في هذا الحوار، يتحدث حسن بناجح، عضو الأمانة العامة لجماعة العدل والإحسان، عن أسباب دعوة الجماعة لمسيرة وطنية من أجل نصرة فلسطين يوم الأحد المقبل وعدم مشاركتها في المسيرة التي دعى لها حزب البيجيدي الأسبوع الفارط، وما إن كان ذلك اختلاف سياسي مع العدالة والتنمية إن لم يكن خلاف حتى في قضايا النصرة، ويجيب أيضا بناجح عن سؤال نهاية التنظيميات من خلال المبادرة الاحتجاجية، بما في ذلك العدل والإحسان التي أصبحت تقوم برد فعل عىل مبادرات كـالمقاطعة بدل أن تكون سباقة لإطلاق مثل هذه المبادرات الاحتجاجية.

لماذا تدعو جماعة العدل والإحسان إلى مسيرة من أجل فلسطين، الأحد المقبل، ولم تشارك في المسيرة التي دعت لها “البيجيدي” الأسبوع الماضي، هل “نصرة” القضية الفلسطينية بدوره يخضع للحسابات السياسية ؟

القضية الفلسطينية فوق أي حساب كيفما كان نوعه، ودائما ننطلق نحن في جماعة العدل والإحسان من هذا المنطق، فأن يفسر أي شخص هذا الأمر، سواء كانوا متتبعين أو محللين أو وسائل إعلام، بتأويلات أخرى فهذا لا يلزمنا لا من قريب أو بعيد. فنحن ننطلق في تبني القضية الفلسطينية من منطلق عقدي قبل أي اعتبار سياسي، وكل من بادر بأي شكل من الأشكال لنصرة القضية الفلسطينية فلا يمكننا إلا ان نبارك ذلك.

أما عدم مشاركتنا في المسيرة التي نظمت يوم الأحد الماضي، فالأمر لا يعدو أن يكون بسبب ترتيبات تنظيمية، حيث لم يتم التنسيق معنا مع الأسف، لأن منطق الأشياء ومن مقتضيات الاحترام المتبادل أن المشاركة تقتضي الشراكة بكل ما تحمل من معنى، أي الشراكة في تنزيل الفكرة زمنا ومكانا وترتيبات تنظيمية لضمان نجاح الحدث بما يليق بالقضية. وعندما يختار أي طرف تنظيم مناسبة تضامنية بانفراد أو مع شركاء معينين بالطريقة التي تناسبه فلا نملك إلا أن نتمنى له التوفيق في كل ما من شأن التنويع في خدمة القضية.

سألتك هذا السؤال لأن المتتبع البسيط، يرى بأن تنظيمان يشتركان في المرجعية الدينية، أصبحوا اليوم يختلفون حتى في المبادرات الداعمة للقضية الفلسطينية، والدليل أنكم لم تشاركوا في مسيرة التي دعت لها “البيجيدي” وهم أيضا لم يخرجوا أي موقفا من المشاركة من عدمها في المسيرة التي دعوتم لها؟

نحن فقط جزء من الائتلاف المغربي للتضامن الذي يضم مجموعة من الهيئات، وهو الذي دعا إلى مسيرة من أجل فلسطين يوم الأحد 20 ماي الجاري، ونحن جزء منه طبعا وندعم المسيرة التي روعيت فيها كل مقتضيات الشراكة. هذا بخصوص الدعوة أما نجاح الشكل التضامني فهو فوق أي طرف، بل هو ملك للشعب المغربي قاطبة.
أما مشاركة العدل والإحسان في الأشكال التضامنية مع فلسطين فكما قلت لك سابقا أننا لا نخضعها لأي اعتبار سياسي خاص، ولا نشترط لذلك غير شرط احترام مستلزمات العمل المشترك.

أصبحتم في جماعة العدل والإحسان، مثل باقي التنظيمات الأخرى التي توجد على يسار المشهد السياسي، تقومون فقط بردود أفعال في مجموعة من المبادرات الاحتجاجية، وآخرها حملة المقاطعة التي خرجت من العالم الافتراضي إلى الواقع، ألم يصبح لكم كتنظيم قدرة المبادرة لاتخاذ أشكال احتجاجية ومبادرات في الفضاء العام؟

نحن سعداء بهذه الهبة الشعبية العامة والمتنوعة لسببين؛ السبب الأول هو تحقق أمل تطلعنا إليه كثيرا وهو أن يكون الشعب المغربي في المقدمة مشاركا وينعتق من العقلية السائدة منذ عقود التي تفرض أن يكون الشعب مفعولا به وليس فاعلا وأن الآخرين هم المبادرون وهو المنفذ فقط. السبب الثاني أننا جزء من شعبنا ومن مبادراته وحركاته، نتبنى وندعم كل الخطوات التي تسير في اتجاه إنصاف الشعب ورفع الظلم عنه وضمان عيش كريم له، وهذا يجعلنا في الفعل وليس في رد الفعل وأن الدولة هي تقوم بردود أفعال عبر مقاربتها الأمنية التي لا تقدم أجوبة حقيقية على المطالب المشروعة للشعب.
ونحن في العدل والإحسان من هذا الشعب وأبناء هذا الشعب، ونحن نشارك في هذه المبادرات كجزء من الشعب الذي أطلق هذه المبادرات، ويفرحنا ما يفرحه ويحزننا ما يحزنه وهذا يكفي.

 

التعليقات على حوار.. بناجح يتحدث عن “خلاف” الجماعة و”البيجيدي” حول نصرة فلسطين وعن “المقاطعة” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم.. ألمانيا تدك شباك البوسنة بسباعية نظيفة

حسم المنتخب الألماني صدارة المجموعة الثالثة ضمن المستوى الاول لمسابقة دوري الأمم الأوروبية…