استعرض المندوب السامي للتخطيط، أحمد الحليمي علمي، اليوم الجمعة بالرباط، مع وفد أرجنتيني، التحديات المشتركة بين المغرب والأرجنتين في مجال النهوض بوضعية المرأة وتحقيق التنمية، وكذا سبل التعاون بين البلدين.

وأبرز الحليمي، خلال مباحثاته مع الوفد الأرجنتيني، الذي تترأسه سيسليا طوديسكا بوكو، كاتبة الدولة في العلاقات الاقتصادية الدولية بوزارة العلاقات الخارجية والتجارة الدولية والديانات، التقدم الذي حققه المغرب في مجال المساواة بين الجنسين وولوج المرأة إلى مراكز القرار، مضيفا أن هناك “المزيد يتعين تحقيقه”.

وأشار المندوب السامي للتخطيط إلى التحديات التي طرحتها أزمة جائحة كوفيد- 19، موضحا أن المملكة تجاوزت تلك المرحلة بأقل الأضرار، بفضل الرؤية الحكيمة الملك محمد السادس، حيث تبنت مقاربة استباقية لمواجهة هذا الوباء من خلال الإعلان المبكر عن الحجر الصحي.

وأكد أن المملكة عملت، خلال هذه الأزمة، على دعم الفئات الهشة، خاصة بالعالم القروي، مذكرا بالأولوية التي أصبح المغرب يوليها لمجال الصحة بفضل وعيه باحتمال مواجهة اوبئة جديدة في المستقبل.

وبعد أن شدد على استقلالية المندوبية السامية للتخطيط، بفضل الإرادة الملكية، منذ تأسيسها سنة 2003، نوه إلى أهمية الإحصاءات، مشيرا إلى أن إحصاء السكان والسكنى المزمع إجراؤه خلال شتنبر 2024 سيعتمد على حل تكنولوجي معلومياتي مندمج.

كما استعرض التداعيات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 2008 والجفاف الذي تعرفه المملكة منذ سنتين على الوضعية الاقتصادية، معتبرا أن العديد من البلدان، خاصة من جنوب الصحراء، تعاني من هذه الظاهرة، التي لها تداعيات سلبية على الهجرة الاقتصادية القادمة من جنوب الصحراء”.

وقال الحليمي إن المملكة اتخذت العديد من الإجرءات الرامية إلى تسوية وضعية المهاجرين وتحسين ظروف عملهم وعيشهم، مضيفا أن “المغرب يتبنى سياسة متكاملة للهجرة وسيكون في حاجة هو كذلك للمهاجرين بالنظر للانتقال الديموغرافي الذي يعرفه”.

واعتبر أن التجربة الأرجنتينية في مجال الاهتمام بالمرأة يمكن أن تشكل مصدر إلهام بالنسلة للمغرب، منوها بالتقدم الذي حققته الأرجنتين على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.

وأبرز أن أمريكا اللاتينية عرفت “تطورا كبيرا في الأفكار وتنوعا في التجارب التنموية وساهمت في الفكر الاقتصادي”، مشيرا إلى إمكانية الاستفادة من تجارب هذه المنطقة، بصفة عامة، ومن التجربة الأرجنتينية على وجه الخصوص.

وقال إن المندوبية أولت دائما اهتماما للتضامن بين ضفتي الأطلسي بغية إنشاء “حلف أطلسي من أجل التنمية”، خاصة مع ما يعرفه العالم من تحديات كثيرة بما لها من تداعيات سلبية على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ضمنها تلوث البيئة والمشاكل الأمنية، مع سهولة حصول المنظمات الإرهابية على السلاح، مما يقوض التضامن بين الدول الراغبة في إرساء الديموقراطية وتحقيق التطور الاجتماعي وتوفير شروط السلام الضرورية لتحقيق الأهداف المنشودة.

وأكد، من جهة أخرى، أن “تعنت الجزائر يشل تطور المغرب العربي بأكمله رغم أن هذا التكتل يمكنه أن يشكل قطبا ديموغرافيا وتنمويا مهما ونقطة ربط وشريك في النمو والتنمية البشرية مع أوروبا وافريقيا التي تتوفر على العديد من الإمكانيات”.

من جنبها، أبرزت وزيرة الصحة الأرجنتينية، كارلا ببزوتي، القواسم المشتركة بين بلدها والمملكة، منوهة بالعمل الذي يقوم به المغرب في قطاع الصحة الذي يعد “مجالا هاما ومؤشرا اجتماعيا واقتصاديا، وهو ما برهنت عنه أزمة كوفيد-19”.

وبعد أن أشارت إلى أهمية المقاربة المتعلقة بالشباب والمرأة، عبرت المسؤولة الأرجنتينية عن اعتزاز بلدها بالإطار القانوني المتقدم الذي تتوفر عليه الأرجنتين في هذا المجال، معربة عن أملها في العمل على تعزيز القواسم المشتركة بين المغرب والأرجنتين.

بدورها، قالت طوديسكا بوكو إن بلدها تطمح إلى تعزيز ولوج المرأة الأرجنتينية إلى مراكز القرار، موضحة أنه “بالرغم من الإنجازات المحققة في هذا المجال، إلا أن المرأة الأرجنتينية ما زالت تواجه تحدي التوفيق بين مهامها المنزلية والعمل”.

وأشارت إلى أن بلادها تعمل على إيجاد صيغة تساعد على توزيع مهام المنزل، من خلال إحداث حضانات للأطفال ابتداء من عمر السنتين، وكذا مراكز للعناية بالاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، “وهو ما يتطلب بنية تحتية وموارد مالية كبيرة”.

التعليقات على الحليمي يستعرض مع وفد أرجنتيني التحديات المشتركة بين المغرب والأرجنتين في النهوض بوضعية المرأة وتحقيق التنمية مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

بايتاس “كلاشا” المعارضة: أين حكومة 2012 من محاربة الفساد؟

وجه مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، ا…