في هذا الحوار يتحدث عبد الواحد المتوكل* رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان عن سر غياب التنظيمات السياسية عن حراك الريف وما إن كانت هذه التنظيمات تجوزت من قبل الجماهير ولم تعد قادرة على القيام بدورها في تأطير المواطنين ؟ كما يوضح المتوكل موقف الجماعة المعبر عنه في حادثة الزفزافي وخطبة الفتنية من خلال استنكارها استعمال الدولة للمساجد وما إن كانت هذه دعوة غير مباشرة من الجماعة لعلمنة الفعل السياسي ؟
حاوره : محمد سموني
* وأنت تتابع ما وقع من مواجهات بين الأمن والمحتجين، كيف تفسر غياب التنظيمات على تأطير احتجاج الريف بما في ذلك جماعة العدل والإحسان؟
غياب التنظيمات هو نتيجة طبيعية لسياسة القمع والإفساد والتدجين والاحتواء التي اعتمدها المخزن منذ سنين طويلة. لكننا لسنا بحمد الله ممن نالت منهم تلك السياسة، فلنا حضور يعرفه الناس ويقدرونه، لا تهمنا الصدارة، وهذا يتناغم مع استراتيجيتنا في تدبير المرحلة.
*هل تجاوزت الجماهير الهيئات التنظيمية وبالتالي لم تعد تصلح هذه الأخيرة لأي شيء؟
هذه الهيئات بوضعها الحالي عاجزة عن القيام بدورها التأطيري والتدافعي المطلوب. وتجاوب الناس مع مبادراتنا ومبادرات القوى التي لم تخضع للتدجين والإحتواء تدل على أنهم يعرفون جيدا أين يضعون ثقتهم ومن يعبر عن همومهم.
* استنكرتم في بينانكم، حول أحداث الحسيمة، استعمال المساجد هل بذلك تدعون بشكل غير مباشر لعلمنة الفعل السياسي؟
سوء استعمال المسجد ليس مبررا لتجريده من رسالته أو دليلا على أن الحل في العلمانية، كما أن ما تقوم به دول باسم الديمقراطية من تسلط على بلاد شتى ونهب لثرواتها ودعم لأنظمة فاسدة ليس كل ذلك مدعاة لاستبعاد الديمقراطية أو إنكار مزاياها. اعرف الحق تعرف أهله.
*رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان