رفيق عبد الكريم*
تواصل قيادة حزب الأصالة والمعاصرة استهداف حزب التقدم والاشتراكية وأمينه العام، وجاء ذلك هذه المرة من خلال حوار لعضو بالمكتب السياسي لهذا الحزب، تولت إعداده ونشره جريدة الصباح يوم الأربعاء 09 نونبر 2016، لم يخجل وهو يتطاول بوقاحة على حزب شامخ اسمه حزب التقدم والاشتراكية، فيما يبدو أنها “مهمة نضالية” أمر بها صاحبنا من قبل أولياء النعمة، الذين أغدقوا عليه في السياسة والهندسة… وأشياء أخرى.
ولا غرابة في ذلك، فأولياء النعمة على درجة كافية من الذكاء أو البلادة، لا يهم، جعلتهم يقررون أن الأصلح لهذه المهمة القذرة والتافهة هو مهندس فاشل و”سياسي” مغمور يحتاج لمن يذكره بمن يكون.
فمنذ كان “صاحبنا” وهو يلهث وراء كل شيء…وهو المهندس المعماري البسيط الذي هَرِمَ “نضالا” وتملقا أيضا، قبل أن تأتي عليه لحظة استنشاق “حلاوة” الصفقات، وكرم المشاريع التي تم تكليفه بإنجازها في مناطق بعينها دون غيرها !!!هو “الخائف” على شرف المهنة التي تعج بالأَطْهَرِ منه، وضمنهم الكثيرون ممن خبروا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية خلال تجربته على رأس قطاع السكن والتعمير…
وقبل ذلك، جرب “صاحبنا” الذي انتفخت اليوم أوداجه، المقايضة بما “كُتِبَ” عليه، ذات مغرب رصاص، من اعتقال سياسي، حيث ظل حريصا على الظهور إلى جانب مناضلين شرفاء، منهم من قضى نحبه ومنهم من يواصل ولم يبدل تبديلا، مثلما فعل صاحب الحوار الوقح، المتمسك بطفوليته وانتهازيته من كل المواقع، في أقصى اليسار أو أقصى المخزن، لا يستحيي من “تخراج العينين” والدفاع عن أسطورة كون الحزب المعلوم هو حزب حقيقي، له “أجهزة” تقرر مصيره بكل استقلالية، وانبثق بشكل طبيعي من المجتمع، وحصل بنضاله وجهده على 102 نائب، دون قهر ولا ظلم ولا طغيان، بكل شفافية ودون تدخل “كل من اعتاد التدخل في مثل هذه المناسبة !!”
إن لم تستح ولن تستحي فواصل هذيانك الذي لا ولن يصدقه الشعب، إذ الشعب هو الذي عزل “البام”.
هذه هي الأساطير المؤسسة لمشروع حزب الأصالة والمعاصرة، والحقيقة أنه مشروع ماض إلى مزبلة التاريخ، بني على نزوات اعتبر البعض أنه يمكن أن تصبح واقعا مجتمعيا وقوة مادية تتحرك، انطلق بإرادة معلنة في تعبئة قوى المجتمع وفئاته المقاطعة، وتجديد النخب الحزبية والسياسية “المتهالكة” وممارسة السياسة بشكل مغاير لبناء المغرب الممكن، وانتهى إلى مخلوق سياسي مشوه، يهدد التعددية، ويختنق في أجواء الديمقراطية….
الموقف من الحزب المعلوم وممارساته والتحليل الذي يقود لهذا الموقف لم يكن، بالنسبة لحزب التقدم والاشتراكية، وليد اليوم أو من بنات أفكار الأمين العام الحالي للحزب الرفيق محمد نبيل بنعبد الله، بل كان الحزب واضحا وحاسما وصارما منذ اتضح أن نزوات صبيانية لن تؤدي إلا إلى مزيد من التيئيس وتبخيس العمل السياسي والحزبي، بل وتحريف البناء الديمقراطي عن مساره الصحيح. وهذا موقف مثبت في أدبيات الحزب وتقارير دورات لجنته المركزية وبيانات مكتبه السياسي وتصريحات أمينه العام، السابق والحالي، الذي هو من ينطق باسم الحزب ويمثله ويتحدث باسمه، لأنه منتخب من طرف مؤتمر وطني لحزب ديمقراطي، حُمل على أكتاف المناضلات والمناضلين لتولي هذه المهمة النضالية النبيلة. وطبيعي أن تكون هذه الثقافة الديمقراطية غريبة عن صاحبنا وحزبه الذي تشكل و”تضخم” بالطرق المعلومة…
حزب التقدم والاشتراكية لا يحتاج إلى شهادة ميلاد جديدة من صاحبنا أو من غيره، حزب التقدم والاشتراكية حزب عتيد احتفل قبل سنوات بسبعة عقود من تأسيسه، وأكيد أنه بحكم تراكماته السياسية وتضحيات مناضلاته ومناضليه سيستمر لعقود أخرى، لأنه بكل بساطة لم يحتج يوما للأوكسجين الذي تكلم عنه صاحبنا، والذي بدأ ينفذ من حوله وسار يبحث من خلال حواره مع يومية الصباح عن مهواة جديدة يلتقط منها أنفاسه، لأنه والكثير ممن حوله مقتنعون بأن سياق 7 أكتوبر لن يتكرر في المغرب، ويلعبون آخر أوراقهم للظفر بحلم استعجلوا تحققه منذ سنوات، وها هو ينفلت اليوم من بين أيديهم.
لقد نجح حزب التقدم والإشتراكية في الاستمرار حتى في أحلك الظروف السياسية التي عرفتها بلادنا، واليوم، فهو قائم يستنشق أوكسجين ديمقراطيته الداخلية، ويتطلع إلى تحقيق الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والمساواة والحقوق والحريات ودولة الحق والقانون، وليس حزبا يعيش على الريع السياسي، ولم توضع في أفواه مناضلاته ومناضليه ملاعق من ذهب، ولا يحتاج إلى مباركة من أي كان، لأنه مستقل في قراره، وليس ذيلا لأي كان، كما أنه لن يجتر، كما يطمح صاحبنا من دون شك، إلى الصف المعلوم، لأنه صف بدأ صعوده نحو الهاوية…
أما أنت وحواريوك، فإن نهايتكم هلت بعد أن بدأت الجموع تنفض من حولكم، وستعودون كما خلقتم ذات يوم عراة حفاة تمشون في الأسواق، تتوسلون من يمن عليكم بالسلام فلا تجدوه.. لم تستطع الصمود طويلا أمام الإغراءات المحيطة بك وأصبحت سليط اللسان، وبدوت متسرعا في تحقيق ذاتك في ميدان لا تتقن اللعب فيه لأنه ميدان الكبار حقيقة وليس ميدانا للمتنطعين وإن أسعفتهم ضخامة…
إحترسْ.. وإن عدتَ عدنا بما هو أفصح.
* عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية
الرميد يعارض تعديلات مدونة الأسرة: “إذا كانت ستكرس مزيدا من الانحدار والتراجع السكاني فإنه ليس من الحكمة اعتمادها”
مصطفى الرميد* من حقنا- نحن المغاربة- ونحن نعيش في عالم قلق ومضطرب، أن ننوه بمثانة مؤسسات ب…