أمل الهواري

سألني زميل صحفي: من باعتقادك سيكون الأمين العام المقبل للبيجيدي؟ قلت من توفرت فيه: قوة الخطابة، الحكمة، بعد النظر، وأن يُجمع عليه الأعضاء، قال بل سيكون ذلك الشخص الذي لم “يلسع” من طرف المخزن.
لم أستغرب كلام الزميل، بالمرة، فالمخزن سيحاول أن يهجّن هذا الحزب الذي استعصى عليه، وفاز بالانتخابات ضدا عن كل حساباته.
قد يقول قائل ماعلاقة “لسعة” المخزن بمنصب الأمانة العامة للحزب؟ الجواب هو أن الكل أصبح يعلم، أن من بين العلامات التي تؤكد عدم “مخزنية” البيجيدي، هي هذه الحرب الضروس التي يتعرض لها، لذلك سوف يعمل على اختراقه، وجعل أمينه العام “تلميذا نجيبا”، ليكون حزبا كباقي غالبية الأحزاب التي يوفرها المشهد السياسي، وهنا أقول سيحاول وسيعمل على اختراق الحزب-إن استطاع- وهذه ممارسة معروفة ومسلّم بها.

أضاف زميلي الصحفي إو ليس البيجيدي “ممخزَن” بدوره؟ هل الحزب الممخزن، تعتقل شبيبته وتحاكم بقانون الارهاب وليس الصحافة والنشر بسبب تدوينات انفعالية لحظية؟!! هل الممخزن يهاجَم قادته وتنتهك حياتهم الشخصية، وتنشر عليهم أخبار زائفة! أجبت، وأضفت: لماذا لم يشكل الحكومة لحد الآن؟، لماذا لم يتقاسم بنكيران الكعكة مع باق الأحزاب “ويهني السوق”، ويصبح رئيسا رسميا، فهو لحد الآن المكلف بتشكيل الحكومة، لا أكثر. لو كان بنكيران يريد المنصب فقط، ماذا ينتظر ومدة “العطالة” تقارب 5أشهر.
العدالة والتنمية يتعرض لحرب على مستويات عديدة، من يستطيع الإنكار أن عرقلة الحكومة، والمماطلة، والمد والجزر في الكلام، ثم البلاغات والبلاغات المضادة، ثم التحالف الحزبي!!! “يا إما تاخذنا كاملين يابلاش”، ليست حرب ضد البيجيدي؟
لم تكفهم “التجرجيرة” التي يمارسونها على رئيس الحكومة، بل يريدونه أن يملّ، فهم يروجون عبر مسخّرين” لهم عبر الفيس أن البلد بلاحكومة “غاديا مزيان”، وهذا هو المقصد، هم لايريدون رقابة، لا من داخل البرلمان، ولا من طرف الشارع، هم لايريد أن يتابع الرأي العام مع من تعقد الصفقات ولصالح من.
مايحدث على مستوى الحكومة، من استخفاف و تجاهل لرغبة المصوتين، يحدث على مستوى التسيير الجماعي؛ عرقلة الميزانية بمباركة من السلطات ووزارة الداخلية، ميزانية الرباط كمثال، بعد محاولات عديدة للإطاحة بالعمدة، ثم رئيس إحدى المقاطعات.
مايحدث أيضا بطنجة، و الديون” المتلتلة”التي تركتها المجالس السابقة، والتي يريدونها أن “تخرج من جلد الجماعة الحالية” التي تسيرها العدالة والتنمية طبعا، حتى أن المدينة ستكون مهددة بعدم امكانية تدبير الشأن المحلي، وهذا هدفهم، لايجب أن يحس المواطن بالتغيير، حتى لاتزيد شعبية الحزب، وحتى لا يفتضح أمر المسيرين السابقين، وماحدث بأكادير، وعرقلة مشروع “أكادير لاند”، لأن المستثمر ليس من اللوبي “إياه”، ثم مايحدث بمجلس درعة، من مضايقات وعرقلة ومناوشات.
هم يخافون أن يتساءل المواطن، عن الأموال وأين صرفوها، والثروات وأين “غبّروها” طيلة سنوات، فهم يريدون “إتيان” الحزب من بين يديه ومن خلفه؛ الحكومة، الجهات، الإعلام، عرقلة التسيير بوقف الميزانية، أو تكبيدها وزر “الكريدي”، العمل على مقاطعة الدورات والدفع نحو دورات استثنائية، للمزيد من العرقلة، وربح الوقت حتى تنقضي مدة التسيير للخروج بحصيلة أقل، تجنيد الإعلام، والظغط على تلك القلة القليلة من الإعلام الجاد، ونحن نعلم أن منع الإشهار، هي استراتيجية جار بها العمل الآن، كما يقال بالعامية “يقطعوا عليهم الما والضو”، حتى لايتمكنوا من الإستمرار.
اللعب افتظح، والمؤامرات انكشفت، والفضل يرجع “لإخوان” بنكيران، العمل الآن على تجريد البيجيدي من نقاط قوته التي صعب اختراقها وإضعافها أو حتى فك شفرات تجنده النضالي، ويتعلق الأمر بالفيسبوك، فهاهم يواصلون “النبش والهبش” في تدوينات سابقة قديمة لبعض المدونيين، الذين يستدعيهم الأمن للتحقيق بدعوى السب والقذف في حق بعض المنتخبين، الذين عاب عليهم بعض الشباب استعمال المال لاستمالة الناخبين…

مرة قال لي أحد رؤساء المقاطعات البيجيدين، تُعرض علينا رشاوى ونرفض.. استطعنا أن نحقق فائضا في الميزانيات، فلم نتمكن فقط من سد الديون، نتعرض لهجوم كلامي من قبيل”راكم سديتوا كاع الروبينيات، وخنقتونا”، وقال لي بالحرف، إنهم لايصدقوننا عندما نقول لهم لم نأت لنستمر على نفس طريقتكم، نريد الإصلاح، والمقابل الوحيد سيكون عندما أتجول أنا وأبنائي في شوارع نظيفة، وأرصفة جميلة مضاءة، ومساحات خضراء، لم أبعها وأتسلم ثمنها كبقع “لمنعشين”عقاريين، هدفي أن أرى بلدي تتجمل للأجيال القادمة، غير “يخليونا نخدموا”، ولكن أظن أن هؤلاء ينطبق عليهم المثل الشعبي الذي يقول، أنا باللقمة لفمو.. وهو بالعمود لعيني”.

التعليقات على محاربة “الخوانجية” ومساندة “البانضية” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…