفظ اتصاله بـ”الأول” بالقول: “إن بنكيران في وضعية صعبة جدا بالمقرنة مع 2011، فعليه أن ينحني للعاصفة أكثر”.

أفتاتي: بنكران يدفع التحكم نحو الجنون

أما البرلماني والقيادي في حزب العدالة والتنمية، عبد العزيز أفتاتي، فاعتبر أن لا وجود لأي تحول في الخطاب السياسي لعبد الإله بنكيران، وتساءل في حديث لـ”لأول”: “لا يوجد تراجع ولا هم يحزنون. لماذا سيتراجع بنكيران؟ لازال هناك التحكم وأبو التحكم بنفسه”، وأضاف أفتاتي أن “بنكيران رجل متصوف في احترامه للمؤسسات وهذا الأمر يفقد التحكم عقله ويصيبه بالجنون”.

وأكد أفتاتي أن بنكيران “مطمئن بشكل كبير لاحتضان الشارع والناس له ولحزبه، كما أن الانتقال الديمقراطي يشق طريقه بإصرار، أحب من أحب وكره من كره”.