طالبت منظمة العفو الدولية الجمعة السلطات الجزائرية باتخاذ إجراءات “فعالة” من أجل إنهاء حالة “الإفلات من العقاب”، وذلك بمناسبة مرور 13 سنة على إقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي طوى صفحة الحرب الأهلية.
ودعت المنظمة الحقوقية في بيان لمكتبها بالجزائر “السلطات الجزائرية الى اتخاذ اجراءات فعالة لمحاربة الإفلات من العقاب” و”إلغاء النصوص القانونية الحالية التي تعاقب إنتقاد أفعال قوات الامن بشكل علني” .
وأوضح البيان “بدل التحقيق في جرائم القتل خارج القانون وحالات الإختفاء القسري والتعذيب والإعتداء الجنسي التي حصلت خلال سنوات 1990 ومتابعة مرتكبيها امام القضاء، قررت السلطات الجزائرية إتخاذ سلسلة اجراءات ثبتت اللاعقاب ومنعت الضحايا وأسرهم من العدل والتعويض”.
وأكدت حسينة أوصديق مديرة مكتب منظمة العفو الدولية في الجزائر، أن على السلطات أيضا “السهر على ألا تتكرر الخروقات الخطيرة لحقوق الانسان في سنوات 1990″، داعية الجزائر الى التصديق على المعاهدة الدولية للحماية من الاختفاء القسري التي سبق ان وقعتها في 2007، بحسب ما نقل عنها البيان.
وذكرت المنظمة الحقوقية أن التعديلات الصادرة في ديباجة دستور 2016 “دعمت ثقافة الإفلات من العقاب بتأكيدها على نجاح المصالحة الوطنية”و”إرادة الشعب الجزائري في الحفاظ عليها، دون أي اعتبار للوضع المأساوي للضحايا وأسرهم المعارضين لهذا الإفلات من العقاب”.
واعتبارا من 1995، عرفت البلاد عشرات المجازر الجماعية ضد المدنيين.
ففي عام 1997 قتل المئات من المدنيين في ضواحي العاصمة الجزائرية في هجمات تبنتها الجماعة الاسلامية المسلحة. وفي مطلع القرن الحالي، تراجعت نشاطات الجماعة الاسلامية المسلحة وتم القضاء عليها نهائيا في 2005.
وفي 2005 اعترفت الدولة أن “أعوان الدولة” يتحملون مسؤولية إختفاء 6146 شخصا بين 1992 و1998، بينما تتحدث منظمات غير حكومية عن 18 الف مفقود.
واندلعت الحرب الاهلية عام 1992 بعد أن الغى الجيش نتائج الانتخابات التشريعية التي فازت الجبهة الاسلامية للانقاذ بدورتها الاولى.
ورغم تراجع نشاطات المجموعات الجهادية في الجزائر إلا أن الجيش لا يزال يعلن بشكل دوري عن قتل واعتقال واستسلام مسلحين اسلاميين.
ومنذ وصوله إلى السلطة في 1999 جعل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة السلم والمصالحة حجر الزاوية في كل برامجه الانتخابية للولايات الاربع التي قضاها في الحكم.
وقبل سبعة أشهر من الانتخابات الرئاسية بدأ انصار بوتفليقة بالترويج لدوره في “نعمة السلم والاستقرار” في الجزائر، داعين اياه الى الترشح لولاية خامسة.
(أ ف ب)