ساحة محمد علي كلاي.. هكذا كرمت ريو دي جانيرو أسطورة الملاكمة العالمية

اختارت مدينة ريو دي جانيرو، التي تستضيف الدورة الـ31 للألعاب الأولمبية حاليا، أجمل طريقة ممكنة لتكريم أسطورة الملاكمة العالمية، الراحل محمد علي كلاي، بإطلاق اسمه على ساحة عمومية في قلب منطقتها الساحلية.

وتعد مبادرة إطلاق اسم محمد علي كلاي على هذه الساحة، التي تم افتتاحها في يوليوز الماضي من طرف عمدة المدينة، إدواردو بايس، بمثابة اعتراف بإرث هذا الرياضي الأمريكي منقطع النظير، الذي وافته المنية في الثالث من يونيو الماضي عن عمر يناهز 74 عاما، بعد أن ميز عصره وألهم أجيال من الرياضيين ممن سعوا للسير على خطاه.

ومنذ افتتاح دورة الالعاب الأولمبية، أضحت ساحة محمد علي نقطة بارزة في مشروع “بورتو مارافيليا” (الميناء الرائع)، الذي نجح في إعادة تأهيل منطقة الميناء على مساحة خمسة ملايين متر مربع، وغير ملامح خليج ريو دي جانيرو، الذي أصبح أكثر أمنا مما كان عليه حتى وقت قريب.

وتشكل الساحة اليوم امتدادا لشارع يقع على طول الشاطئ الذي يربط بين حيي “ساوودي” و”غامبوا” بوسط المدينة التاريخي، في تناغم مع مختلف متاحفها، لاسيما متحف أمانيا (متحف الغد)، وهو معلمة بارزة بالمدينة، ومتحف الفن بريو.

وبرأي عمدة مدينة ريو دي جانيرو، ”لم يكن محمد علي كلاي رمزا في عالم الرياضة فحسب، بل كان أيضا شخصية مهمة في تاريخ القرن الـ20 ومطلع القرن ال21″، ولذلك، يرى بايس، فإن هذه الساحة تكرم إنجازات هذا الرياضي، الذي اكتشفه العالم في روما سنة 1960، حينما فاز بالميدالية الذهبية في الوزن شبه الثقيل وهو لم يتجاوز 18 ربيعا بعد.

كما تشكل هذه الخطوة طريقة للتصالح مع ماضي العبودية التي ارتبطت بهذا الميناء، والذي كان شاهدا على توافد الملايين من العبيد، وخلد اليوم اسم رمز من رموز النضال ضد عدم المساواة العرقية والحقوق المدنية، حيث سيذكره التاريخ كرجل انتصر داخل الحلبة وخارجها، بفضل حسه الناذر وتفاعله الذكي مع لغة الاستفزاز.

وتقول الاسطورة إن بطل العالم في الملاكمة لمرات عديدة في الوزن الثقيل ألقى ميداليته الأولمبية في نهر أوهايو لدى عودته من دورة روما، بعدما رفض أحد المطاعم المخصصة “للبيض فقط” خدمته. مجرد أسطورة: اعترف علي كلاي بعد سنوات أنه ببساطة أضاع الميدالية.

وبعد مرور 36 سنة، تلقى أعظم ملاكم عبر العصور نسخة طبق الأصل من ميداليته حين أشعل الشعلة الأولمبية خلال أولمبياد أطلانطا (1994)، المدينة الواقعة جنوب الولايات المتحدة. واليوم، جاء الدور على ريو دي جانيرو لتكريم هذه الأسطورة، ونقش اسمه وإنجازاته في ذاكرة ساكنة مدينة الكاريوكا.

(و م ع)