محمد الناسك
هذا المقال هو بمثابة تكملة لمقال كتبته قبل أسابيع عن الدبلوماسية المغربية.
في بداية مساري المهني خارج الوطن مارست مهمة الرصد الإعلامي، فخبرت خلال هذه التجربة مدى أهمية ما يصدر عن وسائل الإعلام في رسم صورة بلد ما، وكيف أن هذه الصورة مهمة لصانع القرار في تحديد سياسته الخارجية وتوجه دبلوماسيته، ومن يومها أصبحت مهتما بصورة المغرب في وسائل الإعلام الواسعة الانتشار والمؤثرة،ومنها مؤسسة “Z” اليسارية الشهيرة والمكونة من نخبة اليسار العالمي التي تدورفي فلك أيقونتها ناعوم تشومسكي، الذي تدخل أخيراً في قضية المعطي منجب.
حرف “Z” التي تسمى به هذه المؤسسة نفسها مستوحى من الفيلم الشهير Z”” من إخراج كوستا غافراس Costa Gavras والمقتبس من رواية عنوانها الحرف نفسه لـفاسيلي فاسيليكوس Vassilikos. Vassili وهذا الفيلم إنتاج فرنسي بتمويل جزائري، وهو متاح للمشاهدة على الرابط الآتي: https://www.youtube.com/watch?v=YkJtiktmFds
Z Communications””هي المؤسسة التي تنتظم فيها أنشطة هذه الجماعة وقد أسسها في ثمانينيات القرن الماضي مايكل ألبرت (Michael Albert) وليديا سارجنتLydia Sargent)) وألبرت هذا من منظري التشاركية مع روبن هاهنيل (Robin Hahnel). وهذه الأيام تحتفل بالذكرى 29 لتأسيسها.
تضم بوابة Z Communications”” على الانترنت”، ورابطها هو https://zcomm.org/ موقع Z Net وموقع النسخة الإلكترونية من مجلة “Z” ومواقع أخرى، كما تهتم هذه المؤسسة بالتعليم عن بعد.
وقد وصف الصحافي الذائع الصيت جون بيلجر (John Pilger) موقع Z Net أنه واحد من أفضل مصادر الأخبار على الإنترنت. وأكد رينيه ميلان (Rene Milan)من “معهد الأخلاقيات والتكنولجيات المستجدة“Institute for Ethics and Emerging Technologies” أن هذا الموقع مصدر غني بالمعلومات عن التشاركية. كما ذُكر الموقع في فيلم”2007 “Shooter.
من الأسماء التي نقرأ لها في Z Net وZ Magazine ناعوم تشومسكي، وطارق علي وجلبير أشقر، وماركوس، المتحدث الرسمي باسم حركة زاباتيستا، والراحلين المؤرخ هاورد زين، والمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد. ومن الأقلام النسائية البارزة الكاتبة الهندية أرونداتي روي التي أغضبت محبي المهاتما وعائلته لاتهامها غاندي، بالعنصرية وتكريس نظام الطبقات في الهند ووصفته بـ”قديس الوضع القائم”، وذلك في مقدمة جديدة بعنوان “الطبيب والقديس” The Doctor and the Saint لخطاب بعنوان”إلغاء نظام الطوائف”Annihilation of Caste)) أعده زعيم المنبوذين بيمراو رامجي امبيدكار في 1936، لكنه لم يتمكن من إلقائه.
ومن الأسماء التي تكتب عن المغرب ستيفان زونس (Stephen Zunes)، وبل فليتشر
Bill Fletcher)) وريتشارد غرينمان (Richard Greenman) وجوهانز هاوتافيتا ((Johannes Hautaviita، وغيرهم.
صورة المغرب في كتابات هؤلاء تشمل، النظام السياسي، وحقوق الإنسان، وقضية الصحراء، وقضية المهاجرين الأفارقة.
شنع زونس على هيلاري كلينون في مقال بعنوان “هيلاري كلنتون، التمييز الجنسي والسياسية الخارجية الأمريكية”؛ لأنها انتقائية بشكل فاضح في دعمها لحقوق المرأة، بدعمها الملكية الاستبدادية في المغرب، وإشادتها بسجلها في حقوق الإنسان، رغم أنها طردت بشكل غير قانوني أمينتو حيدر- تعرف عند البعض بـ “غاندي الصحراء”- لدورها القيادي في الاحتجاج السلمي ضد الاحتلال المغربي للصحراء الغربية (حسب ستيفان زونس).
ويقول فليتشر في مقال بعنوان “أوباما، المغرب وتقرير مصير الصحراويين” إن إدارة أوباما لم تقم بأي شيء لإجبارالحكومة المغربية على الإلتزام بمسؤولياتها، وبالقانون الدولي، واتفاقية وقف إطلاق النار مع بوليساريو. ويدعي فليتشر أن المغرب لم يقم بأي شيء يذكر لدفع قضية السلام.
وكدأب جماعة Z”” يساوي فليتشر بين الاحتلال الصهيوني لفلسطين وما يسميه الاحتلال المغربي للصحراء الغربية.
ويذهب جوهانز هاوتافيتا المذهب نفسه في مقال بعنوان “سياسة الاتحاد الأوروبي في عدم الاعتراف تكيل بمكيالين”.
ويؤكد أن الاتحاد يكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بخرق القانون الدولي، ويوضح أنه يديرالتكامل الاقتصادي مع جيرانه في الشرق والجنوب من خلال ما يسمى سياسة الجوار الأوروبية. ووفقا للاتحاد الأوروبي فهذه السياسة تبنى على “مصالح وقيم مشتركة ـ الديمقراطية، حكم القانون، واحترام حقوق الإنسان…”.
ويستطرد الكاتب قائلا إن الأسس القانونية للعلاقات التي تجمع الاتحاد الأوروبي مع كل من إسرائيل والمغرب تندرج في ما يسمى اتفاقيات الشراكة، والتي تتضمن ضرورة احترام حقوق الإنسان، والقانون الدولي وأن الاتحاد الأوروبي يمكنه ومن جانب واحد تعليق أي اتفاقية في حال حصل خرق لحقوق الإنسان.
ويدعي الكاتب أن المغرب وإسرائيل قوتا احتلال تخرقان بشكل ممنهج المبادئ الأساس لحقوق الإنسان.
ويتجلى كيل الاتحاد الأوروبي بمكيالين، وفقا للكاتب، في تعامله مع قضية ضم روسيا لمنطقة القرم، وعدم اعترافه بما اعتبره ضما غير قانوني، ومنعه استيراد السلع المنتجة في منطقة القرم وسيباستوبول.
ورغم وجود تشابه بين حالتي المغرب وإسرائيل، يستطرد الكاتب، فسياسة الاتحاد الاوروبي تجاه الصحراء الغربية المحتلة أكثر سوءا، فقد عبر الاتحاد الأوروبي عن التزامه ضمان ـ تماشيا مع القانون الدولي ـ أن كل الاتفاقيات بين إسرائيل والاتحاد يجب أن تشير وبوضوح تام إلى عدم شمولها للمناطق التي احتلتها إسرائيل في 1967، ولكن لا يوجد تضمين مماثل يتعلق بالإقليم الذي احتله المغرب في 1975.
وكان الكاتب قد توقع حكم المحكمة الأوروبية بإلغاء الشراكة الزراعية مع المغرب.
دنيس فريسل (Denis Vericel) مريض بعدائه للمغرب، فهو يسخر قلمه وعدسته لنفث سمومه.
يقول فريسل في مقال بعنوان “صناعة الإجماع: وسائل الإعلام المغربية والصحراء الغربية The manufacturing of the consensus: Moroccan Medias and Western Sahara))
إن المغرب يكذب يوميا على شعبه، وإن من الأهداف الرئيسية للمملكة هو إقناع المغاربة بأن سياستها هي الأفضل وقانونية. وعلى مدى سنوات، يضيف الكاتب، تكرر الصحف والتلفزيون الحكاية القديمة نفسها: كيف أن المغرب ضحية هجمات البوليساريو، وأن هدفه هو تحرير هذه الأرض (الصحراء) باسم الحرية…ويوما فيوما، وعاما فعاما، نجح هذا الخطاب في خلق إجماع وطني بشأن الصحراء الغربية.
وأنتج فريسل هذا، وهو عضو نشط في جميعة أصدقاء الشعب الصحراوي، فيلما وثائقيا بعنوان “L’autre Cote Du Mur” يصف فيه أحداث مخيم اكديم ايزيك بالانتفاضة التي كانت شرارة الربيع العربي.
الإنفاصليون على علاقة وثيقة بالكثير من الأقلام في جماعة Z”” ويترجمون أعمالها إلى العربية، فهل جيشنا الإلكتروني مؤهل للمواجهة على هذه الجبهة؟
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…