توجه الغابونيون أمس السبت إلى صناديق الاقتراع في انتخابات ستُحدّد ما إن كانوا سيمنحون ولاية ثالثة للرئيس علي بونغو أونديمبا الذي يتواجه مع 13 مرشحا آخر بينهم ألبرت أوندو أوسا الذي اختارته أحزاب المعارضة الرئيسية متأخرةً، وهو مرشح لم يكن معروفا لكن تجمعاته بدأت تجتذب حشودا كبيرة.
فيما كان البرلمان الغابوني قد أقر تعديلا دستوريا أنهى العمل بجولتي التصويت، ما اعتبرته المعارضة وسيلة “لتسهيل إعادة انتخاب” بونغو.
وصوت المواطنون في الغابون السبت في انتخابات لاختيار رئيس جديد للبلاد أم لمنح ولاية ثالثة للرئيس علي بونغو أونديمبا.
وقد دُعي حوالى 850 ألف ناخب مسجل في هذا البلد الصغير الواقع وسط أفريقيا والغني بالنفط والبالغ عدد سكانه 2,3 مليون نسمة، إلى التصويت في إطار ثلاثة انتخابات خلال اليوم نفسه: رئاسية وتشريعية وبلدية.
هذا، ووعد ألبرت أوندو أوسا بأن المعارضة “الموحدة” خلفه “ستطيح” من السلطة بونغو وحزبه الديمقراطي الغابوني وتضع حدا لـ”عهد عائلة بونغو” التي تمسك منذ أكثر من 55 عاما بزمام سلطة تعاني “الفساد” وسوء الحكم.
ويذكر أنه في وقت سابق أقر البرلمان الغابوني تعديلا دستوريا قلص بموجبه ولاية الرئيس من سبع إلى خمس سنوات وأنهى العمل بجولتي التصويت، ما اعتبرته المعارضة وسيلة “لتسهيل إعادة انتخاب” بونغو.
وإلى ذلك، يتمتع الحزب الديمقراطي الغابوني الذي ينتمي إليه بونغو بأغلبية كبيرة في مجلسي الشيوخ والنواب.
وقد أعيد انتخاب بونغو بفارق ضئيل العام 2016 لا يتجاوز 5,500 صوت، ما دفع منافسه جان بينغ إلى اتهامه بتزوير الانتخابات.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس أصيب بجلطة دماغية العام 2018 غاب على إثرها عن الظهور لأشهر، ما دفع المعارضة إلى التشكيك في قدرته على إدارة البلاد.
هذا، وعلى الرغم من معاناته المستمرة من صعوبات في الحركة، إلا أنه أجرى في الأشهر الأخيرة جولات في كل أنحاء البلاد وزيارات رسمية إلى الخارج، شملت حضور عدد من القمم.
وللعلم، تعد الغابون من أغنى الدول الأفريقية من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عائدات النفط وقلة عدد السكان نسبيا. لكن وفق البنك الدولي لا يزال ثلث السكان يعيشون تحت خط الفقر.
ويذكر أن علي بونغو يرأس البلاد منذ 14 عاما، وقد انتُخب أول مرة العام 2009 بعد وفاة والده عمر بونغو أونديمبا الذي حكم البلاد أكثر من 41 عاما.