في كلمة أخيرة منحتها له المحكمة قبل أن تختلي للمداولة في قضيته، جدد المهداوي تأكيده على براءته من التهمة المتابع بها، حيث خاطب المحكمة قائلا: أنا بريء وأحكموا بما شئتم، ليس تحديا بل لأنني إذا كنت مجرما، ومذنبا بالفعل،.. ماترحمونيش وماتحنوش فيا”.
وذكر المهداوي في حوالي ساعة ونصف في مايشبه المرافعة، بما يعتبرها دلائل براءته، فعاد إلى مكالماته بالتفصيل مع المدعو البوعزاتي، وناقش قرار قاضي التحقيق القاضي بإحالته، وانتقد بشدة مرافعة النيابة العامة محاولا إظهار ماأسماه ب”مجانبتها للصواب”.
ساعة ونصف من المرافعة لم تخل من قفشات المهداوي، الذي أضحك القاضي والمستشارين وممثل النيابة العامة وكل الحاضرين من المتابعين في أكثر من مرة.
وأشاد المهداوي بهيئة الحكم في ملفه عندما قال :” أنا أحترم المحكمة حتى لو ظلمتني لأن جلالة الملك من يرأسها، ولأنني احترم القضاء”.
المهداوي في لحظة جد مؤثرة وبينما يعرض بعض الوثائق في ملفه، ويطلب المساعدة من المحامي محمد المسعودي ليسلمها للقاضي علي الطرشي، خاطبه هذا الأخير، “هل الأستاذ المسعودي محامي أم مساعد مع المحكمة، ليرد المهداوي قائلا:” سأقول لك شيء مهم قد لا يعجبك سيدي الرئيس إن هذا الشخص المسعودي ملاك”.
وتابع المهداوي، “هو ملاك لأنه يترك مكتبه ويأتي للدفاع عني من دون مقابل، وعندما يزورني في السجن يخبرني بأنه يترك لي مبلغ 1000 درهم، وزوجتي تخبرني أنه يقتني لأولادي الملابس ويمنحها مبلغ 2000 درهم، ومايمكن ان أقوله على الأستاذ المسعودي، أقوله على الهيني وحاجي، والنويضي وعدد من هيئة دفاعي وأصدقائي وعائلتي الذين ساعدوني ودعموني ماليا، إنهم ملائكة سيدي الرئيس”.
وقد بدى المهداوي متأثرا عندما صرخ بصوت مبحوح فيه غصة موجها كلامه للمحكمة، ” أنا بغيتكم مني دخلوا للمداولة وتنطقو بالحكم تمشيو للجنة ماتمشيوش لجهنم”.
وكعادته المهداوي استمر في مخاطبة المحكمة وسط تأثر الجميع،” إذا اختليتم للمداولة سيدي الرئيس لا تحكموا بناء على ثلاث هواجس الأول، هو أن يخيفكم العنوان العريض للمتابعة “أمن الدولة”.
والثاني “اعتبار أن الدولة والنيابة العامة لا يمكنها ان تخطئ في يوم من الايام وان عليها ان تخرج منتصرة دائما وفي جميع الملفات”.
والهاجس الثالث، يقول المهداوي هو الهاجس “الذاتي”، موضحا، ” فأنا عندما اصرخ وتطردني او انفعل او أتكلم من دون إذن ليس للتقليل من احترامي لكم، لكن لأنني كنت تحت الضغط، منذ أزيد من 86 جلسة وانا أريد ان اتكلم، كنت ولازلت معتقلا، مخنوقا، فاقدا للحرية، كل هذا يجعلني أنفعل سيدي الرئيس”.
وشكر المهداوي في الHخير الحقوقيين الذين ساندوه، والصحفيين، حيث تفاجأ من حجم تضامنهم معه حتى انه وصفهم بالجسم “الصحفي الشريف”، وخص كذلك أصدقاءه وعائلته بشكر كبير في الكلمات الأخيرة لمرافعته قبل النطق بالحكم عليه والتي انتهت تحت تصفيقات الحاضرين.
انتهاء “أزمة” إضراب المحامين.. فرضوا على وهبي “التنازل” في مجموعة من النقط وهذه أهم الاتفاقات
أعلن مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب رسمياً، أمس الاثنين، إنهاء مقاطعة الجلسات في مختلف …