عدّد الوزير السابق في حكومة التناوب، محمد سعيد السعدي، في مقاله الأسبوعي الخاص بموقع “الأول”، الأسباب والعوامل التي أدت إلى تراجع اليسار المغربي، والتي بدأت مع مشاركة هذه الأحزاب في “ما يسمى بالتناوب التوافقي”.
وقال السعدي، الذي ارتبط اسمه بالخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية، إنه “بقدر ما كانت هذه المساهمة ضرورية لانقاذ البلاد من السكتة القلبية وتيسير انتقال الحكم إلى الملك الجديد، بقدر ما كانت تداعياتها عميقة على مسار اليسار المغربي خلال الحقبة الأخيرة”.
وانتقد السعدي انسياق أحزاب اليسار، خلال تجربة التناوب التوافقي، وقال إنها تميزت بـ” قصور الخيال السياسي والجرأة في ابتكار الحلول، بعيدا عن وصفات جاهزة ومستهلكة من قبيل ضرورة تعزيز تنافسية الاقتصاد المغربي والرهان على القطاع الخاص وميثاق حسن التدبير وتخليق الحياة العامة، حيث لم يسجل تقدم ملموس على هذا المستوى”.
من جهة أخرى، يضيف السعدي، “فتحت هده المشاركة الحكومية شهية الراغبين في التسلق الاجتماعي والمدافعين على شرعية جني ثمار النضال والاستفادة من الفرص المتاحة بفضل التواجد في مواقع القرار”.
وعاب السعدي على أحزاب اليسار مشاركتها “في مختلف الاستحقاقات الانتخابية” معتبرا أن “هاجس الحصول على المقاعد للاستمرار في تدبير الشأن الحكومي دفع إلى فتح الباب على مصراعيه أمام الكائنات الانتخابية التي أصبح لها وزن معتبر في انتخاب القيادات العليا لأحزاب يسارية وازنة، بل وتحديد الخط السياسي والتحالفات الحزبية”.
وأضاف أن هذا المنحى الذي سلكته أحزاب اليسار “مكن جهاز الدولة العميقة من تطويع واحتواء النخب الحزبية، كما رجح كفة التدبير اليومي وبرقرطة العمل الحزبي على حساب أنشطة القرب والعمل القاعدي والجماهيري. وبهذا انفرط العقد الذي كان يربط هده الأحزاب بالجماهير الشعبية وهيمن منطق الولاءات والزبونية وأقفلت المقرات الحزبية وتوارى دور المناضل لصالح المنتخب والبيروقراطي والانتهازي”.
المغرب وبوركينا فاسو يختتمان اجتماعاً عسكرياً بتوقيع اتفاق لتعزيز التعاون الدفاعي
اختُتم الاجتماع الأول للجنة العسكرية المشتركة بين المغرب وبوركينا فاسو، الذي انعقد بالرباط…