هاجم خالد الصمدي كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي، في حكومة سعد الدين العثماني، والقيادي في حزب “البيجيدي”، الطريقة التي تمرر بها مجموعة من العلامات التجارية، إشهارات للترويج لمنتوجاتها في إساءة تامة لقطاع التعليم، بحيث انتقد إشهار شركة الضحى التي يملكها أنس الصفريوي، والذي يظهر “أستاذة تسأل أحد تلامذتها عن حل معادلة حسابية، بعد برهة يتمكن أحد التلاميذ من إيجاد الحل، تستمع إليه الأستاذة باهتمام كبير ممزوج بالاستغراب من سرعة الإنجاز، 5000 درهم تسبيق و1200 درهم قيمة أداء شهري من اجل امتلاك سكن، تصرخ الاستاذة في جنون وأين يوجد هذا؟ ليشير التلميذ إلى علامة تجارية، فتغادر الاستاذة المحترمة الفصل الداسي في سرعة جنونية للحاق بالعرض”، هذا المشهد نقله الصمدي في تدوينة له على الفايسبوك، قبل أن يضيف “هذه الوصلة الإشهارية توجه على الأقل ثلاثة رسائل سلبية غاية في الخطورة إلى التلاميذ، عن المدرس والمدرسة، أولى هذه الرسائل السلبية أن الاستاذة تخدع التلاميذ لأنها تفكر في حل مشاكلها على حساب تعليمهم، وثانيها أن التلميذ المجتهد مغبون لأنه قام بمجهود وكان ينتظر تنويه المدرسة به فإذا بها تفر من أمامه كالبرق بمجرد سماع الجواب، وتتركه غارقا في استغرابه نادما على مجهوده، وربما أحس بالشماتة أمام زملائه لسذاجته”، وثالث هذه الرسائل واخطرها إهانة المدرس واحتقاره، يضيف كاتب الدولة في التعليم العالي، “بتقديمه في صورة من يكون مستعدا كي يلقي بالعملية التعليمية برمتها في البحر إذا ما لاحت له مصلحة شخصية”.
المشهد الثاني الذي نقله الصمدي، هو لمنتوج إشهاري لقطعة شوكولاتة، والذي يظهر الفصل الدراسي تسوده همهمات وضحكات لا يدري المدرس مصدرها وكلما التفت وهو ينظر بحزم غلى التلاميذ عاد الفصل الدراسي إلى الهدوء ، ويتكرر المشهد لينتبه في نهاية المطاف إلى أن السبب هو استهلاك التلاميذ لمنتوج تجاري بعد تبادله تحت الطاولات، وحين يضبط أحد التلاميذ متلبسا باستهلاك المنتوج ويشرع في تأنيبه بما يمليه عليه ضميره من حزم وانضباط”، ليضيف الصمدي في المشهد الذي نقله لإشهار هذا المنتوج “يمده أحدهم بسرعة بقطعة من المنتوج لا يملك نفسه أمامها فيلتهمها بنهم شديد ليتحول في لحظات إلى مجنون يتلوى في مظهر مخجل وقد تخلى عن تلكم الصورة المثالية للمدرس المحترم الحازم ، ثم تسود القسم بمشاركة الجميع هستيريا وموسيقى صاخبة تنتهي بظهور غلاف المنتوج على الشاشة”.
وأوضح الصمدي في تعليقه على هذا الإشهار أن هذا “المقطع الاشهاري لا يقل سوءا وانتهاكا لحرمة المؤسسة التعليمية من سابقه، فالمدرس هنا مستعد ليتحول إلى كائن غريب بمجرد الحصول على قطعة شوكلاتة، وأنه لا يعدوا ان يكون متخفيا وراء صورة زائفة من الجد الموهوم والحزم المزعوم، فأمعنوا في إثارته وسترون عجبا”.
وأضاف الصمدي أن هذه “نماذج من إشهارات التي تمطر بها قنوات القطب العمومي عموم المشاهدين والتلاميذ منهم على وجه الخصوص في قمة الذروة لحظة الافطار مقابل ربح مادي تنتهك فيها حرمة المدرسة والعملية التعليمية بصورة فجة ، تضرب عرض الحائط بكل المجهودات التي يبذلها جميع الغيورين في سبيل استعادة المدرسة لقيمها القائمة على تقديس العلم واحترام فضائه وترسيخ قيم الاحترام في علاقة التلميذ بمدرسته، والإسهام في تمييع صورة المدرسة التي يتباكى الجميع اليوم على تدهور وضعيتها دون أن تجد بعض العلامات التجارية حرجا في ما تقوم به ، بل تزيد الوضع قتامة وسوءا بإلقاء الملح في جروحها ، ثم يقبل بعض الممثلين المأجورين الانخراط في تأبينها ودفن ما تبقى من القيم فيها ، كل ذلك مقابل ربح مادي ملوث بانتهاك حرمة أقدس مكان لصناعة الانسان على مر الزمان”.
وأوضح الصمدي في آخر تدوينته، قائلا : “ألا فأوقفوا العبث ( قيلو عليكم المدرسة وسيروا ديروا الاشهار فالتيساع ) أما من جهتي فسأقوم بواجبي وما تمليه علي مهمتي، عسى أن تستفيق ضمائر هذه الشركات وهولاء الممثلين والقنوات التلفزية وكتاب السيناريو…”