التوالد عند الإنسان

يقوم ذَكَر الإنسان بتخصيب الأنثى عبر عملية تلاصق الجسدين كجميع الثديات، يُخرج خلالها الذكر سائلا من صلبه ليضعه في جسد الأنثى. بعدها بتسعة أشهر تخرج الأنثى من بطنها إنسانا آخرَ.

خلال الحمل تمر أنثى الإنسان بمرحلة الوحم، وهي مرحلة دقيقة تتشهى فيها علفا معينا يقوم ذَكر الإنسان بالبحث عنه وتوفيره ولو اضطر إلى التنقل إلى منطقة قطيع آخر، وذلك لكي لا يظهر على جسد المولود المنتظر أمارة معينة. بعض إناث الإنسان تستغل فترة الوحم لغايات في نفسها، فهناك من تتوحم على آلة غسيل أوتوماتيكية للهروب – مثلا- من “الفراكة”، وهي أداة تستعملها الأنثى في عملية متعبة لغسل ما يغطي به الكائن البشري جسمه. يطلق الذكر على هذا النوع من الاستغلال اسم “الفشوش”.

تقوم الأنثى بتتبع تطور جنينها عند كائن بشري آخر، غالبا ما يكون من خارج القطيع البشري الذي يعيش وسطه الوالدين، الامر الذي يعتبر من أغرب السلوكات التي يتميز بها الإنسان على مختلف الثديات.

تعتبر لحظة رؤية ما بداخل جوف بطن الانثى، من خلال مرآة خاصة، لحظة مهمة وحساسة. ورغم أن الذكر غالبا ما لا يشعر بشيء فهو لا يرى سوى نقطة سوداء وسط بياض، إلا أنه يتظاهر بالتأثر إرضاء للأنثى أو لأن جميع ذكور القطيع تتأثر لحظتها.

غالبا ما تضع الأنثى مولودها في بناية تسمى مستشفى يسكن فيها الإنسان عندما يشعر بخلل ما في جسمه، إما بطريقة طبيعة كسائر الثديات أو بشق بطن الأنثى وإخراج المولود ثم إعادة إغلاقه.

بعد الولادة يتقاطر أعضاء القطيع لزيارة الأم ورؤية المولود، وهو طقس من الطقوس الكثيرة التي تجعل من الإنسان كائنا اجتماعيا.

المولود في أيامه الأولى، حسب معايير الجمال عند الإنسان نفسه، يكون بشعا، فهو منفوخ الأنف والعينين ولونه يميل إلى الزرقة، ويطلق صوتا مقززا أقرب إلى نعيق الغربان، لكن والديه دائما ما يرونه غاية في الجمال، ويعبر الإنسان على هذا النوع من السلوك بقوله “القرد في عين أمه غزال”، رغم أن الدراسات أكدت أن أنثى القرد ترى مولودها قردا وليس كائنا آخر.

عند خروج الأنثى من المستشفى، يتم إطعامها بعلف خاص بالمناسبة يسمى “الرفيسة”، وهو عبارة عن نوع من الخبز المبخر مع العدس والدجاج، فالإنسان حيوان لاحم و”عادس” في آن.

بعدها بأسبوع، يقوم الوالدين باستدعاء القطيع لخلق جلبة عظيمة والقيام بحركات معينة تسمى الرقص، احتفالا بالمولود الجديد ومنحه اسما معينا لتمييزه عن باقي أفراد القطيع.