خالد البكاري
عبد الرحمان عزري الطفل ذو 14 عاما، لم يسمح له قلب الجلاد الذي قد من حجر بعناق والديه يوم العيد، عبد الرحمان عزري ذنبه انه تأثر كأي طفل يحمل جينات البراءة باستشهاد جاره عماد العتابي، ورافق جثمانه الطاهر لمثواه الأخير..
عبد الرحمان عزري لن يرافق أباه المدرس في اول ايام الدخول المدرسي لأنه بكى جاره الشهيد.
عبد الرحمان عزري لم يعري سوأة المخزن فقط ،بل جعلنا نرى عرينا وعجزنا، لم اكن اعرف ان للنضال إجازة سنوية تستمر من فاتح غشت لختامه وتتمدد أيام العيد..
عبد الرحمان عزري لم يحرك رفض وكيل الملك تمتيعه بالسراح المشروط لقضاء ايام العيد رفقة إخوته نخوة الكتائب الفيسبوكية ولا حمية الحقوقيين ولا ما تبقى من نخوة مدعيي الدفاع عن الطفولة، فالكل سادر في عطلته وخروفه..
لا ادري كيف تمكن منا هذا الاستسلام الذي بدأ يزحف ويربح مساحات يعيث فيها الخوف؟ لن نخسر بمقاومتنا للخوف أكثر مما نخسره بانصياعنا له، ماذا فقط لو نقول بشجاعة ووضوح – ودون اختباء خلف بيانات خنوعة تتجه للكومبارس (العثماني وما جاوره) ولا تسمي الأشياء بمسمياتها -: يا ملك البلاد، يا رئيس الدولة حسب الدستور،يا من قبلت لقب ومركز ورمزية أمير المؤمنين: هناك طفل صغير لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره اعتقل لأنه شارك في جنازة جاره الشهيد عماد العتابي الذي مات بفعل تدخل امني عنيف غير متناسب في احتجاج سلمي، هذا الطفل الصغير حرمه وكيل الملك من قضاء العيد مع والديه وإخوته بعد ملتمس من مدير إصلاحية الناضور.
والد الطفل الذي لن يتمكن كذلك من مرافقة زملائه اول ايام الدخول المدرسي هو مدرس قضى اكثر من عمر الطفل عبد الرحمان في تنشئة اجيال من اطفال القرى والمداشر على حب الوطن، الوطن الذي جازاه باعتقال صغيره ضدا على كل الأعراف والمواثيق وروح القوانين..
اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد، إنهم يحفرون واديا لكي تمر منه الأحقاد. وعيد سعيد لكل المسؤولين والوزراء وقادة الأحزاب والنقابا.. ومزيدا من العطلة للحقوقيين والناشطين الجمعويين.. اما عبد الرحمان فلا بواكي له..
عبد الرحمان يجب ان يكون على مقاعد الدراسة في اول ايام الدخول المدرسي، وإلا فلا عاقل بهذا البلد ولا والد، ولا ما ولد.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…