قال الكاتب والناشط العلماني، احمد عصيد، خلال ندوة نظمتها حركة “مالي”، أمس الأحد بالرباط ، إن الدولة في المغرب “تعتبر نفسها الضامن للاستقرار عبر الحفاظ على استمرارية إنتاج نفس القيم لضمان استمرار تحكمها”، مضيفا أن “الدول التي لا تعترف بالفرد تحكم على نفسها بالاجترار وقتل كل جديد في مهده”.
وأشاد عصيد في الندوة التي احتضنها مقر الهيئة المغربية لحقوق الإنسان بالرباط بحركة “مالي” التي أثارت جدلا واسعا في 2009 عندما أعلن عدد من نشطائها تنظيم “بيكنيك” للإفطار العلني بإحدى الغابات المجاورة لمدينة المحمدية قبل أن توقفهم السلطات الأمنية بمحطة القطار بالمحمدية. وقال عصيد إن “مالي حركة متمردة خلقت الجديد وتكلمت عن الطابو لذلك تمت محاصرتها”.
وطالب عصيد بمناهضة “كل أنواع الإجماع، إلا الإجماع حول العقلانية والانتصار للحقوق”.
من جهتها قالت الفاعلة الحقوقية سارة سوجار إن “الحركات البديلة هي أصوات شابة ترفض الماكينة المنتجة لنفس النوع من الشباب المنبطح والغير منتقد والذي يتبع العامة ولا يخرج عن صورة النموذج المعتاد”.
مضيفة أن “نضال الشباب في غياب الحاضن السياسي جد صعب خصوصا إذا كانت للشاب الجرأة الفكرية واستقلالية الموقف”.
أما عمر بروكسي، الصحفي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة سطات، فقال إن “حركة مالي حركة طليعية وثورية لأنها انتفضت على كل الطابوهات.
بروكسي أكد على أن “الحرية الفردية يجب أن تكون مضمونة بالقانون الذي يجب أن نساهم جميعا في بلورته”، مضيفا: “أن القانون الموكول إليه أمر الاستجابة لحاجيات الناس وضمان حقوقهم الفردية، يجب أن يكون واضحا وغير قابل للتأويل”.
وعن طبيعة هذا القانون قال بروكسي: “إن الحريات الفردية تخلق الجدل عندما ترتبط بالدين وبالحياة الجنسية، لذلك يجب توفير قانون ليبرالي يضمن استقلالية الفرد وعلمنة العلاقات الاجتماعية”.
فتاح بناني، رئيس جمعية “بيت الحكمة” أكد على “ضرورة الاعتراف بأولوية الصراع من أجل ضمان الحريات الفردية لأنه مرتبط بالمعاناة اليومية وبالاختيارات الخاصة، داعيا إلى أهمية “التشبت بقيم التسامح لأنها من قيمنا وثقافتنا المغربية، إلى جانب “المطالبة بالتغيير القانوني لأنه الضامن الأول لممارسة الحريات الفردية”.
أما الفاعل المدني، والمعتقل السياسي السابق، عبد الله زعزاع، فقد حمّل المسؤولية الأولى في “تراجع الحريات الفردية” إلى النخب، التي قال إنها “لا تعطي موقفا علنيا من مسالة الحريات الفردية خصوصا داخل الأحياء الشعبية والقرى لتعبئة الجميع حول هذه القضايا المرتبطة بمعاشهم اليومية”.
في هذا السياق ذكّر زعزاع بما حدث له عندما ترشح لانتخابات 1997 “أنجزت سيرة ذاتية ضمّنتها أنني مناضل من أجل العلمانية وحقوق النساء والحريات الفردية” مضيفا: “الجميع نصحني بعدم الخروج في الانتخابات، ولم يساندني في البداية سوى زوجتي ثم بعد ذلك خلق نقاش عمومي في الدائرة وحاولت إفهام الناس بأن النضال من أجل هذه الأمور يقتضي الجرأة والإقناع والتدرج بالتواجد مع الناس عن قرب”.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…