“آلباييس” ترصد دعوة لتظاهر إخوانيين داخل السعودية

المصطفى روض

نشطاء ومنفيون مقربون من جماعة الإخوان المسلمين وجهوا دعوة للقيام بمظاهرة اليوم الجمعة داخل السعودية احتجاجا على الفقر

والبطالة.
الخبر نشرته اليوم صحيفة “الباييس” الاسبانية لمراسلتها “أنجيلس اسبينوزا” من دبي، والتي تنبأت، بالرغم من الأصداء القوية التي خلفتها الدعوة في المواقع الاجتماعية، بصعوبة تحقيقها لأن المظاهرات أو أي شكل من الانتقاد الموجه للعائلة الملكية الحاكمة ممنوع كليا في هذا البلد.
و مع ذلك، تؤكد “الباييس”، النظام السعودي احتاط بشكل جدي من الدعوة وبدأ في شن حملة اعتقالات مسبقة وتعزيز الإجراءات الأمنية داعيا المواطنين السعوديين للتبليغ عن المنتقدين للحكومة في الانترنيت.
أحد نشطاء ما يسمى بحراك 15 سبتمبر قال لمراسلة “البايسس”: “نريد حرية التعبير من منظور إسلامي، والحرية للمعتقلين السياسيين، وخلق فرص للعمل بدل تسليم 110.000 مليون دولار للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” لكي يحمي عرش آل سعود، في إشارة إلى العقد المبرم حول الأسلحة الذي وقعه “ترامب” خلال زيارته للسعودية.
ومعلوم أن النظام السعودي ينفي كعادته أن لديه معتقلين سياسيين بالرغم أن الناطق الرسمي يدافع باستمرارعن الحاجة لمراقبة النشطاء للحفاظ على الاستقرار.
أحد الذين حاورتهم “آلبايييس”، وهو مهني متوسط العمر، ويعد احد المعارضين بلندن الذين حركوا الدعوة للمظاهرة داخل السعودية، أكد أن ليلة أمس تمت اجتماعات في الرياض لتنظيم وتنسيق مظاهرة اليوم.
وأوضحت الصحيفة أن محاورها جرى الاتصال معها من خلال نظام لشبكة افتراضية لتجنب المراقبة عبر الانترنيت، حيث استحال على المراسلة التحقق من الموقع الذي كان يتحدث منه، مؤكدة على أن خطابه منسجم مع العديد من الشكايات التي تتكرر منذ أسابيع في المواقع الاجتماعية باسم حراك 15 شتنبر.
وعن تسمية الحركة قال لها إن “الاسم ليس له معنى محدد وخاص، هو فقط تاريخ ليوم المظاهرة”. وبالرغم من اعترافه أنه يعتمد على معارضين خارج البلد، خصوصا من لندن، يؤكد أن فكرة المظاهرة الاحتجاجية جاءت من نشطاء الداخل في المواقع الاجتماعية خاصة على “تويتر”.
وأضاف ذان الناشط في حديثه مع مراسلة “إلباييس” أنهم في حاجة إلى منتدى آخر لكي يعبروا بكل حرية. الانترنيت تحول، في نظره، إلى ساحة سعودية عمومية بمؤشر للولوج والنشاط هو الأعلى في العالم.
وعلى كل حال تستخلص الصحيفة، أن الدعوة للمظاهرة رغم أنها الأولى من نوعها فهي غير عادية وغير مؤكدة، مشيرة إلى أنه في مارس 2011 كانت هناك دعوة مشابهة للتظاهر على خطى حراك الربيع العربي، لكن  متظاهرا واحدا فقط من تجرأ للخروج أمام بضعة صحفيين وانتشار كبير للشرطة التي اعتقلته واقتادته إلى محكمة متخصصة في جرائم الإرهاب ولم يطلق سراحه إلا في السنة الموالية.
ومنذ ذلك الوقت، عرفت السعودية مظاهرات محلية في الإقليم الشرقي، حيث الأقلية الشيعية تشكو هناك من التهميش وتطالب بالمساواة في الحقوق.
و أشارت “آلباييس” لموقف النظام السعودي الذي يعتبر أن أي شكل من أشكال الاحتجاج غير قانوني، وعاد للتذكير بلازمة المنع هذا الأسبوع المفتي الكبير الشيخ عبد العزيز بن عبد الله خلال مداخلة له في برنامج متلفز، حيث قال أنه ممنوع الاحتجاج على الحكومة.