مصطفى عمَّاي

مرت خمس سنوات على دستور اخترناه جميعاً ملكاً وشعباً في إطار توافق ديمقراطي من أجل مصلحة الوطن بعد ثورة جديدة للمك والشعب (خروج 20 فبراير وخطاب 9 مارس) مما جنب البلاد خطر اللاستقرار وجعلها تتميز بالاستثناء  في محيط مازال يعاني من تبعات التغيير الفجائي الذي عصف بأنظمة ورمى ببلدان في أحضان الإرهاب فلا هي نعمت بالديمقراطية والرخاء الاجتماعي ولا حافظت على استقرارها وأمنها بل أصبحت مشاعا للغرب يستنزف خيراتها ويشرد أبناءها
يبدو أن ما راكمته القوى التقدمية من تاريخ نضالي وتضحيات من أجل مغرب متعدد وديمقراطي ساهم بشكل كبير في تجنيب بلادنا مطبات الربيع العربي وجعل سفينته تصل برَّ الأمان وإن لم يكن بشكل نهائي وأي محاولة للتراجع عن مكتسبات المرحلة من طرف الحاكمين سيردنا للوراء ويجعلنا ندخل نفقا غير محسوب العواقب
كما أن محاولة ركوب البعض على ما تحقق وابتزاز الوطن وجعله رهينة بين أيديها لن يؤدي إلا لإجهاض المسلسل الديمقراطي. فالمغرب ليس هو تركيا كما أنه ليس مصر.
المغرب شكل على مر التاريخ نموذجا استثنائيا سواء في معركة التحرير والاستقلال أو في مرحلة بناء الدولة الديمقراطية.

فملك المغرب ( محمد الخامس ) هو الوحيد الذي فضل المنفى على بقاء المستعمر الفرنسي ببلده كما أن الشعب المغربي هو الوحيد الذي الاستقلال بعودة ملكه.
المغرب هو الوحيد الذي أنه دشن مصالحة وطنية من أجل المستقبل وتناسى الضحايا آلامهم ولملموا جراحهم لأجل غد ديمقراطي ولو أننا مازلنا ننتظر جلسات استماع بالصحراء.
المغرب هو الوحيد الذي جسد نموذج حقيقي للتعاون جنوب- جنوب، وقال نريد شراكات لا صدقات.
المغرب هو الوحيد الذي قال للولايات المتحدة الأمريكية لسنا مزرعة خلفية ونريد تعاون استراتيجي مبني على الاحترام المتبادل وسيادة القرار الداخلي.
كل هذا جعلنا استثناءا إيجابياً ومكننا من التعايش في وطن يتسع للجميع باختلاف مشاربه الثقافية والعرقية والدينية.
واليوم ونحن نعيش احتباسا سياسيا وجدلا حول من له الفضل في ما وصل له الوطن من استقرار أقول بأن الفضل يعود للشعب المغربي الذي صبر على المحن وركب شبابه قوارب الموت وصبر على بعض القرارات اللاشعبية لأجل استقرار الوطن وواهم من يعتقد غير ذلك.
واليوم وأمام ما فككت الأجهزة الأمنية من خلايا إرهابية كانت تسعى لضرب أمننا الداخلي وأمام ما عشناه من أزمة مع الأمين العام للأمم المتحدة الذي يسعى إلى اقتطاع جزء من وطننا لصالح الانفصاليين أقول رجاءً ارتقوا قليلاً وانسوا أحزابكم واستحضروا الوطن لأنه هو البيت الذي يجمعنا ويكفل كرامتنا ولتكن لكم عبرة في ما وقع في اليمن وليبيا وسوريا. وختم القول: ارحموا هذا الوطن.

 

التعليقات على رجاءً ارحموا الوطن مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…