على نحو مفاجئ ومريب؛ دعا حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى مراجعة النظام الداخلي لمجلس النواب في اتجاه السماح لحزب العدالة والتنمية بتشكيل فريق برلماني بدل مجموعة، وهو الموقف الذي يحمل دلالات سياسية أعمق مما يروج له الحزب من منطلق الدفاع عن التعددية الحزبية، خصوصا وأن من تَكلَّف بتمرير هذه الرسالة السياسية عبر حوار صحافي، ليست سوى ابنة الكاتب الأول للحزب، خولة لشكر.

ومعلوم أن ادريس لشكر، الكاتب الأول لـ”الوردة”، لا يطمئن إلى التيارات الأصولية التي يعتبر حزب العدالة والتنمية امتدادا لها، فهو يختلف معه في المرجعية والإيديولوجيا، بل شنّ عليه وعلى قيادييه في أكثر من مناسبة هجوما لاذعا لم يتوقف حتى وهو جزء من أغلبية حكومة سعد الدين العثماني.

لكن، ما الذي سيجعل قلب لشكر، الخصم الشرس لـ”الإسلاميين”، يرأف، فجأة، لحال حزب مثل “البيجيدي”، وهو الذي دأب إلى عهد قريب على معاداته وعلاقته بجل قيادييه يطبعها التوتر؟

حسب بعض المصادر المتتبعة للشأن السياسي بالمغرب، فإن الجواب على السؤال يحمله موقف سابق لادريس لشكر، يعود بالتحديد إلى سنة 2008، عندما هدّد بالتحالف مع إخوان عبد الإله بنكيران، وهو آنذاك عضو في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، ليتم تعيينه أشهرا قليلة بعد ذلك وزيرا مكلفا بالعلاقات مع البرلمان في حكومة الاستقلالي عباس الفاسي.

وقال لشكر في تصريحه الذي أثار وقتها موجة من الاستغراب ليس داخل الساحة السياسية لوحدها فقط بل بين قادة حزبه أيضا: “حزبنا ليس في حاجة إلى تحالف مع أحزاب واهية وضعيفة، بل في حاجة إلى أحزاب لها امتداد حقيقي ولها مسافة مع السلطة وتمتلك الجرأة على التعبير عن مواقفها بوضوح وشفافية في محاربة الفساد والمفسدين”، وأضاف: “مرجعيتنا لا تمنعنا من البحث عن أحزاب تجمعنا بها قواسم مشتركة مرحليا إذا كانت بمرجعية إسلامية”، وهو ما اعتُبر آنذاك طعما ألقاه لشكر في فم “البيجيدي” بغرض “ابتزاز” الدولة التي كانت تراهن على “حركة لكل الديمقراطيين” التي أسسها صديق الملك، فؤاد عالي الهمة، لتكون بديلا، بينما كان حزب العدالة والتنمية ولشكر يحاربانها، حتى أن الأخير أطلق عليها وصف “الوافد الجديد”.

التعليقات على هل تسعى خولة لشكر لاتباع منهج والدها في “ابتزاز” الدولة من أجل الاستوزار عبر التهديد بالتقرب من “البيجيدي”؟ مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

الطالبي العلمي: بلادنا دشنت تحولا مجتمعيا كبيرا بإطلاق ورش الدعم الاجتماعي المباشر